شهادة على التعاون الوثيق.. السعودية تُودع مبلغًا ضخمًا في البنك المركزي التركي
وقعت السعودية اتفاقًا لإيداع خمسة مليارات دولار في البنك المركزي التركي عبر "الصندوق السعودي للتنمية".
وبحسب ما ورد في بيان نشره الصندوق اليوم الإثنين، وقع على الاتفاق في العاصمة التركية أنقرة، رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية أحمد بن عقيل الخطيب، ومحافظ البنك المركزي التركي شهاب كافجي أوغلو.
بينما لم يذكر البيان أية تفاصيل متعلقة بمدة الوديعة أو تاريخ الإيداع المتوقع، وأشار إلى أن الاتفاق سيسهم في تعزيز الاقتصاد التركي عبر معالجة الجوانب الاقتصادية في مختلف القطاعات.
وقال الصندوق السعودي للتنمية "هذه الوديعة ليست فقط شهادة على التعاون الوثيق والروابط القائمة بين السعودية وتركيا وشعبيهما، لكنها أيضًا دليل على التزام الرياض دعم جهود أنقرة في تعزيزها اقتصادها وتعزيز النمو الاجتماعي والتنمية المستدامة".
وكان وزير المالية السعودي محمد الجدعان قد أعلن في ديسمبر الماضي اعتزام بلاده إيداع المبلغ في البنك المركزي التركي، مؤكدًا أن هناك تحسنًا كبيرًا في علاقة الرياض بأنقرة، لافتًا إلى أن السعودية تتطلع إلى فرص استثمارية في تركيا ودول أخرى.
ووفق “إندبندنت عربية” يعد عام 2022 نقطة تحول في العلاقات السعودية - التركية، بعد أن شاب العلاقات بينها برود في السنوات السابقة ومنذ عام 2018، لا سيما بعد زيارة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان لأنقرة في يوليو الماضي، والتي سبقتها زيارة الرئيس التركي للسعودية في نهاية أبريل الماضي، والتقى ولى العهد السعودي في شهر رمضان الماضي.
وجاء في البيان الختامي المشترك للزيارة أنه جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين من مختلف الجوانب، وتم التأكيد بأقوى صورة عزمهما المشترك على تعزيز التعاون في العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية.
والتقارب الاقتصادي بين البلدين كان العلامة الأبرز بعد تبادل الزيارات على المستويات القيادية بين البلدين، إذ وجه مجلس الوزراء السعودي في الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي بتشجيع الاستثمار المباشر مع تركيا.
وبحسب البيان الصادر حينها فإن المجلس فوض وزير الاستثمار السعودي أو من ينيبه بإجراء مباحثات مع الأتراك.
ويشمل التفويض التباحث في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين البلدين للتعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر، والتوقيع عليها، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
وفي 27 أكتوبر الماضي، أقام وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، استقبالًا لوزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي، على هامش مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" السادس الذي عقد في العاصمة الرياض.
وأكد الفالح خلال المناسبة في تصريحات صحافية على هامش مؤتمر مبادرة الاستثمار أن رجال الأعمال السعوديين سيستثمرون في تركيا ضمن مجالات مختلفة مثل التكنولوجيا والعقارات والطاقة.
وخلال وقت سابق ثالت السعودية على لسان وزير ماليتها محمد الجدعان، أن المملكة ستتوقف عن سياسة المنح والودائع غير المشروطة، لحلفائها، وأنها تريد إحداث إصلاحات هيكلية في الاقتصاد.