وفاة 395 حصيلة الزلزال المدمر في أنحاء سوريا
توفى 395 شخصًا على الأقل وأصيب المئات جراء الزلزال العنيف الذي ضرب سوريا الإثنين ومركزه تركيا، متسببًا بسقوط أبنية في محافظات عدة على رؤوس قاطنيها، بينما لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض.
في مناطق سيطرة الحكومة السورية، توفى 248 شخصًا على الأقل وأصيب 700 آخرين، وفق حصيلة جديدة غير نهائية أعلنها معاون وزير الصحة أحمد ضميرية لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وتعلن السلطات تباعًا عن عدد الضحايا فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وسجلت معظم الإصابات في محافظات اللاذقية وطرطوس (غرب) وحلب (شمال) وحماة (وسط).
وشاهد مراسلو فرانس برس في سوريا مئات العوائل التي هرعت من منازلها إلى الطرقات خوفًا من تداعيات هزات ارتدادية في دمشق وحلب واللاذقية وحماة.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، عن "انهيار مبنى مؤلف من ثمانية طوابق في حي الأربعين" في مدينة حماة، مشيرة الى عمل "فرق الإسعاف والدفاع المدني على انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض".
ونقلت الوكالة عن مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد قوله "هذا الزلزال هو الأقوى... منذ العام 1995".
وأشار التلفزيون الرسمي إلى سقوط وتضرّر عدد من الأبنية في مدينتي اللاذقية وجبلة على الساحل السوري.
وعقد الرئيس السوري بشار الأسد "اجتماعًا طارئًا" للحكومة "لبحث أضرار الزلزال الذي ضرب البلاد والإجراءات اللازمة"، وفق ما نشرت منصّات الرئاسة.
واستنفرت وزارة الدفاع "كافة وحداتها وتشكيلاتها ومؤسساتها في جميع المحافظات لتقديم العون الفوري والمساعدة العاجلة للسكان المتضررين من الزلزال، والبحث عن الأشخاص العالقين تحت الأنقاض وإسعاف المصابين".
وفي مناطق سيطرة الفصائل الجهادية والمعارضة في شمال وشمال غرب سوريا، أحصت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) سقوط 147 قتيلًا وإصابة أكثر من 340 جريحًا في "إحصائية غير نهائية".
ورجّحت "ارتفاع عدد الوفيات بشكل كبير لوجود مئات العائلات تحت الأنقاض".
وأعلنت المنظمة المنطقة "منكوبة بالكامل، داعية المنظمات المحلية الى استنفار كوادرها وتقاسم العمل وسط ظروف مناخية قاسية".
ودعت "جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم".
ونشرت المنظمة صورًا ومقاطع فيديو تظهر عناصرها وهم ينقلون ضحايا وخلفهم أبنية انهارت أو تضررت بشكل كبير.
وفي مستشفى الرحمة في بلدة دركوش في محافظة إدلب (شمال غرب)، قال طبيب الجراحة العامة مجيد ابراهيم لوكالة فرانس برس إن المستشفى استقبل "ثلاثين قتيلًا ونحو مئة جريح"، متحدثًا عن وضع "سيء للغاية مع وجود أشخاص كثيرين تحت أنقاض المباني السكنية".
وأفاد مصورو وكالة فرانس برس في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في إدلب وحلب عن أوضاع كارثية وعائلات تنتظر سماع أخبار عن أفرادها، بينما انهمك عمال الإغاثة في نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام الأبنية.
وتسببت سنوات الحرب الطويلة في سوريا بتصدّع آلاف الأبنية في محافظات عدة خصوصًا تلك التي شهدت معارك ضارية وقصفًا جويًا. ودفعت موجات النزوح المتكررة والفقر المدقع سوريين كثر الى السكن في مباني متضررة أو شبه مدمرة.
وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7،8 درجات قرب غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا الاثنين عند الساعة 04،17 بالتوقيت المحلي (01،17 ت غ) على عمق حوالى 17،9 كلم، وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.
وشعر سكان لبنان وقبرص أيضًا بالهزة، بحسب مراسلي فرانس برس.