كيف سيتحول العالم اقتصاديا بعد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟ خبير اقتصادي يوضح
أكد هشام بدوي؛ الخبير الاقتصادي؛ أن الصراع الاقتصادي بين الشرق والغرب يعد جزء من مشهد عام للحرب مشيرا إلى أن هناك متغيرات جيوسياسية واستراتيجية تطال العالم كله.
وقال بدوي في مقابلة عبر الفيديو مع برنامج "حديث القاهرة" المذاع على قناة "القاهرة والناس": "الحرب الروسية الأوكرانية سوف تترك بعد نهايتها انعكاسات هامة على المفاهيم الاقتصادية وهو أمر أكثر خطورة؛ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الفكرة الأساسية كانت الدفاع عن التجارة الحرة".
وأضاف: "الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قام بإجراءات حمائية وقام بتقييد التجارة على الصين وفرض ضرائب على الواردات من أوروبا وباستثناء الأربعة سنوات التي تولى فيها ترامب الرئاسة الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت تدافع عن فكرة حرية التجارة".
وتابع: "هذا المفهوم سوف يواجه تحديات كبيرة بعد نهاية الحرب؛ هذا المفهوم نتيجة عامين من كورونا والحرب الروسية الأوكرانية؛ ما الرسالة التي جاءت إلى دولة مثل مصر؟ مصر كانت تستورد القمح وزيت عباد الشمس وحاليا نتيجة الحرب أصبح هناك مشكلات في الامدادات الغذائية في العديد من الدول وكل هذه الدول سوف تعيد التفكير في مسألة حرية التجارة تحقق أهداف الأمن القومي أو تجعل الامن القومي من الممكن اختراقه".
وأكمل: "المجتمع الدولي ككل سوف يعيد النظر في مفهوم التجارة الحرة وسوف يكون محط تساؤل وهو أمر شديد الخطورة؛ سيكون له انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي؛ حرية التجارة كانت تسمع للدول الناشئة طرح سلعها في الأسواق العالمية وكل ذلك سوف يكون محل تساؤل".
وأوضح: "لهذه الحرب أبعاد اقتصادية تتجاوز مسألة مشاكل الحصول على القمح أو الزيت أو الأسمدة؛ نستطيع أن نقول إن الحرب لها انعكاسات على الدول المتقدمة مثل أوروبا والولايات المتحدة والاقتصادات الناشئة؛ الاقتصادات المتقدمة سوف تتضرر بشكل شديد من الحرب لآنها مرتبطة بالطاقة والغذاء إلى حد كبير بروسيا ولكنها تمكنت من التكيف إلى حد كبير مع التحديات التي تواجهها".
واختتم: "أوروبا كانت تعتمد بشكل كبير على الطاقة المستوردة في روسيا وأسباب التضخم في أوروبا كان في البداية بسبب ارتفاع أسعار الوقود ولكن حاليا أصبحت بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية".