ماذا يفعل رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان في السودان؟
في تطور جديد في العلاقات الثنائية بين السودان المتعثر في الانتقال إلى سلطة منتخبة، وتركيا الباحثة على منافذ جديدة تساعدها في العبور من أزمتها الاقتصادية، التقى رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، مساء أمس الاثنين، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ووفق بيان لمجلس السيادة السوداني، فقد نقل البرهان إشادته بالعلاقات “القوية والقديمة” بين تركيا والسودان، مؤكدًا رغبة السودان في تعزيز العلاقات بين “البلدين والشعبين الصديقين” على كافة الأصعدة، مشيرًا إلى أن زيارة فيدان إلى الخرطوم تنبع من الرغبة القائمة لتعزيز التعاون بين البلدين.
زيارة مثمرة
بدوره، وصف فيدان الزيارة بـ”المثمرة” مشددا على أن “تركيا والسودان وصلا في تعاونهما والتنسيق القائم بينهما إلى أهدافهما فيما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
كان مجلس السيادة السوداني، ألغى اتفاقًا بين بلاده وتركيا كان الرئيس المخلوع عمر البشير قد وقعه قبل عزله بفترة، مما وتر العلاقات بين البلدين، لكن تركيا عادت مرة أخرى إلى محاولة إعادة ترميم العلاقات بين البلدين، وقد زار البرهان تركيا في أغسطس الماضي، ووقع عددًا من الاتفاقيات المهمة مع الرئيس أردوغان.
ووفق وكالات أنباء، فقد تم توقيع 6 اتفاقيات "مهمة" بين البلدين في مجالات الطاقة والمصرفية والصناعات.
وشملت الاتفاقيات التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة بين حكومتي البلدين، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال البروتوكول بين وزارتي الخارجية في البلدين، واتفاقية تعاون مالي واقتصادي بين وزارة الخزانة والمالية التركية، ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي السودانية، واتفاقية للتعاون المالي العسكري وبروتوكول تنفيذ المساعدات النقدية بين حكومتي البلدين.
لقاء حميدتي
وفي إطار زيارة هاكان للخرطوم، فقد التقى حميدتي في القصر الرئاسي بالعاصمة، وحضر اللقاء من الجانب السوداني، مدير المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل.
وأعرب حميدتي عن ترحيبه بزيارة رئيس المخابرات التركية إلى السودان، مؤكدا على عمق العلاقات التاريخية بين أنقرة والخرطوم، وأهمية تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، بما يخدم المصالح المشتركة بين شعبي البلدين.
وشدد حميدتي على أن علاقات بلاده مع تركيا “استراتيجية وأزلية”، وأن السودان يوليها اهتماما خاصا، داعيا إلى ضرورة التعاون والتنسيق بشأن القضايا والملفات الثنائية والدولية، ذات الاهتمام المشترك.
الاتفاق الإطاري في السودان
وأكد فيدان أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها مع السودان على كافة الأصعدة.
كما شدد على دعم تركيا للاتفاق الإطاري الذي وقعه المكون العسكري السوداني مع القوى المدنية في البلاد، والجهود التي تحقق الاستقرار في السودان.
وأعرب فيدان عن استعداد تركيا لتقديم الدعم للسودان، بما يحقق الاستقرار في البلاد.
وفي 5 ديسمبر 2022، وقع المكون العسكري “اتفاقا إطاريا” مع القوى المدنية، بقيادة قوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)، وقوى سياسية أخرى (الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، المؤتمر الشعبي)، ومنظمات مجتمع مدني، بالإضافة إلى حركات مسلحة تنضوي تحت لواء (الجبهة الثورية) لبدء مرحلة انتقالية تستمر لمدة عامين.
وتشمل العملية السياسية التوصل لاتفاق نهائي بشأن 5 قضايا هي: (العدالة والعدالة الانتقالية، الإصلاح الأمني والعسكري، مراجعة وتقييم اتفاق السلام، تفكيك نظام 30 يونيو 1989، قضية شرقي السودان).