كيف يرى الشيخ حمد بن جاسم مساعي التطبيع بين السودان وإسرائيل
تساءل رئيس الوزراء القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم، عن سر حفاوة رئيس المجلس الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان بوزير خارجية إسرائيل، والاتفاق على المضي بتطبيع العلاقات.
وكتب بن جاسم عبر “تويتر” قائلًا: “إذا كان السودان يعتقد أن العلاقات مع إسرائيل ستقربه من أمريكا فهو واهم”.
وعلى حسابه في "تويتر"، كتب حمد بن جاسم: "رأيت الابتسامة والفرح على وجه رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان عندما استقبل الوفد الإسرائيلي الذي زار الخرطوم مؤخرا، ومع أني لا أمانع في ذلك، فإني أتساءل ما هو ثمن هذه الحفاوة وما الفائدة التي سيجنيها السودان من هذا الانفتاح على إسرائيل؟"
أضاف حمد بن جاسم: "أنا على يقين أن السودان وشعبه من أكثر الدول العربية التزاما بالقضية الفلسطينية وتأييدا لحقوق الشعب الفلسطيني والقضايا العربية الأخرى، وقد دفع السودان ثمنا باهظا لهذه المواقف القومية الأصيلة، ولكني أعتقد أن الفائدة ستعود على الطرف الذي نصح السودان بإقامة علاقات مع إسرائيل".
أردف: "نحن في قطر سبق لنا أن أقمنا علاقات مع إسرائيل وسمحنا لها بفتح مكتب تجاري لأسباب ذكرتها مرات عديدة في السابق، ثم أغلقناه مناصرة للقضية الفلسطينية عندما استدعى الوضع ذلك.. وربما جنينا فوائد سياسية في ذلك الوقت، ولكن كل تلك القرارات كانت قرارات ذاتية بعيدا عن أي نصيحة من طرف آخر، ولم تكن تتعارض في ذلك الوقت مع المصالح العربية.. وإذا كان السودان يعتقد الآن أن هذه العلاقات مع إسرائيل ستقربه من أمريكا بناء على نصيحة فهذه نصيحة فاشلة؟
استطرد: “أنا مع السلام والعيش سويا في هذه المنطقة بأمان، لكل من فيها ومنهم الإسرائيليون ولكن ينبغي أن يشمل هذا الفلسطينيين ليتمتعوا بكل حقوقهم”.
ومساء الخميس الماضي، أعلنت الخارجية السودانية أنه تم الاتفاق على المضي قدما في سبيل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والوفد المرافق له للسودان.
أهمية التطبيع لإسرائيل
ووفق تقرير نشره، موقع "بي بي سي"، فإن الجانب الإسرائيلي يعدد فوائد تطبيعه مه السودان، وقد لخص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كل ذلك، في تصريحات تلت الاعلان عن التطبيع مع السودان بقوله، إن اتفاقات السلام مع دولة الإمارات والبحرين والسودان حتى الآن، جيدة "للأمن والقلب والجيب" حسب تعبيره.
وفي معرض حديثه عن فوائد التطبيع مع السودان تحديدا، قال نتنياهو إن التقارب مع الخرطوم، سيفتح منافع للإسرائيليين، الذين يعبرون المحيط الأطلسي.
أضاف: "نحن الآن نطير غربا، فوق السودان، وفقا لاتفاقات عقدناها حتى قبل أن نعلن التطبيع، وفوق تشاد، التي أقمنا معها أيضا علاقات، إلى البرازيل وأمريكا الجنوبية".
أما الفوائد الأمنية والاستراتيجية التي ستحصل عليها اسرائيل متعددة جدا، فعبر اقامتها علاقات أمنية ودبلوماسية مع السودان، ستطلع الحكومة الإسرائيلية على نشاطات تعتبرها إرهابيية أو معادية لها، في مناطق متاخمة للسودان، مثل تشاد ومالي والنيجر، كما أن إسرائيل تنظر للفائدة الأكبر من الناحية الاستراتيجية، وهي ابعاد السودان تماما عن الحلف الإيراني.
إلى جانب ذلك لا يمكن إغفال الأهمية الاستراتيجية للسودان على مياه البحر الأحمر، وهنا تجدر الإشارة إلى أن مصر رفضت قبل ذلك مشاريع لدول إقليمية في السودان بينها تركيا وإيران، ومن المؤكد أن القاهرة سترفض الأمر ذاته إذا ما أقبلت عليه إسرائيل في السودان.
فوائد التطبيع للسودان
وبالنسبة للسودان فإن كثيرا من المراقبين، يرون أن الفائدة ستنحصر في فتح الأبواب له للتعاون اقتصاديا مع مؤسسات العالم المالية، بعد رفع اسمه من القائمة الأمريكية للإرهاب.
إلى جانب إمكانية استعانة الخرطوم، بالتقنية الاسرائيلية المتطورة، في مجال الزراعة بما يسهم في زيادة الانتاجية الزراعية، وتنوع المحاصيل بالنظر إلى أن السودان، الذي يملك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
مساعدة أمريكية
ووفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلًا عن مسؤول إٍسرائيلي وصفته بالكبير أن السودان يستعد للتوقيع على اتفاق تطبيع للعلاقات مع تل أبيب.
وأضاف مصدر للصحيفة أنّ الاتصالات الجارية بين تل أبيب والخرطوم -بمساعدة أميركية- حققت تقدما ملموسا بين الجانبين يبشر بقرب التوقيع على ما تعرف باتفاقات أبراهام.
وذكرت هآرتس أن ما وصفتها بالعلاقات الجيدة بين القيادة السياسية الأمنية الإسرائيلية مع السلطات العسكرية في السودان أحيت جهود التطبيع من جديد.
في هذه الأثناء، هبطت طائرة إسرائيلية في مطار الخرطوم، وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الطائرة التي تحمل اسم "فور إكس سي يو زد" (4X-CUZ) قد أقلعت من مطار تل أبيب فجرا متوجهة إلى السودان.