هل يساعد لقاء الزياني وآل ثاني على إنهاء الخلاف القطري البحريني؟
هل يساعد لقاء الزياني وآل ثاني على إنهاء الخلاف القطري البحريني؟.. بعد أيام من من المكالمة الهاتفية بين ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هاتفيًا، في 25 يناير الماضي، والتي شدد خلالها ولي عهد البحرين على ما يجمع البلدين والشعبين من علاقات أخوية، معربًا عن أهمية العمل على حل القضايا والمسائل العالقة كافة بما يحقق التطلعات المشتركة لمواطني البلدين ويحافظ على تماسك مجلس التعاون الخليجي وأمن المنطقة واستقرارها، شهد مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أمس الثلاثاء، اجتماعًا بين وفدين من دولتي البحرين وقطر.
هل يساعد لقاء الزياني وآل ثاني على إنهاء الخلاف القطري البحريني؟
ووفق وكالة أنباء البحرين (بنا) ترأس وفد المنامة وزير الخارجية عبداللطيف بن راشد الزياني، بينما كان على رأس وفد الدوحة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
ومنذ اتفاق قمة “العلا” في يناير 2021 التي عقدت في المملكة العربية السعودية اتفق الحاضرون فيها على إنهاء الخصام مع قطر، وقد تمخض عن ذلك مصالحة بين مصر وقطر وكذلك مع الرياض والدوحة، أبوظبي وقطر، لكن تأخرت المصالحة بين البحرين وقطر.
وتناول اجتماع الزياني آل ثاني، وضع الآليات والإجراءات اللازمة لإطلاق مسار المباحثات على مستوى اللجان الثنائية، وفقًا لما تضمنه بيان قمة العلا التي استضافتها السعودية في الخامس من يناير2021، لإنهاء الملفات الخاصة المعلقة بينهما.
وأكد الجانبان أهمية العمل والتعاون بين البلدين الشقيقين بما يعزز العلاقات الأخوية ويحقق تطلعات شعبيهما في الأمن والاستقرار والتنمية، ويدعم مسيرة العمل المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
تنسيق المواقف
يأتي الاجتماع بعد أيام من تشديد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة على "أهمية الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس التعاون الخليجي وبيان قمة العلا، ومواصلة تنسيق مواقف دول المجلس في المحافل الدولية كافة".
كما أكد "أهمية العمل على حل القضايا والمسائل العالقة كافة بين المنامة والدوحة، بما يحقق التطلعات المشتركة لمواطني البلدين، ويحافظ على تماسك مجلس التعاون، وأمن المنطقة واستقرارها".
وكانت وزارة المواصلات البحرينية أعلنت نهاية يناير الماضي، بدء المخاطبات الرسمية مع قطر بشأن إعادة تشغيل رحلات الطيران، متوقعة عودتها "قريبًا".
ووقع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في يناير 2021 "بيان العلا"، الذي تم من خلاله التوصل إلى تسوية لجميع النقاط الخلافية بين قطر والسعودية والدول العربية الثلاث (الإمارات ومصر والبحرين).
وعقب هذا الاتفاق أعلنت المنامة في 11 يناير 2021 السماح للطائرات القطرية باستخدام مجالها الجوي، وتعديل النشرات الملاحية للطائرات القطرية.
تصريح مفاجئ
وخلال وقت سابق، كشف وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني، في 17 فبراير 2021 سر تأخر رد قطر، على دعوة بلاده لعقد مباحثات ثنائية.
وجاءت تصريحات الوزير البحريني، خلال لقاء برلماني حكومي مشترك عن بعد، بحضور رئيسي مجلس النواب والشورى البحرينيين، نشرها الموقع الرسمي لوزارة الخارجية البحرينية. وقال الزياني، إن "البحرين تبذل جهودا كبيرة لتعزيز علاقات المملكة مع الدول الشقيقة والصديقة".
وتابع بقوله: "أما عن الدعوة بشأن عقد مباحثات ثنائية مع قطر، فقد اتضح من خلال المراسلات مع الأمين العام لمجلس التعاون، أن سبب تأخر الرد القطري، هو الإعلان إعلاميا عن الدعوة الموجهة الى وزارة الخارجية بدولة قطر لإرسال وفد رسمي لعقد المباحثات الثنائية بين البلدين في أسرع وقت تنفيذا لما نص عليه بيان العلا".
وفي ذات الشهر من الاعام 2021 أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس النواب البحريني، المهندس محمد السيسي البوعينين، أن الجانب القطري لم يظهر الجدية في تنفيذ التزاماته باتفاق العلا بعد.
وقال النائب السيسي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء البحرين، إن "البحرين ما زالت تقدم حسن النية وملتزمة ببنود اتفاقية العلا باعتبارها تمثل خطوة لمعالجة الملفات العالقة مع قطر، إلا أن الجانب القطري لم يظهر الجدية في تنفيذ التزاماته بعد".
تفسير قطري
فيما أرجع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تأخر علاقات بلاده مع البحرين، في تصريحات نقلها في فبراير 2022، إلى عدم الاتفاق على آليات حل الخلاف، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا الأمر ليس بالضخامة التي يتم تصويرها.
وأضاف خلال ندوة في مركز "تشاتام هاوس" في العاصمة البريطانية، لندن، أن "العلاقات بين الدول متباينة، ولكن أعتقد أننا في وضع جيد جدا مقارنة بالعام الماضي"، مشيرا إلى أن علاقة بلاده طيبة مع السعودية والإمارات.
يشار أن وزارة الخارجية البحرين اتهمت في مارس 2022، قطر بمخالفة مبادئ اتفاق المصالحة الخليجية في مدينة العلا السعودية الموقع مطلع يناير 2021، وذلك بسبب برنامج تلفزيوني بثته شبكة الجزيرة القطرية، بجانب ما وصفتها بالمعاملة السيئة من قبل قوات خفر السواحل القطرية لصيادين بحرينيين.