السدود التركية المتهم الأول في الزلزال المدمر الذي خلف 30 ألف قتيل
منذ حدوث الزلزال المدمر الذي شهدته تركيا وسوريا في 6 فبراير جاري، وتتحدث تقارير بشأن الأسباب التي تقف وراءه، ففي حين ذهب خبراء إلى أن السدود التركية التي تخزن نحو 650 مليار متر مكعب من المياه، هي من تقف وراء الزلزال المدمر، رفض البعض الأخر السيناريو على اعتبار أن السدود عامل مساعد وليس سببًا رئيسًا.
ووقع زلزال كهرمان مرعش المدمر الذي ضرب 10 مدن تركية ومناطق واسعة من سوريا، وسوى آلاف المباني بالأرض في أسوأ كارثة طبيعية يشهدها البلدان الجاران.
السدود التركية
ووفق موقع “أحوال” يبحث الخبراء في أسباب علمية يمكن من خلالها فهم ما حدث، لكن التفسيرات تختلف من عالم جيولوجي إلى آخر وكل يقدم براهينه على ما توصل إليه.
الباحث والجيولوجي الأردني أحمد ملبح اتهم السدود التي أقامتها تركيا وتوسعت فيها بدرجة كبيرة، بالوقوف وراء الزلزال المدمر، وقال إن السدود التركية، تحولت إلى تهديد لأمن العراق المائي مع انحسار تدفق المياه إلى دجلة والفرات.
ويقول مبلح إن السدود التي أقيمت في منطقة جنوب شرق الأناضول كان لها "تأثير جيولوجي محتمل" على الزلزال المدمر الذي ضرب في كهرمان مرعش، موضحًا أن السدود في جنوب شرق تركيا ساهمت في حجم الزلزال المدمر الذي وقع في كهرمان مرعش وإن لم يكن بشكل مباشر، مشيرا إلى أن السدود قد وصلت إلى أقصى طاقتها وأصبحت من أكبر السدود في العالم مع أكثر من 651 مليار متر مكعب من الاحتياطيات الإستراتيجية.
تأثير وزن المياه
يضيف: “هذه الكمية من المياه يمكن أن تؤثر على قشرة الأرض وحتى على الأرض كلها”، وتابع: “كمية المياه في السدود تعادل 10 أضعاف المياه المخزنة في سد النهضة الإثيوبي الكبير”، وقال هذه الكمية من المياه يمكن أن يكون لها تأثير كبير على حركة الأرض حتى ولو لثانية واحدة ويتأخر دوران الأرض بسبب وزن الماء. وينتقل الماء إلى مناطق أخرى. ولو تفرقت لكان الوضع أسهل مما هو عليه الآن".
وحسب تفسيرات الجيولوجي الأردني فإن "المياه الموجودة في السدود تصل إلى البرك الجوفية عن طريق التسرب من الشقوق والفجوات في الأرض وإذا زادت المياه ستؤدي إلى تمدد البرك وزيادة كمية المياه المخزنة".
أشار إلى أن ذلك "سيؤدي إلى اتساع أو تعميق الشقوق الموجودة في البرك الجوفية أو تعميقها، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار والانهيار. وسينفتح على حقيقة أن هذا قد تحقق بالفعل".
واعتبر أن السدود ربما تكون قد زادت من حجم زلزال كهرمان مرعش، لكنها لم تتسبب فيه، مضيفا "السبب الرئيسي هو تحرك النقاط والصفائح التكتونية وخاصة الصفيحة العربية باتجاه الصفيحة الأوراسية أو الأناضولية الأصغر".
تفسيرات علمية
وتذهب التفسيرات العلمية في تفسير حدوث الزلازل إلى التأكيد على أن الفوالق الجيولوجية أو الصدوع هي عبارة عن ثغرات بين كتلتين من الصخور تسمح لكل جانب بالتحرك ما يؤدي إلى حصول الزلزال. ويعتمد كل نوع من الفوالق على زاويته واتجاه حركته. وتنزلق كتلتان في اتجاه افقي من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين وحصل زلزال تركيا بسبب هذا الفالق وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.