"الوثائقية" تنطلق الأحد بأفلام عن "الريحاني وأدهم الشرقاوي وصالح مرسي وفرقة رضا"
تطلق الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قناة "الوثائقية" يوم الأحد المقبل، وبثت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية "برومو" القناة الوثائقية المصرية، وتطرق لعدد من الموضوعات التي ستتناولها الأفلام الوثائقية، المقرر عرضها عبر القناة الجديدة، والمتعلقة بالعديد من المجالات.
من أبرز المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، فيما أعلن أحمد الدريني رئيس قطاع الإنتاج الوثائقي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عن عرض فيلمين مهمين سيتم إذاعتهما عبر القناة الجديدة فور إنطلاقها، وهما أفلام وثائقية عن شخصيات مصرية كان لها تأثير بالغ في حقب زمنية سابقة في مجالات مختلفة، وهما الفنان نجيب الريحاني، وأدهم الشرقاوي وصالح مرسي وفرقة رضا.
و تداول عدد من رواد السوشيال ميديا صورا من هذه الأفلام، والتي ينتظر الكثيرين مشاهدتها، نظرا لقيمة الشخصيات التي صنعت من أجلهم هذه الأفلام، التي ترصد سيرة ومسيرة نجيب الريحاني، وأدهم الشرقاوي، كما تكشف عن طبيعة الحياة في مصر أنذاك.
"أدهم الشرقاوي" بطل أم مجرم؟
يستعرض فيلم “أدهم الشرقاوي” بشكل تفصيلي الروايتين المتناقضتين لسيرة أدهم الشرقاوي؛ الأولى هي الرواية الرسمية التي تطرقت إليها الصحافة في بداية عشرينيات القرن العشرين، والتي اعتبرت الشرقاوي مجرمًا شقيًا خارجًا عن القانون، والثانية وهي الرواية الأشهر، أو هي الحكاية الشعبية التي اعتبرت أدهم الشرقاوي بطلًا أسطوريًا دافع عن الفلاحين في مواجهة الإقطاعيين والإنجليز، وهي الرواية نفسها التي اعتبرته واحدًا من أبطال ثورة 1919، الذين شاركوا في قيادة الأعمال البطولية التي وُجّهت ضد الإنجليز في قرى محافظة البحيرة ومدنها، وقد تحولت هذه الرواية الثانية إلى ملحمة ترددت في الحكايات والمواويل الشعبية، وهو ما شجع القائمين على الإذاعة وصناع السينما بعد ثورة 1952 إلى تخليد تلك الأسطورة في أعمال إذاعية وسينمائية.
وبخلاف الأعمال السينمائية والدرامية التي قُدمت سابقًا، يستعرض هذا الفيلم الوثائقي حقائق ومفاجآت تكشف لأول مرة، وهو جزء من مهمة القناة، التي ستروي من خلال أفلامها جانبًا مهمًا من التاريخ غير المطروق، وإكمال الحكاية التاريخية غير المروية بجهود بحثية، وأرشيفية، وفنية نوعية.
وثائق نادرة عن حياة نجيب الريحاني في فيلم من جزأين باسم “الريحاني”
كما تعرض قناة "الوثائقية" المصرية فيلم "الريحاني" قريبًا، والذي يوثق سيرة حياة الفنان العبقري نجيب الريحاني، استنادًا على مذكراته التي نشرتها "دار الهلال"، ومقالاته التي كتبها في الصحف والمجلات، ووثائق نادرة.
واستعان صناع الفيلم بمشاهد تمثيلية للأحداث التي تأت على ذكرها الوثائق التي استندوا عليها لتوثيق سيرة حياته.
الفيلم يستعرض فلسفة الريحاني الذي استطاع أن يُضحكنا ويُبكينا، وتجاربه المضحكة المبكية مع الحياة، والثروات التي أتلفها، وأسرار المسرح الكوميدي، ورحلاته الفنية إلى خارج مصر، ودوره في خدمة الوطن، والسينما التي أزعجته قبل أن تكافئه بالخلود!
يُعرض الفيلم على جزئين، ويتناول الجزء الأول ميلاد الريحاني ونشأته، وحياة الفقر والصعلكة التي عاشها في بدايات القرن العشرين، وتجاربه المسرحية في شارع عماد الدين بالقاهرة، وكواليس تعاونه مع الشاعر بديع خيري، والملحن سيد درويش، والراقصة بديعة مصابني، والمخرج عزيز عيد، والمعارك الفنية التي خاضعها مع علي الكسار، ويوسف وهبي، وآخرين.
كما يكشف الجزء نفسه عن إسهامات مسرح نجيب الريحاني في ثورة 1919، ودعوته إلى تمصير المسرح، وتقديمه مسرحًا كوميديًا شعبيًا ناقش قضايا المصريين في النصف الأول من القرن العشرين.
الجزء الثاني من الفيلم يتناول موقف نجيب الريحاني المرتبك من فن السينما في بداية الأمر، وأزمات الديون التي تعرّض لها، واضطراره إلى تمثيل عدد من الأفلام غير الناجحة في ثلاثينيات القرن العشرين، ويكشف الجزء الثاني من الفيلم عن تحولات موقف الريحاني من السينما عقب ظهور أحمد سالم، مدير استوديو مصر، والمخرج الشاب نيازي مصطفى اللذين قدّم معهما عدة أفلام ناجحة، من بينها "سلامة في خير"، و"سي عمر"، وصولا إلى أعماله الناجحة التي توجها فيلمه الأخير "غزل البنات".
فيلم عن حياة صالح مرسي ومسيرته وأعماله من واقع ملفات المخابرات
ومن ضمن الأعمال التي أعلنت عنها “الوثائقية” فيلم عن صالح مرسي، في توقيت سياسي واجتماعي صعب، كان الجميع في حاجة خلاله إلى قدوة وبطل، فكتب خلالها "دموع في عيون وقحة"، و"رأفت الهجان"، و"الصعود إلى الهاوية"، و"الحفار".
يتناول سيرة حياته وبداياته الأدبية، وأعماله السينمائية المتنوعة، كما يكشف تفاصيل خطابات الكاتب الكبير يوسف إدريس إليه، والتي ظل يحتفظ بها في أدراج مكتبه.
كما يلقي الفيلم الضوء أيضا على تلقيبه بـ"رائد أدب الجاسوسية"، والقصص التي سطرها من وقائع حدثت بالفعل من ملفات المخابرات العامة المصرية، وكيف نسج من خلالها حكايات ملأى بمحبة الوطن.
يكشف الفيلم عن تفاصيل كتاباته وأعماله، ونجاح تلك الأعمال جماهيريًا، وحقيقة نشرها في حلقات مسلسلة في مجلة "المصور"، ثم تحولها إلى روايات ومسلسلات لا يزال المشاهدون من مختلف الأجيال يلتفون حولها، وكيف كانت ردود الأفعال على تلك الأعمال محليا وعالميا. كما يتطرق الفيلم إلى كتابته سير بعض الفنانات، مثل ليلى مراد، وتحية كاريوكا.
شخصية "صالح مرسي"، الأب والصديق والزوج، يتناولها الفيلم أيضا عن قرب، من خلال حكايات أسرته وأصدقائه، وأبطال أعماله، وكيف كان يكتب ويُعد.
ويجيب الفيلم عن تساؤل طالما طرحه الجميع بشأن تلك الأعمال: هل هناك خيال في قصص صالح مرسي الواقعية؟ ولماذا لم يتم تناول أعماله بالنقد؟.
يظهر صناع فيلم "صالح مرسي" مكتبه الذي رافقه في كل كتاباته، وشهد تأثره وبكاءه خلال مشاهد مسلسل "رأفت الهجان"، كما يستند الفيلم إلى وثائق خاصة بالأديب الراحل، تُنشر بعضها للمرة الأولى، ترتبط بأعماله المهمة، وحياته خلال مسيرته.
"فرقة رضا" في فيلم من إنتاج "الوثائقية"
و في إطار سعيها إلى إبراز الهوية المصرية في تنوعها وثرائها الثقافي، أعلنت قناة "الوثائقية" المصرية إنتاجها فيلم "فرقة رضا"، الذي يتناول تجربة إنشاء فرقة الفنان المصري محمود رضا، بوصفها أول فرقة للرقص والفنون الشعبية في المنطقة العربية.
ينتقل الفيلم في رصده المحطات الأبرز في رحلة إنشاء الفرقة بين العام والخاص، وبين السياقات الاجتماعية والثقافية والبيئية التي أسهمت في بزوغ فكرة إنشاء الفرقة، ويبرز التجربة الخاصة للفنان محمود رضا الذي نشأ متأثرا بكثير من العوامل التي أسهمت في تكوين شخصيته الفنية الفريدة؛ كمشاهدة عروض السينما العالمية، والتأثير الشخصي للأخ الكبير "علي رضا"، الراقص والمخرج المعروف، الذي أثرى المكتبة الفنية العربية بكثير من الأفلام الاستعراضية التي عرفها المشاهد العربي وعشقها، وعلى رأسها أفلام: "غرام في الكرنك"، و"حرامي الورقة"، و"أجازة نص السنة".
يستعرض الفيلم مسار رحلة محمود رضا في إنشاء فرقته، بدءًا من اهتماماته الرياضية وتعلمه فنون الرقص والباليه، مرورًا بجولته رفقة إحدى الفرق الاستعراضية الأرجنتينية التي جابت أوروبا، ولقائه الأديب الكبير يحيى حقي، الذي أتاح له مشاركة الفنانة نعيمة عاكف في تقديم أوبريت "يا ليل يا عين"، من تأليف زكريا الحجاوي، وإخراج زكي طليمات، ثم إنشاء فرقته بجهد خاص، ومساندة أسرية.
كما يبرز الفيلم دعم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اللامحدود للفرقة، والذي سرعان ما ضمن لها نجاحًا غير مسبوق، حيث باتت عروض فرقة رضا الاستعراضية إحدى الفقرات الرئيسية في الاحتفالات السنوية لذكرى ثورة يوليو، وحفلات الاستقبال الرسمية لضيوف الدولة المصرية.
كما يتناول وثائقي "فرقة رضا" كواليس مشاركة الفرقة في إنتاج عدد من الأفلام التي تعد من عيون السينما المصرية والعربية وكلاسيكياتها، ودورها في دعم الدولة المصرية في سنوات المجهود الحربي، منذ نكسة 67 حتى انتصار أكتوبر 1973.
ويستمر الفيلم في توثيق رحلة نجاح الفرقة كسفير فني لمصر، وإحدى أدوات قوتها الناعمة في كثير من المحافل الفنية والثقافية الدولية، في رحلة إنجاز أسفرت عن نحو 600 عرض استعراضي، واستنساخ لتجربة فرقة رضا في كثير من دول العالم، بعدما نجحت الفرقة في وضع بصمتها وأرست دعائم مدرستها الخاصة على خريطة فرق الفنون الشعبية في العالم.
الدريني: تم الاتفاق على عرض سلاسل عالمية من الأفلام الوثائقية
و قال أحمد الدريني، إن بث القناة الوثائقية التي ستنطلق مطلع الأسبوع القادم سوف يستمر 24 ساعة لتراعي كل الأوقات، وكشف خلال مداخلة عبر برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة "ON"، أنه تم الاتفاق على عرض سلاسل عالمية من الأفلام الوثائقية وهي قوية وجديرة بأن يشاهدها المواطن المصري، متابعًا: "منذ 2017 ننتج أفلام وثائقية ونفذنا 50 فيلمًا، ولدينا مكتبة منها".