التفاصيل الكاملة لزيارة شكري لسوريا وتركيا.. هل عادت الأمور لطبيعتها؟
حالة من ترقب سادت في المحيط العربي، على خلفية زيارة أول وزير خارجية مصري إلى الشقيقة سوريا، بعدما توترت العلاقت على خلفية اتجاجا شعبية في سورية لصلاح السياس، قبل أن تتحول إلى حرب أهلية بدعم من دول إقليمية.
الوزير سامح شكري التقى الرئيس بشار الأسد، الذي عبر عن شكره لمصر على ما قدمته من مساعدات لبلاده جراء الزلزال، مشددا على حرص سوريا على علاقاتها مع مصر. جاء ذلك استقبال الأسد، اليوم الاثنين، وزير الخارجية سامح شكري الذي نقل خلال لقائه، رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد فيها تضامن مصر مع سوريا، واستعدادها لمواصلة دعم السوريين في مواجهة آثار الزلزال، كما نقل شكري تحيات الرئيس السيسي واعتزازه بالعلاقات التاريخية بين سوريا ومصر، وحرص القاهرة على تعزيز العلاقات وتطوير التعاون المشترك بين البلدين.
ونقل بيان رئاسي سوري أن الأسد “شكر الرئيس السيسي لما قدمته جمهورية مصر العربية من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال، وأكّد أنّ سوريا حريصة أيضًا على العلاقات التي تربطها مع مصر، مشيرًا إلى أنّه يجب النظر دائمًا إلى العلاقات السورية المصرية من منظور عام وفي إطار السياق الطبيعي والتاريخي لهذه العلاقات.
واعتبر الأسد أنّ العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام.
ونوّه إلى أنّ مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها “خلال مرحلة الحرب على سوريا” كلاجئين، بل احتضنهم الشعب المصري في جميع المناطق ما يؤكد على الروابط التي تجمع بين الشعبين، والأصالة التي يمتلكها الشعب المصري
اعتبر الوزير شكري أنّ العلاقات السورية المصرية هي ركن أساسي في حماية الأقطار العربية، مؤكدًا أن مصر ستكون دائمًا مع كلّ ما يمكن أن يساعد سوريا، وأنها ستسير قُدمًا في كلّ ما من شأنه خدمة مصالح الشعب السوري الشقيق.
ولفت شكري إلى الروابط التي تجمع بين الشعبين السوري والمصري، وأشار إلى أنّ السوريين المقيمين في مصر أظهروا قدرة كبيرة على التأقلم مع المجتمع المصري، وحققوا نجاحًا كبيرًا في أعمالهم في مختلف المجالات
وفي مؤتمر صحفي مشترك، مع نظيره السوري فيصل المقداد، أكد شكري دعم مصر لسوريا لمواجهة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير الجاري، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2011.
وقال شكري: “سعيد بزيارتي لسوريا وتشرفت بلقاء الرئيس بشار الأسد ونقلت له رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي للتأكيد على التضامن مع سوريا والاستعداد لمواصلة دعمها بمواجهة آثار الزلزال”.
أضاف شكري: “الشعب السوري له مكانته لدى الشعب المصري وتربطنا أواصر إنسانية ونحن هنا لمؤازرة أشقائنا في سوريا وتنسيقنا مع الحكومة السورية بدأ منذ الأيام الأولى لوقوع الزلزال”.
فيما قال وزير الخارجية السوري: “عندما يأتي وزير خارجية جمهورية مصر العربية إلى دمشق فهو يأتي إلى بيته وأهله وبلده. كان لقيادة مصر وشعبها دور كبير في مواجهة النتائج الكارثية للزلزال”.
وأضاف المقداد: “المساعدات المصرية التي وصلت تعبر عن التحام الشعب المصري مع شقيقه الشعب السوري، نتطلع أن تتجاوز سوريا آثار الزلزال”.
وفي رده على سؤال حول امكانية عودة العلاقات بين سوريا ومصر الى سابق عهدها قال شكري: “كما أكدت، نحن على أتم الاستعداد لما لدينا من موارد لتوفير كل سبل الدعم الانساني لمؤازرة اشقاؤنا في سوريا وسوف يتم بالتنسيق الكامل منذ البداية مع الحكومة السورية وفق الاولويات التي تحددها”.
ووصل وزير الخارجية المصري إلى دمشق صباح اليوم الإثنين، في زيارة استمرت لمدة أربع ساعات التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد.
كان رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي وصل أمس الى العاصمة السورية برفقة عدد من رؤساء البرلمانات والوفود المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد بالعاصمة العراقية بغداد، في زيارة تعتبر هي الأولى من نوعها لمسؤول مصري رفيع المستوى إلى سوريا منذ عام.2011
وقال جبالي في تصريح صحفي عقب وصوله، إنه “اليوم في سوريا العزيزة الشقيقة لدعمها والتضامن معها في مواجهة محنة الزلزال. نقول للشعب السوري، نحن أخوة ونقف إلى جواره في هذه الظروف الصعبة”.
ويعتبر شكري هو رابع وزير خارجية عربي يصل الى سوريا منذ وقوع الزلزال، إضافة إلى وزير الخارجية الارميني.
زيارة تركيا
فيما يتعلق بزيارة شكري إلى تركيا، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال زيارته إلى تركيا، وهي الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى منذ عقد تقريبا، على مواصلة مصر تقديم الدعم إلى أنقرة على خلفية كارثة زلزال السادس من فبراير
ومن ميناء مرسين جنوب تركيا، قال شكري في مؤتمر صحافي الاثنين مع نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو “زيارتنا هي رسالة صداقة وتضامن”.
وأضاف “نؤمن أن تركيا ستتغلب على هذا في أسرع وقت ممكن.. إنها كارثة كبيرة”، مشيرا إلى الزلزال وتابع “سنواصل بذل قصارى جهدنا للمساعدة”.
ومن جهته قال أوغلو “نفتح صفحات جديدة في علاقاتنا مع مصر”، واصفا زيارة شكري بأنها “مهمة للغاية وتعني الكثير”
وأوضح أنهما ناقشا “الخطوات التي سنتخذها لتحسين العلاقات.. تطوير العلاقات بين تركيا ومصر يصب في مصلحة الطرفين، ويخدم تحقيق السلام والتنمية والاستقرار في منطقتنا”.
وأتت زيارة شكري إلى تركيا في جولة شملت سوريا المجاورة، بعد سنوات من الفتور في العلاقات بين القاهرة وكل من دمشق وأنقرة، قبل عودة الحرارة إليها إثر الزلزال الذي أودى بنحو 46 ألف شخص في البلدين.
وخلال وقت سابق،أعرب إردوغان في نوفمبر لدى مغادرته قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، عن استعداده لإعادة بناء العلاقات مع القاهرة “ من الصفر.
بعيد ذلك تصافح الرجلان في قطر وسارعت أنقرة إلى نشر صورة المصافح.وأكدت القاهرة حينها أن الرجلين جددا التأكيد على “عمق الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين”، وتوافقا على “أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية”