الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

هل تحصل إثيوبيا على تأييد أمريكي يدعم سد النهضة؟

الرئيس نيوز

بعد القمة الأمريكية الإفريقية التي عقدت في الشهر الماضي، فإن السؤال المطروح بقوة هو: ما إذا كانت إثيوبيا والولايات المتحدة قد أصبحتا على اتفاق أم أن خلافهما لا يزال قائمًا، وهل تحصل إثيوبيا على تأييد دولي يدعم مسارها وسياستها أحادية الجانب بشأن ملف سد النهضة.

ويرجح بعض المحللين الإثيوبيين أن العلاقات الثنائية بين أديس أبابا وواشنطن قد تجاوزت منعطفًا مع اتفاق وقف إطلاق النار وأن العلاقات الأمريكية الإثيوبية ستتحسن قريبًا، إلا أن آخرين يشير بحذر إلى أن التطورات الأخيرة تشير فقط إلى تقدم ضئيل للغاية  على صعيد العلاقات الثنائية بعد عامين من الجمود الشديد بسبب الحرب الإرهابية التي يشنها نظام أبي أحمد ضد أقاليم شمال إثيوبيا.

ورجح بعض الخبراء غير الإثيوبيين ترشيح إرفين ماسينجا (سيتم تأكيده قريبًا)، وهو أمريكي من أصل أفريقي، كسفير للولايات المتحدة لدى إثيوبيا، مما يشير إلى بدء إعادة ضبط العلاقات الثنائية، إلا أن كثير من الإثيوبيين المطلعين يحذرون ويشككون في أي تقارب قريب المنال ويفضلون الانتظار والترقب ويقولون إن ليس كل ما يلمع ذهبًا وإن العرض العلني للود والترحاب بين رئيس الوزراء أبي أحمد والرئيس جو بايدن خلال القمة الأمريكية الإفريقية الشهر الماضي لا يزال موضع شك.

ويرجح موقع "سات ناو دوت كوم" المهتم بالشؤون الإثيوبية أن التحسن في العلاقات الثنائية يمكن الجزم به فقط عندما يراه المرء، فقد اشتهر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر بقوله: "أمريكا ليس لديها أصدقاء أو أعداء دائمون، فقط مصالح"، ولكن كثيرين يشككون في نسب المقولة إلى كيسنجر، لأن المؤكد أن قاله في الواقع كان: "لدينا مصالح وقيم دائمة يجب علينا رعايتها والدفاع عنها"، ولكن لا يمكن نفي أن التطورات التي حدثت خلال القمة الأمريكية الأفريقية الأخيرة تقدم بعض المؤشرات المفعمة بالأمل، بالنسبة لأديس أبابا، على حدوث تحسن في العلاقات الثنائية بين إثيوبيا وإدارة بايدن، ولكن عمق هذا التحسن هو ما لا يزال موضع شك، فالجراح التي لحقت بعلاقات إثيوبيا وإدارة بايدن عميقة للغاية ومروعة ولا يمكن أن يأتي الشفاء في وقت قصير.

على مدى العامين الماضيين، كانت إدارة بايدن والحكومة الإثيوبية على خلاف بشأن مسألة الحرب في في منطقة تيجراي الإثيوبية ودعمت إدارة بايدن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إلى أقصى حد وقد أدى ذلك إلى غضب وخيبة أمل عميقة لدى حكومة أبي أحمد واتهم أبي بدوره واشنطن وإدارة بايدن باللجوء إلى جميع أنواع الحيل والعقوبات، والضغط على المؤسسات المتعددة الأطراف لرفض أو حجب القروض، والتحرك في الأمم المتحدة لبدء "تحقيقات حقوق الإنسان"، وتعيين مبعوثين خاصين، والتنسيق مع وسائل الإعلام الغربية والدعم التكتيكي بما في ذلك المعلومات الاستخبارية عبر الأقمار الصناعية لمقاتلي جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي ضد دموية الحكومة الفيدرالية التي لم يعجبها دعوة أمريكا لحماية المدنيين، ووقف إطلاق النار، وسحب القوات الإريترية.

مما أثار دهشة العديد من المراقبين، خلال القمة الأمريكية الإفريقية في منتصف ديسمبر 2022، ظهر رئيس الوزراء آبي أحمد والرئيس جو بايدن في أجواء غير رسمية وأظهروا الود وحسن النية والألفة والارتياح في وجود بعضهم البعض وبديا كأنهما صديقين، وتساءل الموقع الإثيوبي عما إذا كانت إدارة بايدن ستحاول تغيير موقف إثيوبيا بشأن الخلاف الإقليمي حول نهر النيل.

ولفت إلى أن القضية التي تلوح في الأفق والتي ستفرض نفسها بقوة بين إدارة بايدن وإثيوبيا هي حل النزاع حول سد النهضة، وتوقع التقرير أن إدارة بايدن ستقوم إملاء شروط اتفاقية سد النهضة على إثيوبيا، وتعود العلاقات بين إثيوبيا والولايات المتحدة إلى عام 1903 عندما أبرم البلدان معاهدة تجارية "لإدامة وتعزيز العلاقات الودية القائمة بينهما".

وتدعي إدارة بايدن أن "العلاقة الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإثيوبيا مهمة ومعقدة ومركزة على أربعة أهداف واسعة" وهناك العديد من المعلومات المعروفة عن سياسة إدارة بايدن في إثيوبيا على مدار العامين الماضيين ولا تزال أديس أبابا تتهم واشنطن بالسعي إلى الشلل الاقتصادي وإحباط الإصلاحات الاقتصادية في إثيوبيا من خلال الضغط على مؤسسات الإقراض متعددة الأطراف مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لرفض وتأخير القروض وتقييد الديون باستخدام تصويت الولايات المتحدة في المؤسسة المعنية ومعارضة أي قرض أو تمديد مساعدة مالية أو فنية لحكومات إثيوبيا.

كما تتهم إثيوبيا أمريكا بالسعي إلى إحداث تغيير في النظام في إثيوبيا من خلال تنسيق الضغط مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والضغط على بعض حكومات الشرق الأوسط للضغط على إثيوبيا التي تدعي أن الحكومة الإثيوبية "تستخدم تجويع المدنيين كسلاح حرب يعرض حياة الملايين للخطر"، كما تتهم أديس أبابا واشنطن ببذل جهود لنزع الشرعية عن تصرفات أديس أبابا وتشتكي أديس أبابا من ضغوط واشنطن على إثيوبيا لتقييد علاقاتها مع الصين.