بعد سلسلة من الانتكاسات.. محاولة روسية "أخيرة" لتحويل مسار الحرب في أوكرانيا
في آخر محاولة لروسيا لتعزيز جهودها العسكرية بعد سلسلة من الانتكاسات، وذلك بالإعلان عن تعيين قائد جديد للعملية العسكرية في أوكرانيا.
رأت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أن القرار الروسي بشأن تعيين جنرال جديد لقيادة العملية العسكرية في أوكرانيا بمثابة “محاولة أخيرة” للكرملين لإحراز تقدم ملموس بعد سلسلة من الانتكاسات في ساحة المعركة والفشل في تحويل الحرب لصالحه.
وذكرت الصحيفة أن تكليف الجنرال، فاليري جيراسيموف، بدلًا من سيرجي سوروفيكين – الذي عُين في أكتوبر الماضي – بقيادة الحملة العسكرية في أوكرانيا، يأتي بعد هجوم أوكراني دامٍ ليلة رأس السنة الجديدة استهدف القوات الروسية في مدينة ماكيفكا بشرق البلاد، وأسفر عن مقتل 89 جنديا، في واقعة أثارت غضب “الصقور الروس” الذين طالبوا بمحاسبة الجيش.
وقالت الصحيفة، إنه عندما تم تعيينه في المنصب في أكتوبر، كان من المتوقع أن يغير سوروفكين (56 عامًا) – الملقب بـ”الجنرال هرمجدون” – الهجوم الروسي المتعثر من خلال التصعيد والتكتيكات الوحشية التي تم تطويرها أثناء قيادته لقوات البلاد في سوريا.
وأضافت الصحيفة أنه في فترة توليه المنصب – أي الأشهر الثلاثة الماضية – فقدت روسيا السيطرة على منطقة خيرسون الجنوبية، كما إنها واجهت صعوبات في توفير المعدات الأساسية والإقامة والأسلحة الحديثة لـ300 ألف فرد تم تجنيدهم حديثًا في سبتمبر.
واعتبرت الصحيفة أن التصريحات التي أدلت بها وزارة الدفاع الروسية عقب تعيين جيراسيموف – الذي يشغل أيضًا منصب رئيس الأركان – “محاولة لتهدئة الرأي العام الروسي”، والتي قالت إن القرار جاء لـ”رفع مكانة قيادة” القوة العسكرية في أوكرانيا”.
كما سلطت الصحيفة الضوء على ردود أفعال متضاربة في الوسط الروسي عقب التعيينات الجديدة، وقالت إن بعض المحللين العسكريين المؤيدين للحرب متشككون في أن التعديلات الجديدة ستحل المشكلات التي يواجهها جيش بلادهم، والتي تشمل القيادة غير المرنة والتسلسل الهرمي ونقص المعدات وضعف الإمدادات.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية قوله، إن خطوة تعيين جيراسيموف كقائد للقوات النظامية الروسية في أوكرانيا تعكس “صراعات تنظيمية في قلب المجهود الحربي، وليس تجاهًا جديدًا”.
وفي المقابل، قال سيرجي ماركوف، المحلل العسكري المؤيد للكرملين: “تسعى الوزارة للسير على نهج مجموعة فاغنر، والتي يجبر نجاحها الجيش الروسي على القتال بشكل مختلف، بطريقة أكثر حداثة”، في إشارة إلى يفغيني بريغوزين، مؤسس مجموعة المرتزقة شبه العسكرية، والذي أعلن فجر أمس عن استيلاء مقاتليه على بلدة سوليدار الشرقية.
وأشارت الصحيفة أن التعديل الأخير يأتي وسط صراع علني متزايد بين مالك “فاغنر” والمؤسسة العسكرية الروسية، حيث انتقد بريغوزين – الحليف القوي للرئيس فلاديمير بوتين – جيراسيموف بسبب الأداء الباهت للقوات الروسية النظامية وأشاد بالجنرال سوروفيكين.
وقالت الصحيفة إن “فاغنر” – التي أصبح قوامها نحو 50 ألف مقاتل – تسعى لتصوير نفسها على أنها الوحدة الروسية الوحيدة القادرة على شن عمليات هجومية، حيث قال بريغوزين إن المعركة حول سوليدار لم تشهد أي مشاركة للقوات الروسية النظامية.
وفي خلاف علني واضح، عارضت وزارة الدفاع الروسية هذه التلميحات، وقالت إن القوات الروسية المحمولة جوًّا تشارك في معارك سوليدار من الشمال والجنوب، مشيرًا إلى أن القوات الجوية كانت تقصف أيضًا مواقع أوكرانية في المنطقة، بينما تقاتل وحدات روسية أخرى داخل البلدة.
وأضافت الصحيفة أنه مع ظهور الصراع على السلطة بين بريغوزين ومؤسسة الدفاع الروسية إلى العلن، يقف بوتين حتى الآن إلى جانب وزير دفاعه، سيرجي شويغو، والجنرال جيراسيموف.