وسط غياب روسي.. حرب أوكرانيا تهيمن على مؤتمر "ميونيخ للأمن"
يجتمع كبار السياسيين والضباط العسكريين والدبلوماسيين من جميع أنحاء العالم في مدينة ميونيخ الألمانية، الجمعة، لاستعراض المشهد الأمني الأوروبي الذي تغيرت معالمه بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
سيواجه القادة العواقب الوخيمة لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تجاهل" مناشداتهم وإطلاق العنان للحرب التي أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار، والتي تعد "الأكثر تدميرًا" في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
سيكون المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس من بين العديد من كبار المسؤولين الذين سيحضرون مؤتمر "ميونيخ للأمن"، وهو تجمع عالمي سنوي كبير يركز على الدفاع والدبلوماسية.
ومن المتوقع أيضًا أن يلقي مسؤولون أوكرانيون كبار كلمة في المؤتمر الذي يستمر حتى الأحد في المدينة الواقعة جنوب ألمانيا.
خلال المؤتمر ستشعل الحرب من جديد نقاشات تدور منذ وقت طويل حول أسئلة مثل إلى أي مدى ينبغي لأوروبا أن تعزز قدراتها العسكرية؟ وإلى أي حد عليها الاعتماد على الولايات المتحدة في أمنها؟ وكم يجب على الحكومات أن تنفق على الدفاع؟
كما ستناقش الوفود التداعيات العالمية بعيدة المدى للحرب على قضايا تبدأ من إمدادات الطاقة إلى أسعار المواد الغذائية.
غياب روسي
قال رئيس المؤتمر كريستوف هويسجن، وهو دبلوماسي ألماني مخضرم، إن المنظمين "لم يوجهوا الدعوة لأي مسؤول روسي لأن بوتين قطع علاقته بالحضارة".
وكان المؤتمر في بعض الأحيان مقياسًا للعلاقات بين روسيا والغرب، وعلى الأخص عام 2007، عندما هاجم بوتين الولايات المتحدة في كلمة أدلى بها، لكن في هذا العام، سيكون غياب القادة الروس ملحوظًا.
وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع أن يحضر المؤتمر وفد أميركي بحجم غير مسبوق يضم إلى جانب هاريس وزير الخارجية أنتوني بلينكن وثلث أعضاء مجلس الشيوخ.
كما سيتناول المؤتمر قضايا دولية كبيرة أخرى، وخاصة العلاقات بين الغرب والصين، إذ من المتوقع أن يحضره وزير الخارجية الصيني وانج يي. ويفكر بلينكن في لقائه على هامش المؤتمر في أول محادثات مباشرة بينهما، بعدما أسقطت الولايات المتحدة ما قالت إنه منطاد "تجسس صيني" وأجسام طائرة أخرى.
العام الماضي عُقد المؤتمر قبل أيام فقط من اندلاع الحرب. وبينما احتشدت القوات الروسية على حدود أوكرانيا، حض القادة الغربيون في ميونيخ الرئيس الروسي على عدم غزوها وحذّروا من عواقب وخيمة إذا أقدم على ذلك.