"الزلزال" يمنح سوريا فرصة لتعزيز العلاقات مع الدول العربية
ينظر المراقبون إلى زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى سلطنة عمان، والاجتماع في دمشق الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية الإماراتي، على أنهما دفعة جديدة من قبل بعض الدول العربية لإعادة حكومة سورية معزولة إلى السياسة الإقليمية والدولية، وفقًا لتقرير موقع “فويس أوف أمريكا”.
وكانت زيارة الأسد إلى السلطنة هي أول زيارة رسمية له إلى الدولة الخليجية منذ أكثر من عقد. قطعت معظم الدول العربية العلاقات مع حكومة الأسد في عام 2011 بعد قمعها الوحشي للمتظاهرين السلميين ولكن محللين يقولون إن الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء من تركيا وسوريا في السادس من فبراير قد يكون فرصة للحكومة السورية لإعادة العلاقات مع بعض دول المنطقة.
وفي أعقاب الزلزال، سارعت العديد من الدول العربية، ولا سيما دول الخليج الثرية، إلى تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا، ورجح جورجيو كافييرو، الرئيس التنفيذي لشركة Gulf State Analytics، وهي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية مقرها واشنطن: "من المرجح أن تعمل" دبلوماسية الزلازل “على تسريع إعادة اندماج النظام السوري في الحظيرة الدبلوماسية في العالم العربي وفي حين أن بعض الدول العربية مثل الإمارات والبحرين أعادت العلاقات مع الحكومة السورية في السنوات الأخيرة، إلا أنها لم تتمكن من إقامة علاقات كاملة حيث لا يزال الصراع في سوريا عالقًا في طريق مسدود”.
وأضاف كافييرو: "اللاعبون الإقليميون مثل الإمارات وعمان والجزائر، الذين عارضوا الجهود الرامية إلى عزل دمشق، سيطرحون الحجة القائلة إن تخفيف هذه العزلة ضروري لمواجهة الأزمات الإنسانية التي يعاني منها السوريون في أعقاب هذه الكارثة المروعة".
وتابع أن زيارة الأسد إلى عمان، والإمارات العام الماضي، ستجعل استضافة الحكومات العربية الأخرى للرئيس السوري أقل إثارة للجدل، ويعتقد كافييرو أن الأسد سيحقق اختراقات كبيرة عندما تعيد السعودية تطبيع العلاقات مع سوريا، وتعود دمشق إلى جامعة الدول العربية" وكلا هذين التطورين سيحدث على الأرجح في عام 2023" وعارضت المملكة العربية السعودية الحكومة السورية طوال الحرب الأهلية في البلاد، لا سيما لتحالفها الوثيق مع إيران خصم السعودية في المنطقة ولكن في نهاية الأسبوع، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن العالم العربي يبحث عن نهج جديد لسوريا للاستجابة بفعالية للأزمات الإنسانية في ذلك البلد، بما في ذلك الزلزال الأخير وقال بن فرحان في مؤتمر ميونيخ للأمن "الوضع الراهن لا يجدي". "نحن بحاجة إلى إيجاد نهج آخر" وأضاف ان "ماهية هذا النهج ما زالت قيد الصياغة".
ونقل الموقع الأمريكي عن سيث فرانتزمان، مدير مركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل، قوله إن وصول سوريا إلى الخليج مهم بشكل خاص للحصول على الدعم المالي المحتمل لإعادة بناء سوريا في أعقاب الحرب والزلزال.
وأكد أن "دول الخليج، مثل الإمارات والسعودية، لعبت بالفعل دورًا رئيسيًا في دعم مصر اقتصاديًا وسوف يأتي دعم سوريا ظاهريًا مع وجهة نظر مفادها أن على دمشق إعادة توجيه نفسها نحو التكامل مع الدول العربية، بما في ذلك الأردن ومصر والخليج"، ولكن فرانتزمان قال إن تواصل دول الخليج مع دمشق لن يحقق نتائج سياسية فورية بسبب العلاقات الوثيقة بين سوريا وإيران.
وأوضح أن "إيران تريد استخدام سوريا كنقطة انطلاق لشن هجمات على إسرائيل وتفريغ سوريا ونقل وكلائها إلى فراغ السلطة".
موقف الولايات المتحدة
في واشنطن، أعرب المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا عن معارضتهم للتقارب بين بعض الدول وسوريا، بحجة أن الوقت لم يحن بعد لتطبيع العلاقات مع دمشق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: "السياق الوحيد الذي نشجع فيه تطبيع العلاقات أو تحسينها هو أن يلتزم نظام الأسد بالمبادئ التوجيهية السياسية، وخارطة الطريق السياسية التي تم توضيحها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254" ويهدف القرار 2254، الذي تم تبنيه في عام 2015، إلى إنهاء الصراع السوري من خلال متابعة عملية انتقال سياسي ولكن المحلل كافييرو قال إنه لا يتوقع من المسؤولين الأمريكيين في واشنطن أن يفعلوا الكثير بخلاف الرد بالخطاب إذا استمرت سوريا في الاندماج في الحظيرة الدبلوماسية للمنطقة و"مع احتدام الحرب في أوكرانيا، عادت التوترات بين الولايات المتحدة والصين".