الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رسو السفن الحربية الإيرانية في البرازيل يتحدى إدارة بايدن

الرئيس نيوز

في الشهر الماضي، بينما كان الرئيس البرازيلي المنتخب حديثًا لويز إجناسيو لولا دا سيلفا يستعد لزيارة الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، كانت هناك أزمة تلوح في الأفق بشأن العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والبرازيل.

كانت سفينتان حربيتان إيرانيتان متوجهتان إلى البرازيل، ورفض لولا، السياسي المخضرم الذي بدأ ولاية رئاسية ثالثة، السماح للسفن الإيرانية بالرسو على شواطئ بلاده فلماذا يقدم بنفسه فرصة لانهمار سيل من الإدانة من الشعبويين اليمينيين، دونالد ترامب وجاير بولسونارو، ونجح الرئيس البرازيلي الجديد في إخماد غضب البيت الأبيض ونجح كذلك في الترويج لأجندة تقدمية قوية تركز على مكافحة تغير المناخ، وإظهار الدعم الأمريكي لتطلعات البرازيل لتصبح قوة عالمية.

ولكن بعد أن حصل على التزامات أمريكية مهمة، استدار لولا وألقى الضوء على زيارة السفن الإيرانية، فبعد هدوء الانتقادات، رست السفن في ريو دي جانيرو في 26 فبراير في إقامة غير مسبوقة لمدة أسبوع واحد، وكان ذلك إحراجًا كبيرًا للبرازيل ومأزق للولايات المتحدة وتبين أن لولا نجح في الحصول على لقاء ناجح مع بايدن بالخداع.

وتقول صحيفة "ذي ديسباتش" إن البرازيل لديها اعتقاد بأن بإمكانها أن تفلت من العقاب، وتأتي الاتهامات من واشنطن بأن لولا تعمد إحراج بايدن، مما جعل أمريكا تبدو ضعيفة في محيطها الجغرافي وغير قادرة على التعبير عن أن السفن الإيرانية غير مرغوب فيها في الأمريكتين، في حين تمر المنطقة بوقت يتحدى فيه الخصوم الإقليميون والعالميون قيادتها عبر نصف الكرة الغربي علاوة على أن الصين وإيران وروسيا، كلها حريصة على تقليص مكانة أمريكا ونفوذها في المنطقة ووضعها في مواقف محرجة.

وسيكسب لولا الكثير من وقوفه في وجه أمريكا ويمكنه تلميع صورته كقائد بارز من قادة حركة عدم الانحياز، وانتزاع ذلك الوشاح بعيدًا عن منافسيه الأقل إقليميًا - مادورو الفنزويلي، وبيترو الكولومبي، وثنائي فرنانديز في الأرجنتين كما يشير كثير من المراقبين إلى أن بإمكانه صياغة سياسة خارجية للتواصل مع دول، مثل إيران، تسعى إلى إزاحة النفوذ الأمريكي وتقزيم بصمة أمريكا في محيطها الجغرافي.