الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ارتباك وتناقضات.. السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط تخرج من أزمة إلى أزمة

الرئيس نيوز

تحولت سياسة واشنطن في الشرق الأوسط إلى ما يشبه كتلة كبيرة من الارتباك تعكس تناقضات القادة وصانعي السياسة والكثير من سوء التفاهم، ولا أحد يستطيع أن يجزم بأنه متأكدة إلى أين تتجه هذه السياسة والعلاقات بين واشنطن والعواصم الشرق أوسطية، بل ولا تعرف واشنطن ماذا ينبغي أن تفعل حيال التنافسات والمصالح المتضاربة، وفقًا لمقال نشره موقع "كرونيكل"، للكاتب دونالد كيرك مؤلف عشرة كتب عن كوريا وأوكيناوا والفلبين وحرب فيتنام.

ويعتقد كيرك أن أهم دولة في الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة هي إسرائيل، حيث تضمن الولايات المتحدة أمنها بأكثر من 3.3 مليار دولار سنويًا كمساعدات عسكرية، أكثر بكثير من أي دولة أخرى غير أوكرانيا.

وللحفاظ على التوازن بين إسرائيل وجيرانها العرب، تخصص واشنطن أيضًا أكثر من 1.3 مليار دولار سنويًا لمصر، وعلى البحر الأبيض المتوسط عبر الحدود الجنوبية الغربية الطويلة لإسرائيل، وأكثر من 500 مليون دولار للأردن، عبر نهر الأردن من الضفة الغربية الفلسطينية.

واستنزفت الحرب في أوكرانيا قدرات الولايات المتحدة إلى حد ما، بعد أن ضخت فيها واشنطن أكثر من 22 مليار دولار من المساعدات العسكرية العام الماضي، لكن إسرائيل هي نقطة الارتكاز للمخاوف الأمريكية من صراعات الشرق الأوسط التي تغذيها سياسات إيران المعادية لإسرائيل، وتتشدق واشنطن بمصالح الفلسطينيين، الذين كانت تربطها بهم علاقات معقدة ومتقلبة بلغت ذروتها بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن في عام 2018، ثم نقل الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب إلى القدس، المقسمة بين قطاعين إسرائيلي وفلسطيني، أثناء رئاسة دونالد ترامب انتصارًا لإسرائيل وهزيمة للأحلام الفلسطينية بالاعتراف الدولي الجاد بدولتهم ككيان جغرافي مستقل.

إن المخاوف الأمريكية بشأن إسرائيل تتمثل في تهديدات إيران، وهي دولة إسلامية وليست عربية، والتي تعتبر إسرائيل العدو الأساسي لها وقد تعهدت مرارًا بتدميرها وبسبب هذه التهديدات، ركزت واشنطن على منع إيران من تطوير رؤوس حربية نووية وتم تصميم خطة العمل الشاملة المشتركة، التي وقعتها إيران والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا في عام 2015، إلى جانب الصين وروسيا، وكلاهما معادٍ للولايات المتحدة، لتجريد إيران من القدرة على الاستمرار في تطوير الأسلحة النووية وأدى قرار ترامب الأحمق بالانسحاب من الخطة إلى استئناف المساعي الإيرانية للتحول إلى الأسلحة النووية.

من الممكن تمامًا أن ترى إسرائيل، التي لديها برنامجها النووي غير المعترف به، أن توجيه ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية تبرره الحاجة إلى البقاء وللسبب نفسه، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية في عام 2007 ودمرت مفاعلًا نوويًا في سوريا كانت كوريا الشمالية مسؤولة عن بنائه وبالنسبة لإسرائيل، فإن القلق الأكبر، بخلاف التهديدات الإيرانية المستمرة، هو أن معظم العالم العربي يعارض وجود الدولة اليهودية ويدعم الفلسطينيين ولكن في مواجهة المشاعر المعادية لإسرائيل، أقامت إسرائيل علاقات دبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين على الخليج ومع المغرب والسودان في شمال إفريقيا.

لا شك أن الاعتبارات البراجماتية لها علاقة كبيرة بتحسن العلاقات الإسرائيلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط ومع ذلك، لا تزال إسرائيل غير قادرة على التغلب على كراهية جارتيها الشماليتين، سوريا ولبنان، وكلاهما يحمل ندوب الحروب المريرة، بما في ذلك الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982، بعد عقد من الاستيلاء على مرتفعات الجولان من سوريا، وأضاف المقال أن التردد الأمريكي في الشرق الأوسط كان عاملًا مهيمنًا على نفوذ واشنطن وقرار جورج دبليو بوش في وقت مبكر من رئاسته بغزو العراق والإطاحة بصدام حسين كان خطأ بالنظر إلى أن العراق ليس لديه برنامج أسلحة نووية، كما ادعى نائب الرئيس ريتشارد تشيني.

بعد سحب معظم القوات الأمريكية من العراق، فشل الرئيس السابق باراك أوباما، في تدمير المنشآت السورية المسؤولة عن الهجمات الكيماوية على قوات المتمردين ونسف ترامب الاتفاق النووي لحمل إيران على التوقف عن العمل على الأسلحة النووية، وسحب الرئيس بايدن القوات الأمريكية من أفغانستان، مما أدى إلى استيلاء طالبان على السلطة ويستنتج المقال أن أفضل ما يمكن أن يقال عن السجل الأمريكي في الشرق الأوسط هو أنه شديد التخبط، بينما البرنامج النووي الإيراني يلقي بظلاله على المنطقة.