أثارت جدلًا واسعًا.. لماذا غاب الأمير محمد بن سلمان عن قمة أبوظبي التشاورية؟
لا يزال البحث عن أسباب غياب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن قمة أبو ظبي التشاورية، التي عقدت في دولة الإمارات الأربعاء الماضي، 18 يناير، يشغل العديد من رواد مواقع التواصل، فضلًا عن كونه مادة إعلامية دسمة للعديد من المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية.
وعقدت في العاصمة الإماراتية، أبوظبي قمة تشاورية، حضرها الرئيس السيسي، وملك الأردن، عبد الله الثاني، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، وسلطان عمان، هيثم بن طارق، وملك البحرين، حمد بن عيسى. لكن تغيب عن القمة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وأمير دولة الكويت، نواف الأحمد الصباح.
غياب لافت
أستاذ العلوم السياسية في جماعة القاهرة، محمد حسين، يقول لـ"الرئيس نيوز": "غياب الأمير محمد بن سلمان، عن القمة لافت، خاصة أنه لم يوفد شخصًا أخر مكانه للحضور، لكن لا يمكن اعتبار ذلك بأي حال من الأحوال أنه مؤشر على خلافات بينه وبين أحد من الحضور، وعلى وجه التحديد مع الإمارات".
لفت حسين إلى أن المقاربة التي تشير إلى وجود خلافات بين الدولتين الإمارات والسعودية، غير صحيحة، وتدرج ضمن اعتبارات لا توجد إلا في الوطن العربي، وهي أن السياسة تحكمها الأهواء والاعتبارات الشخصية، لا المصالح، خاصة الذين يربطون بين غياب الأمير محمد بن سلمان، عن قمة أبو ظبي، وغياب الشيخ محد بن زاليد عن قمة جدة التي حضرها الرئيس الصيني، موضحًا أن القمة الخليجية الصينية غاب عنها الشيخ محمد بن زايد، لكنه أوفد الشيخ محمد بن راشد للحضور بدلًا منه.
أستاذ العلوم السياسية، قال: "من المؤكد وجود سباق اقتصادي بين جميع الدول حتى الشقيقة، خاصة أن كلا الدولتين السعودية والإماراتية، لهما رؤى استراتيجية تتعلق بالتنمية المستدامة، لكن هذا السباق لا يمكن أن يتحول إلى منافسة وشقاق".
استبعد حسين، ما يقال حول وجود منافسة بين الدولتين لقيادة المنطقة، وقال: "لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز الاعتبارات التاريخية والمعاير والجيوسياسية لكل دولة، فالسعودية لها وزنها الإقليمي والدولي وكذلك الإمارات، والوضع كذلك مع مصر، فعل الرغم من الأزمة الاقتصادية التي نمر بها حاليًا، إلا أن مصر تظل لاعبًا رئيسيًا في المنطقة لا يمكن تجاوزه أو تهميشه، فمصر تملك زمام المبادرة والأوراق في كثير من الملفات، ودعمها سواء من القوى الدولية أو الإقليمية؛ يأتي لاعتبارات تتعلق بأمن واستقرار المنطقة".
البيان الختامي لقمة أبو ظبي
كان البيان الختامي، لقمة أبوظبي، شدد على أهمية الالتزام بقواعد حسن الجوار ورفض التدخل بالشؤون الداخلية، وعلى ضرورة التنسيق المستمر بين الدول المشاركة في اللقاء بشأن التحولات الإقليمية والعالمية.
ووفقا لوكالة الأنباء الإماراتية فإن اللقاء الأخوي الذي عقده القادة في العاصمة أبوظبي تحت عنوان "الازدهار والاستقرار في المنطقة" يهدف إلى ترسيخ التعاون وتعميقه بين دولهم الشقيقة في جميع المجالات التي تخدم التنمية والازدهار والاستقرار في المنطقة، وذلك عبر مزيد من العمل المشترك والتعاون والتكامل الإقليمي.
وبحث القادة خلال لقائهم "العلاقات الأخوية بين دولهم ومختلف مسارات التعاون والتنسيق المشترك في جميع المجالات التي تخدم تطلعات شعوبهم إلى مستقبل تنعم فيه بمزيدٍ من التنمية والتقدم والرخاء".
كما استعرضوا "عددًا من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك والتحديات التي تشهدها المنطقة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، وأهمية تنسيق المواقف وتعزيز العمل العربي المشترك في التعامل مع هذه التحديات بما يكفل بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا لشعوب المنطقة كافة".
وأكد القادة الروابط التاريخية الراسخة بين دولهم، في مختلف المجالات، والحرص المتبادل على التواصل والتشاور والتنسيق المستمر تجاه مختلف التحولات في المنطقة والعالم.
كما أكدوا رؤيتهم المشتركة لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة وإيمانهم الراسخ بأهمية التواصل لأجل البناء والتنمية والازدهار، مشددين على أهمية الالتزام بقواعد حسن الجوار واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وشدد القادة على أن التعاون وبناء الشراكات الاقتصادية والتنموية بين دولهم وعلى المستوى العربي عامة هو المدخل الأساسي لتحقيق التنمية وصنع مستقبل أفضل للشعوب في ظل عالم يموج بالتحولات في مختلف المجالات.