الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رغم شعبيته الكبيرة.. لماذا لن ينافس أكرم أغلو الرئيس أردوغان في الرئاسية المقبلة؟

الرئيس نيوز

على الرغم من شعبيته الكبيرة في الشارع التركي إلا أن المرشح الأوفر حظًا أكرم إمام أوغلو لن يتمكن من منافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما عزز انقسام المعارضة من فرض أردوغان الذي يواجه حملة انتقادات غير مسبوقة على وقع اتهامات بالفشل في التعامل السريع مع تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا فبراير المقبل وخلف وراءه نحو 50 ألف قتيل.

انقسام المعارضة يبدأ من إعلان حزب “الشعب الجمهوري” أقدم أحزاب المعارضة التركية، والتي خرج منه مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، ترشيح رئيس الحزب، كمال كيليتشدار أغلو  للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقرر لها مايو المقبل،  ضد الرئيس التركي رجب أردوغان، يبدو أن تكتل الأحزاب الستة المعارض في تركيا لن يذهب موحدًا إلى تلك الانتخابات؛ بعدما أعلنت زعيمة حزب “الخير” المعارض ميرال أكشنر، أمس الجمعة، أن حزبها رفض ترشيح كيلتشدار أوغلو لانتخابات الرئاسة.

الأمر الذي اعتبره مراقبون ضربة قوية لجهود المعارضة باختيار مرشح مشترك ينافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة يوم 14 مايو.

ميرال أكشنر قالت في كلمة مقتضبة بعد اجتماع مع قيادات حزبها في العاصمة أنقرة، إن "خمسة زعماء من قادة أحزاب الطاولة السداسية قرروا ترشيح كيلتشدار أوغلو، رغم كل المؤشرات التي تؤكد تقدم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش في استطلاعات الرأي، وإمكانية فوزهما بانتخابات الرئاسة.

كما أضافت زعيمة حزب الخير ثاني أكبر أحزاب المعارضة، والشريك الرئيسي في تحالف الأمة والطاولة السداسية، إن حزبها لن يرضخ لضغوط الطاولة السداسية بترشيح كيلتشدار أوغلو، ودعت كلًا من إمام أوغلو ويافاش للاستجابة إلى "رغبة الأمة" والترشح إلى منصب الرئيس.

وكان مقررًا أن يعلن تحالف الطاولة السداسية (أكبر تحالف معارض في البلاد ويضم حزب الشعب الجمهوري الأساسي، وحزب الخير القومي اليميني، وحزب الديمقراطية والبناء الذي يرأسه علي باباجان، وحزب "الديمقراطي"، بالإضافة إلى حزب السعادة الإسلامي) مرشحه المشترك يوم الاثنين القادم، بعد اجتماعه يوم أمس الأول الخميس.

ووفق مراقبون فإن أكرم إمام أغلو كان المرشح الأوفر حظًا، وأن خبراته السابقة تجعله قادرًا على المنافسة، بعد الفوز التاريخي ببلدية إسطنبول مرتين على حساب مرشح حزب “العدالة والتنمية” في مارس 2019 بفوزه بمنصب رئاسة بلدية إسطنبول.

وألغت الحكومة انتخاب إمام أوغلو ولكنه عاد وفاز بفارق كبير في انتخابات الإعادة بعد نحو ثلاثة أشهر.

وبعد بضعة أشهر اعتبر أكرم إمام أوغلو أن أولئك الذين ألغوا فوزه في الانتخابات "أغبياء"، مرددا عبارة استخدمها وزير الداخلية سليمان صويلو ضده قبل ذلك.

وعرّض هذا الوصف رئيس بلدية إسطنبول للملاحقة القضائية بتهمة "إهانة" أعضاء المجلس الأعلى للانتخابات، إذ حكمت محكمة تركية بسجن أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول نحو ثلاث سنوات بعد إدانته بـ"إهانة" مسؤولين، منتصف ديسمبر الماضي.

ووفق ما هو معمول به في القانون التركي فإن الحكم يمنع أكرم إمام اغلو عمليا من ممارسة السياسة وبالتالي يبعده عن منافسة الرئيس التركي أردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة، رغم أن حُكم السجن هذا سيُستأنف إلا أن أكرم إمام سيبقى مستبعدا من الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة.

كمال بولات محامي أكرم إمام أغلو قال في أعقاب الحكم القضائي، إن محاميه سيستأنف الحكم  إلا أنه بات مستبعدا من الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

وقال: "هذا نهج مؤسف حيال الديمقراطية وسيادة القانون". إذ إن أطوار القضية تعود إلى تصريح صدر عن إمام أوغلو بعدما هزم مرشح حزب الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات البلدية عام 2019  واصفا الذين ألغوا فوزه في الانتخابات "بالأغبياء".

 ووفق موقع "العربية" فإن الانقسام داخل حلف المعارضة يثير شكوكا حول قدرته على الاستفادة من تراجع شعبية أردوغان التي أظهرتها استطلاعات الرأي مؤخرًا، لاسيما بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد في السادس من فبراير.

وواجهت حكومة أردوغان ولا تزال انتقادات واسعة بسبب طريقة إدارتها للاستجابة الطارئة للزلزال، ما أدى لتفاقم ما كان يتوقع بالفعل أن يكون أكبر تحد انتخابي له خلال حكمه المستمر منذ عقدين في ظل ارتفاع معدلات التضخم التي تلحق ضررا شديدا بمستويات المعيشة، بحسب ما نقلت رويترز.