صفقة إسرائيلية روسية.. ابعاد إيران والاعتراف بالأسد
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الصفقة الإسرائيلية الروسية باتت واضحة الأن أكثر من اي وقت مضي، وهي ابعاد إيران من علي الحدود ثم القبول بحكم الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، حيث تريد إسرائيل حماية مصالحها الأمنية بعيدا عن الديمقراطية التي ينتظرها السوريين، فمنذ دخول روسيا في سوريا وغيرت الصورة تماماً وباتت لصالح الأسد بفضل الدعم الروسي.
وأشارت الصحيفة إلي أن عودة روسيا العظيمة للشرق الأوسط جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زائر منتظم للكرملين علي الرغم أن لا أحد يطالب في إسرائيل بعلاقات بين القدس وموسكو إلا اصبحت العلاقات أقرب بكثير بسبب الظروف الإقليمية في المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلي أن زيارة نتنياهو لروسيا كانت مختلفة تماماً لأن لحظة الحقيقة تقترب وجاءت زيارته قبل لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وسيتعين علي الأمريكيين توضيح موقفهم ووضع شروط واضحة حول هدف روسيا بتولي بشار الأسد رئيساً لسوريا والحاكم الفعلي للبلاد واستقرار نظامه بعد سنوات الحرب الطويلة التي أودت بحياة الآلاف من السوريين وتشريد الملايين.
وأضافت الصحيفة إن إسرائيل امتنعت عن المشاركة في سوريا طوال السنوات الماضية وقدمت المساعدات للمتمردين السوريين كجزء من استعداداها ليوم الذي تضطر فيه غسرائيل التعامل مع قيادة سورية مختلفة، ولكن التدخل الروسي غير الصورة وأدرك قادة العالم بإنه لم يعد بالإمكان تغيير الوضع وكل ما تبقي مناقشة الشروط للاعتراف بشرعية الأسد وحل مشكلة اللاجئين.
ونوهت الصحيفة إلي إن إسرائيل لديها مطالب وأمريكا ايضاً لها نفس المطالب وهو إحباط النفوذ الإيراني في المنطقة وهو أولوية لإسرائيل بإبعاد إيران عن حدودها لحماية مصالحها الأمنية والمطالبة بالديمقراطية لسوريا ليس مطلب إسرائيلي وليس له الأولوية في الوقت الحالي، والأولوية العليا لإسرائيل في هذه اللحظة بالتخلص من الصواريخ الموجهة ضد إسرائيل وانسجاب جميع القوات الإيرانية من سوريا، وعملت روسيا في الفترة الماضية علي سحب القوات الإيرانية من جنوب سوريا الذي يقترب مع الحدود الإسرائيلية ولكن إسرائيل مازلات تطالب بالإنسحاب بالكامل.
وتريد إسرائيل أيضا احترام الأسد لاتفاقية فصل القوانتلعام 1974 واستعادة الوضع السابق علي طول الحدود، وأكد نتنياهو للصحفيين في موسكو أن إسرائيل ليس لديها مشكلة مع نظام الأسد، ومنذ 40 عاما لم تطلق رصاصة واحد علي مرتفعات الجولان، ولكن قلب القضية يكمن في حرية التصرف الإسرائيلي واي تصرف يصدر من اي شخص يقوم بعمل ضد إسرائيل سواء كان داعش أو إيران أو قوات الأسد الخاصة أ حزب الله.
وتبدو الاتفاقية الإسرائيلية الروسية التي ظهرت في السنوات الأخيرة أكثر وضوحًا الآن من أي وقت مضى، وهي أن بوتين لن يعيق حرية تصرف إسرائيل في سوريا وسيبعد إيران عن حدود إسرائيل ، ولن تعيق إسرائيل الأسد من العودة إلى السلطة.