فيتش: دخول مصر سوق الصكوك السيادية خطوة مهمة للاقتصاد
أكد بشار الناطور، رئيس قسم التمويل الإسلامي في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، في تصريحات خاصة لموقع أهرام أونلاين، أنه سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت مصر ستصبح مُصدرًا منتظمًا للصكوك أم نادرًا ما سيحدث ذلك، وبقيمة إجمالية تبلغ 1.5 مليار دولار، أصدرت مصر بنجاح أول سندات سيادية مقومة بالولايات المتحدة، وهي الصكوك الإسلامية، بعائد 11 في المائة.
وقام نحو 250 مستثمرا من مختلف الأسواق العالمية بشراء هذه السندات، وسيتم توجيه عائداتها لأغراض تمويل مشاريع الاستثمار العام، وتعد الصكوك خطوة حاسمة للغاية بالنسبة للبلد واقتصادها وأضاف الناطور أن مصر تسعى لتنويع مواردها المالية من خلال جذب أنواع جديدة من المستثمرين المهتمين بالتمويل الإسلامي وهناك دوافع رئيسية لإصدار الصكوك.
ويأتي إطلاق العنان لإمكانات الاستثمار في التمويل الإسلامي وتنويع مصادر التمويل على رأس قائمة الأولويات وفي بعض الحالات، يكون الهدف أيضًا هو تطوير سوق التمويل الإسلامي وضمان وصول قطاع الصيرفة الإسلامية إلى الديون قصيرة وطويلة الأجل.
وأضاف الناطور أنه إذا نجحت الصكوك في نهاية المطاف في تطوير منحنى مرجعي ومنحنى العائد، فقد يفتح ذلك الباب أمام جهات إصدار غير سيادية أخرى في الدولة، وقد تصبح الصكوك خيارًا على الطاولة وفي عام 2021، قبل الحرب في أوكرانيا، خططت مصر لإصدار صكوك إسلامية بقيمة 2 مليار دولار واتخذت خطوات على الأرض لتأمين التسهيلات المالية لإصدار هذه الصكوك وكذلك الصكوك الخضراء كما أنشأت مصر برنامجًا دوليًا لإصدار السندات السيادية بقيمة إجمالية 5 مليارات دولار، تم تسجيله في بورصة لندن في 14 فبراير، وفقًا لوزارة المالية.
وبسبب ارتفاع أسعار النفط العالمية، وارتفاع أسعار الفائدة على الصعيد العالمي، وسخونة التوترات الجيوسياسية، انخفض إصدار الصكوك الإسلامية من الأسواق الرئيسية في دول مجلس التعاون الخليجي، وماليزيا، وإندونيسيا، وتركيا، وباكستان (بما في ذلك صكوك الأطراف المتعددة) في عام 2022 بنسبة 7.9 في المائة (على أساس سنوي) إلى 244.3 دولارًا. مليار، وفقًا لتحديث وكالة فيتش للتصنيفات على لوحة معلومات توقعات الصكوك العالمية الصادرة في يناير ومن المتوقع أن تعاني مصر من فجوة تمويلية كبيرة تقدر بنحو 17 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، لذا تبرز أهمية البحث عن وسائل تمويل فعالة.
ووضعت الحكومة، بموجب اتفاقية قرض جديدة بقيمة 3 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي، خطة لسد هذه الفجوة من خلال تأمين قروض بقيمة 14 مليار دولار تقريبًا من المؤسسات المالية ومتعددة الأطراف، إلى جانب بيع الأصول المملوكة للدولة. إما من خلال برنامج الطرح العام الأولي (IPO) أو الاستثمارات المباشرة وفي فبراير الجاري، قام عدد من وزراء الحكومة بزيارات إلى بعض أسواق دول مجلس التعاون الخليجي للتعرف على 32 شركة مملوكة للدولة أدرجتها مصر للخصخصة في مارس، إلى جانب فرص الاستثمار الأخرى التي أتيحت لمصر.
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، خفضت مصر عملتها المحلية بأكثر من 100 في المائة ورفعت أسعار الفائدة الرئيسية بنسبة ثمانية في المائة، مما ساهم في نزوح نحو 25 مليار دولار من الاستثمارات غير المباشرة وتسبب في نقص بالعملة الصعبة في السوق المحلي وخاصة الدولار الأمريكي.
ونظرًا لأن التضخم المرتفع أجبر البنوك المركزية عالميًا على تشديد سياساتها النقدية، وعلى رأسها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، فقد شهد سوق رأس المال تقلبات كبيرة.