إيران تأمل في إعادة فتح سفارتها في السعودية
في تطور جديد في ملف العلاقات الإيرانية السعودية المتأرجح بين الجمود والتحرك البطيء، أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أعرب خلال جولته الأخيرة في بيروت، عن أمل بلاده في تطبيع العلاقات مع السعودية بما يشمل إعادة فتح سفارتي البلدين لدى طهران والرياض.
عبداللهيان قال في مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني، "نحن نرحب بعودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية، وصولًا إلى افتتاح المكاتب التمثيلية أو السفارات لدى طهران والرياض في إطار الحوار الذي ينبغي أن يستمر بين البلدين".
وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران مطلع عام 2016 في أعقاب تعرض بعثات دبلوماسية لها لاعتداء من محتجين تنديدًا بإعدامها رجل الدين الشيعي نمر النمر، بعد أن صادقت المحكمة العليا في البلاد على إدانته بتهم عدة، أشدها "التحريض على الفتنة والإرهاب".
ووفق “إندبندنت عربية” فإنه اعتبارًا من أبريل 2021، بدأ الخصمان الإقليميان حوارًا في بغداد سعيًا لتحسين العلاقات، لكن الحوار دخل في حال من المراوحة في الأشهر الماضية، وأجريت آخر جولة معلنة منه في أبريل 2022.
وفي أول تحرك إيجابي في الفترة الأخيرة، التقى عبداللهيان، الشهر الماضي، نظيره السعودي فيصل بن فرحان على هامش قمة إقليمية عقدت في الأردن.
وحول اللقاء الأخير بنظيره السعودي، قال عبداللهيان، "كان هناك اتفاق في وجهات النظر على استمرار الحوار السعودي - الإيراني بالشكل الذي يمكن أن يؤدي بنهاية المطاف إلى إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين"، لكنه أضاف، "نرى أن السعودية ما زالت حتى الآن غير مستعدة تمامًا من أجل العمل على تطبيع العلاقات".
اعتبر عبدلهيان أن الخطوة الأولى يجب أن تكون "إعادة افتتاح القنصليتين الإيرانية والسعودية في مدينة جدة وفي مدينة مشهد، وذلك من أجل تقديم الخدمات القنصلية والتأشيرات لكل المواطنين السعوديين والإيرانيين الذين يودون زيارة المقامات الدينية".
وتتباين وجهات النظر بين السعودية وإيران في الكثير من الملفات، بينها ملف اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وكل طرف منهما يدعم بطريقته مجموعات مسلحة على الأرض، لكن الرياض تقول إن طهران تلجأ لورقة الشيعة في المملكة لتحريكهم وفق أجندتها فضلًا عن استخدامهم في التدخل في شؤونها الداخلية.
وذكرت البحرية الأميركية في بيان لها قبل أيام أنها اعترضت سفينة صيد في خليج عمان في السادس من يناير، واكتشفت تهريب 2116 بندقية هجومية من طراز AK - 47 في أثناء عبورها المياه الدولية على طول طريق بحري من إيران إلى اليمن.
أكد البيان الأميركي أن قوات البحرية قامت بمصادرة شحنة الأسلحة المحمولة على متن السفينة التي كانت تبحر على طريق يستخدم تاريخيًا لتهريب البضائع غير المشروعة إلى الحوثيين في اليمن، وكان طاقمها ستة مواطنين يمنيين.
شدد البيان على أن "التوريد المباشر أو غير المباشر للأسلحة أو بيعها أو نقلها إلى الحوثيين، ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والقانون الدولي"، موضحًا أنه يجري نقل السفينة وطاقمها لإعادتهم إلى اليمن.
ونقل البيان عن نائب الأدميرال براد كوبر قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية المشتركة قوله، إن "هذه الشحنة جزء من نمط مستمر من النشاط المزعزع للاستقرار من إيران"، وأن هذا النوع من "التهديدات"، يجد اهتمامًا من البحرية الأميركية المعنية بالبحث عن "أي نشاط بحري يعوق حرية الملاحة أو يعرض الأمن الإقليمي للخطر".