وسط تحديات الوباء والحرب.. كيف استطاعت الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر البقاء؟
كانت جائحة كوفيد-19 صدمة للشركات في جميع أنحاء العالم، ومصر ليست استثناءً، مع إجراءات الإغلاق أجبر العديد من الشركات على إغلاق أبوابها، من الصعب رؤية كيف استطاعت الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر البقاء على قيد الحياة لمدة 18 شهرًا ولكن هناك بعض الخطوات التي اتخذتها الشركات للتغلب على العاصفة والأوقات العصيبة.
ورصد تقرير بصحيفة ديجيتال جورنال أبرز هذه الخطوات في ظل الوضع الحالي للشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر والذي ما كاد يتعافى من تداعيات الوباء حتى تعرض لهزة إضافية منذ اندلاع الحرب في أوروبا الشرقية.
الوضع الحالي للشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر يشكل مجموعة من التحديات، وتكافح العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة من أجل البقاء وتمكن البعض من التكيف ومواصلة العمل من خلال المنصات عبر الإنترنت أو خدمات التوصيل، لكن البعض الآخر لم يحالفه الحظ وأدى نقص التدفق النقدي والعملاء إلى فرض ضغوط هائلة على الشركات الصغيرة، حيث اضطر الكثير منهم إلى إجراءات لمواجهة عدم اليقين ولكن ازداد البحث عن الحلول الممكنة للشركات الصغيرة والمتوسطة للنجاة من الأزمة تلو الأخرى.
1) خفض النفقات: من أول الأشياء التي اضطرت إليها الشركات الصغيرة والمتوسطة هو مراجعة مصروفاتها وإلقاء نظرة فاحصة على نفقاتها ومعرفة أين يمكنهم تقليص النفقات وقد ينطوي هذا على اتخاذ بعض القرارات الصعبة، لكنها ضرورية.
2) الاستفادة من التكنولوجيا: كانت التكنولوجيا أداة قوية للشركات الصغيرة والمتوسطة خلال هذا الوقت بما في ذك الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى العملاء، إلى إنشاء أنظمة الطلبات عبر الإنترنت، هناك العديد من الطرق التي ساعدت بها التكنولوجيا الشركات الصغيرة والمتوسطة على البقاء واقفة على قدميها.
3) تقديم شروط سداد مرنة: واجه العديد من العملاء صعوبات مالية خلال العامين الماضيين، لذا كان توفير شروط دفع مرنة (مثل خطط الدفع أو المواعيد النهائية الممتدة) من العوامل التي ساعدت في زيادة المبيعات والحفاظ على التدفقات النقدية.
4) التقدم بطلب للحصول على دعم حكومي: في العديد من البلدان، بما في ذلك مصر، وفرت الحكومة حزم دعم للشركات المتضررة من كوفيد-19، ويمكن أن يأتي هذا الدعم في شكل قروض أو منح أو إعفاءات ضريبية.
كان الإغلاق يعني أيضًا أن العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة غير قادرة على الوصول إلى الموارد التي تحتاجها لمواصلة العمل وهذا يشمل أشياء مثل المواد الخام والإمدادات وحتى الموظفين مع إغلاق العديد من الشركات، قد يكون من الصعب على الشركات الصغيرة والمتوسطة العثور على هذه العناصر الضرورية في السوق المفتوحة.
وأخيرًا، فرضت فترة الوباء الكثير من الضغط على أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة والموظفين وكافح العديد من الأشخاص للتعامل مع عبء العمل المتزايد والمسؤولية التي تأتي مع إدارة الأعمال خلال هذا الوقت ما أدى إلى الإرهاق ومشاكل الصحة العقلية الأخرى، والتي يمكن أن تؤثر بشكل أكبر على قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل.
واتخذت الحكومة المصرية عددًا من الإجراءات لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة أثناء الحجر الصحي والإغلاق.
1. تنازلت الحكومة عن الضرائب والرسوم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمدة ثلاثة أشهر.
2. قدمت الحكومة أيضا قروضا بدون فوائد للشركات الصغيرة والمتوسطة.
3. أطلقت الحكومة بوابة إلكترونية لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على التواصل مع المشترين والموردين.
4. كما أنشأت الحكومة خطًا ساخنًا لتقديم المشورة والتوجيه إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة.
دور الحكومة في مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة
أعلنت الحكومة المصرية عن مجموعة من الإجراءات لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على تجاوز فترة الإغلاق والحجر الصحي.
قررت الحكومة مجموعة حلول House Solution Egypt في الهواء الطلق بواسطة Entasher، وتشمل:
- تأجيل سداد القروض لجميع الشركات الصغيرة والمتوسطة لمدة ثلاثة أشهر.
- خفض الإيجار بنسبة 50٪ لجميع المباني التجارية المملوكة للحكومة.
- تمويل 100 مليون جنيه لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة المتضررة من الأزمة.
- الإعفاء من الرسوم الجمركية على المواد الخام المستوردة والمعدات اللازمة للإنتاج.
الخيارات المتاحة للشركات الصغيرة والمتوسطة
هناك العديد من الطرق التي تتيح للشركات الصغيرة والمتوسطة البقاء على قيد الحياة في ظروف الأزمة وأهم شيء هو الحفاظ على التدفق النقدي إيجابيًا وامتلاك احتياطيات كافية لتغطية النفقات.
1. تدفقات الإيرادات: تنويع مصادر الإيرادات الخاصة بالشركات قدر الإمكان. يساعد ذلك في التغلب على أي انكماش في واحد أو أكثر من المجالات التي تتعامل فيها الشركة.
2. خفض التكاليف: قامت الشركات بمراجعة وإلقاء نظرة فاحصة على نفقاتها لتحديد أين يمكن خفض التكاليف وكان هذا مهمًا بشكل خاص في حالة انخفاض الأرباح.
3. زيادة الكفاءة: استثمرت الشركات الصغيرة الوقت لزيادة الكفاءة في عملها وساعد هذا في توفير المال والاستفادة بشكل أفضل من مواردها.
4. الاحتياطيات النقدية: كان على غالبية الشركات التأكد من أن لديها احتياطيات نقدية كافية لتغطية النفقات غير المتوقعة أو انخفاض في الإيرادات.
5. المساعدة الحكومية: قد تكون هناك مساعدة حكومية متاحة للشركات خلال هذا الوقت، لذا كان من الضروري أن تتواصل الشركات مع الجهات الحكومية المختصة لمعرفة ما هو متاح في منطقتها.
وأشار التقرير إلى أن مفتاح نجاح الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر للبقاء على قيد الحياة في فترة الأزمة هو أن يكون لديها خطة طوارئ وأن تكون على استعداد لمواجهة الظروف غير الاعتيادية من خلال فهم خيارات التمويل المختلفة المتاحة، بالإضافة إلى الدعم الحكومي المعروض، ويمكن للشركات أن تمنح نفسها أفضل فرصة للنجاة من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة، ومن المهم أيضًا إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الموظفين والعملاء والموردين، من أجل الحفاظ على العلاقات وإطلاع الجميع على أهم التطورات.