هل تعيد "صفقة شيفرون" الضخمة التوازن للدور الأمريكي في الشرق الأوسط؟
كانت هناك العديد من الصفقات رفيعة المستوى في مناطق ذات حساسية جيوسياسية كبيرة في الأسابيع الأخيرة والتي أبرمتها الشركات الأمريكية.
وسلط تقرير لمجلة "أويل برايس" المهتمة بشؤون النفط والطاقة، الضوء بصفة خاصة على قيام شيفرون وشريكتها إيني بتتبع اكتشاف كبير للغاز في مصر، وكانت شيفرون، جنبًا إلى جنب مع كونوكو فيليبس أبرز الشركات في هذه الجهود، وفي طليعة انتعاش واسع النطاق في إعادة المشاركة الناجحة للولايات المتحدة في العديد من المناطق الاستراتيجية للغاية في جميع أنحاء الشرق الأوسط الأوسع.
وبعد فترة ممتدة من الانخراط المنخفض في شؤون الشرق الأوسط وإعادة التركيز على الداخل الأمريكي، ما سمح للصين وروسيا باستغلال الفراغ الناتج عن عزوف واشنطن عن المنطقة، كانت هناك عدة إشارات مؤخرًا على أن الولايات المتحدة قررت أن الآن هو الوقت المناسب لعودة تأثيرها بشكل مختلف أي من خلال قطاع الطاقة، وكانت هناك عدة صفقات رفيعة المستوى في مناطق ذات حساسية جيوسياسية كبيرة في الأسابيع الأخيرة والتي أبرمتها شركات أمريكية أو شركات دول جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة في مجال نفوذها وآخرها هو اكتشاف شيفرون لحقل غاز بحري ضخم محتمل في مصر، والذي من المقرر، وفقًا لتعليقات الأسبوع الماضي، أن تتعقبه شركة شيفرون وشريكتها في الموقع، إيني الإيطالية.
وأعلنت الشركتان اللتان تمتلك كل منهما حصة 45 في المائة في امتياز منطقة نرجس البحرية البالغة مساحته 1800 كيلومتر مربع (مع شركة ثروة للبترول المصرية التي تمتلك الحصة المتبقية البالغة 10 في المائة)، أنهما تتوخيان اكتشافًا جديدًا للغاز في أعمال الامتياز على بئر نرجس 1 وقالت الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي المملوكة للدولة (إيجاس) في الأيام القليلة الماضية إنه يجري تقييم الكمية الدقيقة للاحتياطيات في البئر لكنها تعمل مع شركات شيفرون وإيني وثروة لبدء الإنتاج في أسرع وقت ممكن.
وأشار تقرير "أويل برايس" إلى أنه لا ينبغي أن يستغرق ذلك وقتًا طويلًا، وفقًا لبيانات من شركة الاستخبارات البحرية "فيسلز فاليو"، وتمتلك إيني منصة حفر على بعد حوالي 40 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من موقع حقل نرجس ويأتي هذا الاكتشاف في أعقاب الإعلان في ديسمبر 2022 عن أن شركة شيفرون قد وصلت إلى 3.5 تريليون قدم مكعب على الأقل من الغاز من خلال بئر الاستكشاف نرجس 1 في شرق دلتا النيل، على بعد حوالي 60 كيلومترًا شمال شبه جزيرة سيناء.
ودخلت شيفرون قطاع التنقيب والإنتاج المصري فقط في عام 2020، لكنها تدير الآن حقلين ضخمين في شرق المتوسط ومشروع أفروديت قبالة سواحل قبرص ووفقًا لرئيس شركة شيفرون إنترناشيونال للاستكشاف والإنتاج، كلاي نيف: "يتمتع شرق البحر الأبيض المتوسط بموارد وفيرة من الطاقة، وتطويرها يقود التعاون الاستراتيجي في المنطقة."
وأضاف التقرير أن محاولة تركيز شبكة الكهرباء في الشرق الأوسط الأوسع مستمرة منذ بعض الوقت، مدفوعة من قبل الصين وروسيا وشهد العام الماضي إعلانًا عن قيام مصر والأردن بزيادة تعاونهما في مشروعات توصيل الغاز داخل الأردن بخبرات مصرية من خلال شركات قطاع البترول المتخصصة.