وزير النقل: المرحلة الأولى من انتقال الحكومة للعاصمة الإدارية في مارس
قال وزير النقل كامل الوزير، إن مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بدأ مباشرة العمل اليومي بديوان الوزارة منذ 3 أشهر، مشيرًا إلى أن مستهل مارس المقبل سينتقل كامل موظفي الديوان إلى المقر الجديد بالعاصمة الإدارية، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من انتقال الوزارات ومجلس الوزراء سيكون خلال الشهر المقبل.
جاء ذلك في كملته خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة النقل بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ لاستعراض وسائل المواصلات الخاصة بانتقال الموظفين المتجهين إلى الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية، ووسائل المواصلات داخلها.
وأضاف وزير النقل أن الخطة المتكاملة لوسائل النقل من وإلى العاصمة الإدارية الجديدة هي نموذج سيتم الاستفادة منه بجميع محافظات الجمهورية، تطبيقًا لمفهوم "الجمهورية الجديدة" بشأن النقل الجماعي الأخضر والمستدام.
وأوضح أن المؤتمر الصحفي يستهدف تعريف موظفي الحكومة والمترددين على العاصمة الإدارية الجديدة، حول وسائل المواصلات منها وإليها، وكذلك وسائل المواصلات داخل العاصمة، والتي تضم مقرات البنوك ومجلس الوزراء، بالإضافة إلى الأحياء السكنية.
ولفت وزير النقل إلى أن الفترة المقبلة ستشهد عقد العديد من اللقاءات مع رؤساء هيئات النقل سواء مترو الأنفاق والمونوريل، إلى جانب شركات القطاع الخاصة التي تشترك في عمليات النقل؛ لتعريف المواطنين بأنسب وسائل المواصلات.
وشدد الوزير على أن جودة وأمان وسائل المواصلات التي تربط القاهرة الكبرى بالعاصمة الإدارية من خلال خطوط مترو الأنفاق والقطار الكهربائي السريع، تكلفتها المادية أقل عن استخدام المركبات الخاصة أو المواصلات العامة، بالإضافة إلى اختصار الوقت الذي تقضيه الرحلة مقارنة بغيرها من أية وسيلة مواصلات أخرى.
ولفت الوزير إلى توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير كافة قطاعات النقل والركاب والبضائع في مصر، وفي سبيل ذلك وضعت خطة متكاملة لتحقيق الانتقال الحضاري داخل القاهرة الكبرى والعاصمة الإدارية الجديدة، بما تشمله من تنظيم وسائل النقل الجماعي؛ للحد من الزحام وتقليل استهلاك الوقود وتقليل النفقات والانبعاثات الكربونية الملوثة للبيئة.
واستعرض وزير النقل، خطة نقل الموظفين والمترددين على العاصمة الإدارية الجديدة لتكون نواة خطة نقل شاملة تطبق في باقي مدن الجمهورية، تعتمد على مفهوم النقل في الجمهورية الجديدة "نقل جماعي أخضر مستدام وصديق للبيئة".
وألمح إلى أن تلك الخطة تستهدف خفض استهلاك الوقود، الذي بلغ إجماليه العام الماضي نحو 8 مليارات جنيه، وذلك عبر مشروعات النقل الأخضر وتغيير ثقافة المواطنين إليه، وتوفير أماكن انتظار للسيارات في محيط محطات القطار الكهربائي الخفيف.
وأشار إلى أن وزارة النقل تعاقدت مع 9 شركات قطاع خاص متخصصة لتشغيل خطوط الانتقال للعاصمة من خلال 48 مسار أتوبيس نقل جماعي لربط القاهرة الكبرى بالعاصمة الإدارية الجديدة بإجمالي 369 سيارة قابلة للزيادة، منوهًا بأنه لم يتم الاستعانة بهيئة النقل العام، وذلك لعدم خفض الخدمات التي تقدمها حاليًا، وإتاحة الفرص للقطاع الخاص.
وأضاف أن القطارات الخفيفة "LRT" تعمل حاليًا بقدرة من 10 إلى 12 قطارا، ومن المقرر أن تزيد إلى نحو 22 قطارا، ويعقب ذلك زيادة عدد العربات بالقطار الواحد لاستيعاب زيادة الطلب على الوسيلة.
وتطرق الوزير إلى آليات التفويج لتجميع المواطنين من المناطق البعيدة بالقاهرة الكبرى.
وتحدث الوزير إلى التخطيط المتكامل للقاهرة الكبرى من خلال ربط شبكة خطوط مترو أنفاق القاهرة الكبرى والقطار الكهربائي الخفيف، مشددًا على أن تطوير الخدمات ووسائل المواصلات إلى العاصمة الإدارية لا يعني إهمال باقي النطاقات، بل ستزيد عملية تحسين الخدمات والربط، وهو ما يعكسه العمل حاليًا على الخط الثالث لمترو الأنفاق.
وأوضح أن الخط الثالث يربط الخطين الأول والثاني، وكذلك وفق الخطة المستقبلية الربط أيضًا مع الخط الرابع الذي يجري تخطيطه حاليًا، ويبدأ من مدينة 6 أكتوبر وحتى العاصمة الإدارية الجديدة.
وقال إن من خلال الخرائط محطة "عدلي منصور" ستكون محل ربط بالعاشر من رمضان والعاصمة الإدارية من خلال القطار الخفيف، والتي سيتم الانتهاء منها بنهاية العام الجاري 2023.
وأضاف أن القطار الكهربائي الخفيف يربط المجتمعات العمرانية المجاورة مثل (المستقبل – الشروق – بدر – هليوبوليس – العاشر من رمضان) من خلال "ميني باصات" تحمل نفس شعار القطار تسهيلًا على المواطنين، وبذات الهوية البصرية الخاصة بوسائل النقل وصولًا إلى شبكة النقل الجماعي في نطاق القاهرة الكبرى، ومن المقرر أن يتم تعميمها في مختلف محافظات الجمهورية.
وعبر الوزير عن سعادته بتفاعل المواطنين بوضع سياراتهم في أماكن الانتظار بمحيط المحطات واستخدام وسائل النقل الجماعي، مشيرًا إلى أن تلك الثقافة ستؤدي إلى توفير الوقود والمساحات على الطرق وتقليل الاختناقات المرورية.
وأكد وزير النقل أن القطار الكهربائي السريع يقدم خدمات أفضل وأكفأ، مشيرًا إلى أن أسعار التذاكر تتراوح بين (10، و15، و20) جنيها وفق عدد المحطات فيما تتراوح الاشتراكات الشهرية بين 300 و600 جنيه، والتي تشمل تخفيض عن سعر التذكرة الفردية بنسبة تصل إلى 50%، مشيرًا إلى أن تلك التذاكر تعد مدعومة ليس من ميزانية الدولة، ولكن من خلال أوجه أخرى يتم خفضها من خلال مشروعات أخرى مثل التوسع في المناطق الاستثمارية والتجارية في محيط المحطات وخاصة محطات الربط.
وأوضح الوزير أن تلك الأسعار أقل من تكلفة التشغيل، وسيتم تعويضه من خلال العوائد الاستثمارية، وهي مسألة قد تحتمل زيادة قيمة التذاكر، موضحًا أن زمن التقاطر في حدود 15 دقيقة، وقد تقل إلى 5 دقائق في حالة الازدحام.
وأضاف أن وحدة التحكم المركزية قادرة على خفض تقليل زمن التقاطر إلى دقيقتين فقط حسب الحاجة، منوهًا بأن الفترة الأولى قد تكون نشبة المشغولية أقل حتى يدرك المواطنين أهميته وفائدته.
وأشار وزير النقل إلى أن تذاكر مترو الأنفاق لم تتغير حتى الآن، وأن التذكرة الوحيدة التي ستتغير هي تذكرة أكثر من 25 محطة لتصبح 12 جنيهًا بدلًا من 10 جنيهات، فيما تظل باقي التذاكر وفق التعريفة الحالية.
وقال وزير النقل كامل الوزير إن نحو 3 ملايين شخص يستخدم خطوط مترو الأنفاق يوميًا، والقطار الكهربائي (LRT) من المتوقع أن يستخدمه مبدئيًا 600 ألف شخص يصلون إلى 2.4 مليون مستخدم، مشيرًا إلى أن الموظفين الذين سينتقلون إلى العاصمة الإدارية أقل بكثير من تلك الأرقام، ما يعكس جاهزية وسائل النقل للتيسيير على المواطنين بوسائل ذات كفاءة وأمان وجودة.
وأضاف أن عددا من موظفي الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة أتاحت لهم الدولة سكنا مجهزا في "حدائق العاصمة الإدارية"، ويمكنهم الانتقال إلى مقر عملهم في وقت أقل بكثير.
ولفت وزير النقل إلى أن إدارة النقل داخل العاصمة الإدارية الجديدة تتولاها شركة تضم تحالفا بين شركة "السوبر جيت" المملوكة لوزارة النقل، وشركة مواصلات مصر (قطاع خاص)، والتي ستقوم بتدشين تطبيق إلكتروني للتيسيير على المواطنين.
وكشف الوزير عن دراسة حاليًا لتذكرة موحدة يتم تعميمها في جميع محافظات جمهورية مصر العربية، في مرحلتها الأولى ستكون تتعلق بكل وسائل النقل المملوكة لوزارة النقل، وفي المرحلة الثانية يتم إدراج هيئة السكك الحديد، وفي مرحلتها المتقدمة يتم ربطها بخطوط الطيران، مشيرًا إلى أن نموذج تلك التذكرة سيتيح لمواطن قادم من الصعيد عبر القطار وصولًا إلى الجيزة ومنه إلى القطار السريع وغيرها من المواصلات من خلال التذكرة الموحدة.
وأشار إلى أن جهاز النقل البري الداخلي والدولي، من المتوقع أن يعمل بكثافة خلال عام للتعاون مع مختلف محافظات الجمهورية، مضيفا أنه يعمل حاليًا في القاهرة الكبرى، بالإضافة إلى 5 محافظات أخرى.
بدوره، قال رئيس جهاز النقل البري الداخلي والدولي السيد متولي، إنه من المتوقع أن يزيد عدد المقبلين على استخدام وسائل النقل الجماعي؛ لما تشهده من كفاءة وجودة، فضلًا عن انخفاض التكلفة وخفض زمن الرحلات.
واستعرض متولي، 9 شركات قام الجهاز بالتعاقد معها لتشغيل خطوط العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تشمل 326 سيارة تعمل حاليًا لتصبح إجماليها 367 سيارة كحد أدنى وتعمل من الساعة 6 صباحًا وحتى منتصف الليل، وتعريفة التذاكر من 18 إلى 25 جنيهًا حسب المسارات.
وأشار إلى أن تلك المنظومة سيتم ربطها بغرفة تحكم متكاملة لربط الخطوط، فضلًا عن إجراءات للحفاظ على الهوية البصرية لتلك الخطوط والشركات للتيسيير على المواطنين.
وأضاف أن 24 مسارا لوسائل النقل الجماعي داخل العاصمة الإدارية الجديدة، تضم 12 محطة وسطية داخل ومرتبطة بخطوط القطار الكهربائي السريع والمونوريل، بالإضافة إلى 145 سيارة تاكسي كهربائي معدة للعمل داخل العاصمة الإدارية الجديدة (دخل الخدمة فعليًا منها ما يناهز 60 سيارة).