الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تجدد التهديدات يلقي بظلال ثقيلة على التطبيع بين سوريا وتركيا

الرئيس نيوز

تجري حاليًا المفاوضات من أجل البحث عن أرضية مشتركة يمكن أن تنطلق على أساسها عملية ‏التطبيع بين دمشق وأنقرة، ووفقًا لصحيفة آراب ويكلي اللندنية، تريد سوريا من تركيا سحب قواتها ‏من مناطق في الشمال ووقف دعمها لثلاثة فصائل مسلحة رئيسية.‏

ويبدو أن سوريا وتركيا مشاركتان في مناورات متبادلة لفرض شروطهما على تطبيع العلاقات ‏بعد أن جددت أنقرة تهديدها بالتوغل العسكري في سوريا، بينما أصرت دمشق مرة أخرى على أنه ‏ينبغي لتركيا إنهاء وجودها العسكري على الأراضي السورية قبل أن يكون من الممكن تحقيق أي ‏تقارب كامل بين البلدين.

وقال مستشار السياسة الخارجية لأردوغان، إبراهيم كالين، إن الضغوط ‏الروسية من أجل السلام لا تعني أن تركيا سوف تتخلى عن خيار إطلاق عسكرية حملة جديدة ‏تحذر أنقرة من أنها قد تحدث على مدار الشهور القليلة الماضية.

وأشار كالين، في سياق حديثه ‏أمام الصحفيين إلى أنه "من الممكن القيام بعملية برية في أي وقت اعتمادًا على مستوى التهديدات ‏التي نشاهدها وفقًا لتقديرنا".‏

جاءت تصريحات كالين بعد يومين فقط من إعلان الأسد أن المحادثات المستقبلية مع أنقرة يجب ‏أن تهدف إلى "إنهاء احتلال" تركيا لأجزاء من سوريا، ويحاول الكرملين إنهاء أكثر من عقد من ‏العداء بين الجارتين، والذي بدأ عندما دعمت تركيا المعارضة المسلحة للإطاحة ‏بالرئيس بشار الأسد في بداية الحرب الأهلية السورية في العام 2011، كما شنت منذ ذلك ‏الحين سلسلة من التوغلات في شمال سوريا، استهدفت معظمها القوات الكردية التي تعتبرها ‏‏"إرهابية".‏

تمتلك أنقرة قواعد عسكرية في شمال سوريا وتدعم أيضًا بعض الميليشيات المحلية التي تقاتل ‏النظام وأعرب أردوغان، عن انفتاحه ‏على فكرة لقاء الأسد، وجاءت تصريحاته تلك قبل انتخابات الرئاسة في تركيا، والمتوقعة في مايو ‏المقبل، وعقد وزيرا الدفاع السوري والتركي أول اجتماع لهما منذ 2011 في موسكو في أواخر ‏ديسمبر 2022.‏

وأشار كالين إلى أن الجانبين سيعقدان "سلسلة من الاجتماعات" استعدادا لقمة رئاسية محتملة، مضيفا أن الاجتماع المقترح بين وزيري الخارجية، المتوقع عقده في موسكو، يمكن أن يعقد في ‏منتصف فبراير المقبل، ولفت إلى إن الاجتماع قد يسبقه جولة أخرى من المحادثات بين وزيري ‏الدفاع.‏

من جانبه، صرح وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بأن تركيا ستضطر إلى إنهاء وجودها ‏العسكري في بلاده لتحقيق تقارب كامل، وبعد لقائه نظيره الإيراني في دمشق، أضاف المقداد: "لا ‏يمكننا الحديث عن استئناف العلاقات الطبيعية مع تركيا دون إزالة الاحتلال".‏

وكانت تركيا داعمًا رئيسيًا للمعارضة السياسية والمسلحة للرئيس السوري بشار الأسد خلال ‏الصراع المستمر منذ 12 عامًا في سوريا، وأرسلت قواتها الخاصة إلى أجزاء من شمال سوريا، ‏وتدعم روسيا، وهي حليف رئيسي للأسد، التقارب بين دمشق وأنقرة، وبالفعل استضافت محادثات ‏بين وزيري دفاعهما الشهر الماضي وتهدف إلى عقد اجتماعات بين وزيري الخارجية والرؤساء ‏في نهاية المطاف وأشار المقداد إلى أن لقاءً بين الأسد والقيادة التركية يتوقف على إزالة أسباب ‏الخلاف، دون تقديم مزيد من التفاصيل أو ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاسم وكان ‏المقداد يتحدث بعد اجتماعه في دمشق مع وزير خارجية إيران، حليف الأسد الرئيسي الآخر، ‏وأعرب الوزير الإيراني عن سعادة إيران "بالحوار الجاري بين سوريا وتركيا".‏

وقال الأسد إن النتائج يجب أن تستند إلى مبدأ إنهاء الاحتلال ودعم الإرهاب، وهو مصطلح ‏تستخدمه السلطات السورية للإشارة إلى جميع جماعات المعارضة المسلحة، وقال مصدر مطلع ‏على المفاوضات إن سوريا تريد من تركيا سحب قواتها من مناطق في الشمال ووقف دعمها ‏لثلاثة فصائل معارضة رئيسية وأضاف أن سوريا حريصة على رؤية تقدم بشأن تلك ‏المطالب من خلال لجان المتابعة قبل الموافقة على اجتماع لوزراء الخارجية.‏

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه قد يلتقي المقداد في أوائل فبراير، رافضًا ‏تقارير عن احتمال اجتماعهما يوم الاثنين من الأسبوع المقبل ولم تدل سوريا بأي تعليق رسمي ‏على توقيت أي اجتماع من هذا القبيل، والذي سيكون أعلى مستوى للمحادثات بين أنقرة ودمشق ‏منذ بدء الحرب السورية في 2011.‏