هل زلزال تركيا وسوريا غضب من الله؟.. أحمد كريمة يجيب
قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن زلزال تركيا وسوريا ليس غضبًا من الله، مستشهدًا بقوله تعالى: «وما نرسل بالآيات إلا تخويفا».
وأضاف خلال لقاء لبرنامج «كلام هوانم»، المذاع عبر فضائية «الحدث اليوم»، مساء السبت، أن الإمام القرطبي – أحد كبار المفسرين – قال تعليقًا وشرحًا وتوضيحًا للآية الكريمة، إن كل فزع كالزلزلة والصواعق والبراكين وغيرها، من آيات الله عز وجل، كما أنها سنن كونية.
ولفت إلى أن «السنن الكونية في أصلها لا علاقة بينها وبين إيمان وكفر، أو توحيد وشرك، أو طاعة ومعصية؛ لأنها وقعت في عهد مجموعة من الأنبياء»، مستشهدًا بإرسال سيدنا يعقوب أولاده إلى مصر لإحضار القمح.
وأكد أستاذ الفقه المقارن، أن «الزلازل ليست غضبًا أو انتقامًا؛ لأن الأصل أن الله لطيف بعباده»، مضيفًا: «حينما نأتي إلى عصر النبي محمد، كان الرسول يصعد على جبل أُحد فارتجف الجبل، فقال له: اثبت فإن عليك نبي وصديق وشهيدين».
وروى أن الناس شهدوا في أحد سنوات عهد الرسول مجاعة، لدرجة أن النبي محمد نهى عن ادخار لحوم الأضاحي لمدة تزيد عن 3 أيام، قائلًا إن النبي عندما وسع الله عليهم قال: «كنت قد نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحي ألا فكلوا وادخروا».
وأشار إلى أن عهد سيدنا عمر بن الخطاب شهد عام «الرمادة»، الذي لجأ فيه الناس لأكل الخل بالزيت، معقبًا: «الوقائع التطبيقية العملية ترد على الذين يجلدون الذات ومن يقولون إنه انتقام وغضب، انتقام وغضب إيه تركيا مسلمة وسوريا مسلمة؟ والشيء الثاني تلك سنن كونية تأتي كما قال الله تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا)».
وأوضح أن «الله يرسل آياته حتى يرد الشارد ويوقظ الغافل وينبه المخدوع، ويوقظ من انغمسوا في المعاصي والسيئات، واغتروا بالتقنية الحديثة»، مؤكدًا أنها «عامل تنبيه بين الحين والآخر، حتى يستيقظ الإنسان ويعلم قدرة الله».