مقامرة أردوغان بانتخابات مبكرة قد تأتي بنتائج عكسية
علا سعدي
في سباق الانتخابات التركية، يروج الرئيس رجب طيب أردوغان لخططه عبر المسرح في ساحة تقسيم وينتقل ذهابا وإيابا لعرض إنجازاته في تركيا من بناء طرق ومستشفيات جديدة وتوفير أفضل وسائل نقل عام وبناء المزيد من المطارات وفي كل تجمع يوجه نفس الرسالة تركيا كدولة حديثة والاستخفاف بتركيا القديمة المليئة بالقمامة والمستشفيات العامة الغير كفؤ والطرق المظلمة وحوادث الموت الوحشي.
وبحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن رسالة أردوغان البالغ من العمر 64 عاما، رسالة التحول من تركيا قديمة لتركيا حديثة جعلت أردوغان وحزبه العدالة والتنمية يحققون 12 انتصار انتخابي علي مدي الـ16 سنة الماضية، مما يجعل أردوغان أطول زعيم في الجمهورية التركية منذ تأسيسها في عام 1923.
وتري الشبكة أن اردوغان يواجه اصعب تحدي سياسي الآن في الأنتخابات المبكرة التي دعا لها اردوغان بنفسه لإجراءها حيث سيذهب الناخبون للأتراك للأدلاء باصواتهم في انتخابات رئاسية وبرلمان جديد وهذا لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن يوجد مرشحين اقوياء للاختيار من بينهم مما قد يتسبب في نتائج عكسية لأردوغان.
وأشارت الشبكة إلي تراجع مسيرات أردوغان العظيمة التي كان يتميز بها في الانتخابات التركية، لأن في وقت سابق المرشح المعارض الرئيسي مهرام إينس كان له أكبر حشد في الانتخابات حتي الآن، وحضر مئات الآلاف من أزمير من مؤيدي إينس رافعين الأعلام الحمراء التي امتدت لمسافة كبيرة إلي أسفل الكورنيش علي ساحل بحر إيجة، ووعد إينس مدرس الفيزياء القديم بإنهاء حكومة أردوغان.
وأضافت الشبكة أن اردوغان عزز السلطة في كل خطوة في مراحل حياته المهنية وسحق الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وفي عام 2013 تمكن من الهروب وعدم التحقيق في ملفات الفساد في دائرته الداخلية، وبعد انقلاب عسكري فاشل لإخراج حكومته من السلطة في عام 2016 ، قام بإقصاء خصومه بإطلاق عشرات الآلاف من العاملين الحكوميين ، وإدانة المؤسسات العامة ، وسجن العديد من الأصوات المنتقدة له، والضغط على وسائل الإعلام، وفاز في استفتاء العام الماضي بفارق ضئيل من شأنه تغيير النظام البرلماني التركي إلى رئاسة تنفيذية ، مما يمنح كل من يفوز في الانتخابات التي تجرى يوم الأحد سلطة جديدة.
ولفتت الشبكة إلي أن شعار أردوغان للتنمية والنمو فقد بعضا من بريقه في الآونة الأخيرة ، حيث يشعر الشعب التركي بوطأة الاقتصاد المتعثر، وانهيار العملة يدخل في صميم الانتخابات، حيث فقدت الليرة حوالي 20 ٪ من قيمتها منذ بداية العام ، والتضخم وصل إلي 12 ٪ وأسعار الفائدة حول 18 ٪، وبعض الناخبين بشعرون بالتعب مما يعتبرونه استيلاء على السلطة من أردوغان ، وتشير الاستطلاعات غلي فشل اردوغان في الانتخابت بنسبة 50% ما يعني جولة من الإعادة في الثامن من يوليو ليجد أردوغان نفسه في موقف خطير حيث تعهدت معظم الأحزاب بتشجيع من يتحدي الزعيم.