محلل استراتيجي يوضح السبب الأساسي لزيارة وزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط
أكد الدكتور محمد عز العرب؛ رئيس وحدة الدراسات العربية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن الولايات المتحدة تحاول استعادة مكانتها لدى حلفائها في منطقة الشرق الأوسط.
وقال عز العرب في مداخلة هاتفية مع برنامج "رأي عام" المذاع على قناة "تن": "على مدى عقد ونصف تراجعت رؤية القوى الإقليمية الرئيسية في الشرق الأوسط للولايات المتحدة كحليف يمكن الاعتماد عليه في تركيز دعائم أمنها لأن الولايات المتحدة كان يشغلها مصالحها الخاصة فقط".
وأضاف: "زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى القوى المؤثرة في الشرق الأوسط تأتي للتأكيد على قوة العلاقة بين هذه الدول والولايات المتحدة ولاسيما أن هناك تحركات من قوى إقليمي مختلفة ومنها مصر في تنويع بدائل تحركها الخارجي وأن يكون لديها علاقات متوازنة مع القوى الدولية في ظل نظام دولي يتجه من الأحادية القطبية إلى التعددية القطبية".
وتابع: "لدينا علاقات مع الولايات المتحدة؛ لدينا علاقات استراتيجية مع روسيا والصين ودول أوروبا الغربية والشرقية وهو ما ينقلنا إلى نقطة أخرى؛ هناك احتياج للولايات المتحدة إلى المنطقة".
وأكمل: "أثبتت الحرب الروسية الأوكرانية أن دول المنطقة أصبحت تعول أيضا على مصالحها الخاصة؛ الرئيس الأمريكي في بداية توليه المسؤولية قال إنه سوف تتراجع أولوياته بالنسبة لأقليم الشرق الأوسط وأنه سوف يركز على مواجهة الصين لكن يبدو أن الأمور تغيرت رأسا على عقب لأن الحرب أصبح لها تأثيرات تتجاوز حدود الأراضي الأوروبية وخاصة فيما يتعلق بسلاسل الغذاء وامدادات الطاقة".
وأوضح: "دول الخليج لديها مصادر للطاقة وبالتالي زاد الاهتمام بها لتعويض النفط الروسي ورغبة الولايات المتحدة في تخفيض سعر النفط قوبلت برفض قاطع من الدول المنتجة والدولة العربية بدأت تعامل الولايات المتحدة بنفس رؤيتها وأنه من الأفضل تنويع دوائر الحركة".
واختتم: "هناك رسائل وصلت للولايات المتحدة أن حتى الترتيبات المرتبطة بالأمن والاستقرار الإقليمي لم تعد دول الإقليم معنية برؤية الولايات المتحدة فقط وأصبح هناك تواصل مع الدول التي كنا نصنفها كدول خصوم وأصبح هناك محادثات بين السعودية وإيران وكذلك بين مصر وتركيا؛ وتوجيه السعودية مساعدات إلى تركيا بعد الزلزال؛ الدول التي كان لديها مشكلات وأزمات متوترة بعد مرحلة الربيع العربية أصبح هناك قدرة على التهدئة الإقليمية".
