الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد كارثة تركيا وسوريا.. هل يتسبب الملء العشوائي لـ"سد النهضة" في زلزال مدمر؟

الرئيس نيوز

حذر خبير المياه الدولي، عباس شراقي، من احتمالات تكرار سيناريو الزلزال التركي في إثيوبيا حيث “سد النهضة” البناء الخرساني الضخم الذي تبنيه أديس أبابا على مياه النيل الأزرق، وترفض إبرام أي اتفاقات بشأن ملء وتشغيل السد مع دولتي المصب (مصر والسودان).

أوضح شراقي أن الأحداث الحالية فى تركيا بعد زلازل 6 فبراير، ومساهمة السدود فى زيادة خطر الزلازل أجبرت  الحكومة التركية إلى تفريغ جزء من السدود بعد حجز تلك المياه بطريقة تشبه طريقة إثيوبيا، مما أدى إلى معاناة إخواننا فى سوريا والعراق بحجز المياه عنهم، والآن بالفيضانات من تصريف المياه، بكميات كبيرة.

قال شراقي عبر صفحته على موقع التواصل “فيسبوك” إن تركيا وسوريا والعراق يواجهون خطر الطوفان فى حال إنهيار أى من السدود التركية، وتابع: “ما يحدث فى تركيا هو ما نخشى أن يحدث فى إثيوبيا، ولكن لم يصدقنا أحد من إثيوبيا”.

وحذرت تقارير متخصصة من أن الملء الكبير والعشوائي والضاغط في بحيرات السدود يحدث تغييرات في الطبقات الجيولوجية للأرض، مما يزيد من فرص حدوث الزلازل.

زلزالان متوسطان

وخلال وقت سابق، وتحديدًا في 26 ديسمبر، ضرب زلزالان بشدة متوسطة 5.5، و4.6 ريختر شمالي إثيوبيا على الحدود مع إرتريا فى نهاية مثلث عفار، وهو من المناطق التى تقع فى نطاق الأخدود الإفريقي العظيم الذى يقسم إثيوبيا نصفين، وهي أنشط المناطق الزلزالية والبركانية فى القارة الإفريقية.

ويبعد موقع الزلزالين عن سد النهضة 600 كم، وعن أديس أبابا  550 كم، وأقرب لأسمرة عاصمة إرتريا على مسافة 150 كم، ويقع مركز الزلزالين على عمق 10 كم، وهو عمق يعتبر قريبا من سطح الأرض، فيما لم ترد أي تقارير عن وقوع أضرار أو إصابات نتيجة للزلزالين.

وتنتشر الموجات الزلزالية فى جميع الاتجاهات من مركز الزلزال على هيئة دوائر، وكلما كان الزلزال عميقا يمتد انتشاره أكثر على المستوى الأفقي، ومن المتوقع أن تؤثر مثل هذه الزلازل في المستقبل على سد النهضة، خاصة عند ملء البحيرة، حيث أن المياه تشكل وزنا إضافيًا على سطح الأرض.

ووفق عباس شراقي فإن "ملء بحيرة السد بـ74 مليار م3 يعنى 74 مليار طن وزن، ويزداد التأثير مع وجود الفوالق والتشققات التي يحدث لها تنشيط بحدوث زلازل مجاورة، ومما يثير المخاوف أيضا هو زيادة سعة تخزين سد النهضة من 11.1 مليار م3 في تصميم مكتب الاستصلاح الأمريكي عام 1964، إلى 74 مليار م3 لتحقيق رغبة رئيس وزراء إثيوبيا الراحل مليس زيناوي، بأن يبنى أكبر سد فى إفريقيا لإنتاج الطاقة الكهربائية دون النظر للجدوى الاقتصادية، أوعن التأثير المدمر على السودان وربما مصر فى حالة الانهيار".

الملء الرابع للسد

وفيما له صلة بالملء الرابع غير القانوني للسد، قال شراقي عبر صفحته على موقع التواصل “فيسبوك”: “فقدت بحيرة سد النهضة حوالى 3.5 مليار م3 بعد مرور 36 يوم منذ فتح بوابتى التصريف فى 8 يناير 2023، بتصريف يومى 100 مليون م3 بغرض تجفيف الممر الأوسط استعدادًا لأعمال التخزين الرابع، بعد انخفاض منسوب البحيرة بحوالى 6 أمتار ليصبح 594 م وتباعد المياه عن سد السرج”.

تابع: “الأحداث الحالية فى تركيا بعد زلازل 6 فبراير، ومساهمة السدود فى زيادة خطر الزلازل أجبرت الحكومة التركية إلى تفريغ جزء من السدود بعد حجز تلك المياه بطريقة تشبه طريقة إثيوبيا، مما أدى إلى معاناة إخواننا فى سوريا والعراق بحجز المياه عنهم، والآن بالفيضانات من تصريف المياه، وتواجه تركيا وسوريا والعراق خطر الطوفان فى حالة  إنهيار أى من السدود التركية لا قدر الله. ما يحدث فى تركيا هو ما نخشى أن يحدث فى إثيوبيا، ولكن لم يصدقنا أحد من إثيوبيا”.