"سلاح دمار شامل".. ماذا يعني الروبوت القاتل بالنسبة لمستقبل المواجهات العسكرية؟
يبدو أن مطوري تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) قد عقدوا العزم على تغيير حياتنا في كافة القطاعات بما في ذلك الأعمال والتعليم والنقل والطب وحتى السياسة والصراعات المسلحة في معظم الأماكن، سيكون هذا تطورًا جيدًا، والعديد من الأشياء سيكون فعلها أسهل من ذي قبل مع توقعات مرتفعة بتحسين الإنتاجية وتحقيق الأهداف ولكن هناك مجال واحد يخشى البروفيسور توبي والش من اقتحام الذكاء الاصطناعي له وهو “الجيش”.
ويعتقد والش، أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني بأستراليا وزميل الأكاديمية الأسترالية للعلوم، أن العالم سيكون مكانًا أسوأ بكثير إذا استخدمت الجيوش الروبوتات القاتلة، في غضون 20 عامًا، وهي عبارة عن أنظمة الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل (LAWS)، لأنه لا توجد قوانين حول أنظمة الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل، وربما تحب وسائل الإعلام أن تطلق عليهم "الروبوتات القاتلة" ولكن المشكلة في تسميتها هي أن هذا يستحضر صورة القاتل عديم القلب.
ولكن هذه الصورة الذهنية للقاتل ليست ما يقلق والش والآلاف من زملائه العاملين في الذكاء الاصطناعي، وفقًا لموقع الويب الخاص بدائرة اللمعارف البريطانية "بريتانيكا"، فإنها تقنيات أبسط بكثير، في أحسن الأحوال، بعد عشر سنوات أو نحو ذلك ويساعد والش القارئ في تصور ما سيحدث قائلًا: “خذ طائرة بدون طيار من طراز بريديتور ثم استبدل الطيار البشري بجهاز كمبيوتر وهذا ممكن من وجهة النظر التقنية في عالم اليوم”.
ويضيف والش: "إن جاذبية هذه التقنيات واضحة، فإذا تمكنت الجيوش من السيطرة على نقطة الضعف المتمثلة في دائرة اللاسلكي والتغلب على التشويش، فسيتمكن السلاح الفتاك من الانتقال والطيران والتتبع والاستهداف، وسيكون لدى الجيش السلاح المثالي من منظور تكنولوجي.. وهو سلاح لن ينام أبدًا وسيقاتل 24 ساعة في اليوم على مدار 7 أيام في الأسبوع، بدقة وردود أفعال خارقة، ومع ذلك، هناك العديد من الأسباب التي تجعل هذا التطور مروعًا في الحرب أي أنه ستكون هذه ثورة في الحرب وكانت الثورة الأولى في الحرب هي اختراع البارود والثاني اختراع الأسلحة النووية وسيكون الروبوت الفتاك هو التطور الثالث الأبرز بلا منازع كخطوة تنطوي على تغير في السرعة والكفاءة التي يمكن بها قتل خصومنا.
ستكون هذه أسلحة دمار شامل× بمعنى أنه في السابق، إذا كنت تريد إلحاق الأذى، كان يجب أن يكون لديك جيش من الجنود لشن الحرب أما الآن، سوف تحتاج إلى مبرمج واحد فقط وخط إنتاج مثل كل أسلحة الدمار الشامل الأخرى التي سبقتها، مثل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية، سيضطر العالم إلى حظر مثل هذه الأسلحة ويكمن الخطر في وصول تلك الأسلحة إلى أيدي الإرهابيين والدول المارقة التي لن تتورع عن استخدام تلك الروبوتات ضد السكان المدنيين، والروبوتات الفتاكة، على عكس البشر، لن يترددوا في ارتكاب الفظائع، حتى الإبادة الجماعية.
ستؤدي هذه الأسلحة إلى زعزعة استقرار النظام الجيوسياسي المهتز بالفعل في كافة أنحاء العالم، ولن يتطلب الأمر سوى رصيد مصرفي متواضع ليكون لديك أي طرف جيش قوي وسوف ينخفض سقف الشروط اللازم توافرها لنشوب أي حرب وقد يشهد العالم حروبًا "خاطفة" عندما تدخل الروبوتات إلى ساحة القتال، والخطر الحقيقي هو أن هذه الأسلحة ستكون رخيصة وسهلة الإنتاج وهذا لا يعني أنه لا يمكن حظرها، فالأسلحة الكيماوية رخيصة الثمن وسهلة الإنتاج لكنها محظورة.
تجدر الإشارة إلى أن والش كان وراء خطاب مفتوح، موقع من قبل الآلاف من باحثي الذكاء الاصطناعي في عام 2015 وخطاب مفتوح آخر من أكثر من 100 من مؤسسي شركات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في عام 2017، حيث دعا الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات بشأن الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل، وتحدث عن خطورة هذه الأسلحة أمام الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف وهو مؤلف كتاب "لا يزال على قيد الحياة".