الجنون يضرب سوق الدواجن.. 50% زيادة فى الأسعار آخر شهرين
شهدت أزمة ارتفاع أسعار الدواجن تطورات جديدة، على خلفية تدشين مواطنين حملة شعبية لمقاطعة الفراخ لمدة شهر، احتجاجًا على زيادة أسعارها بشكل غير مسبوق خلال الأسابيع القليلة الماضي، بينما أقدم بعض التجار على غلق المحال نظرًا لارتفاع السعر المبالغ فيه، وضعف حركة الشراء من قبل المواطنين.
وواصلت أسعار بيع كيلو الفراخ والبانية ارتفاعاتها مؤخرًا بنسبة تخطت الـ 50%، تزامنًا مع قرارات الافراج الجمركى تباعًا عن شحنات الأعلاف المحتجزة فى الموانئ، فى محاولة للسيطرة على موجة الغلاء، حيث ارتفع سعر كيلو الفراخ من المزارع من 40 جنيه فى نوفمبر الماضى لما بين 55-60 جنيه خلال شهر يناير الجارى أى فى غضون شهرين فقط، ليترتب على ذلك تحريك سعر بيع الكيلو للمستهلك أيضًا إلى 70 جنيه، كما ارتفع سعر البانية من 140-150 جنيه للكيلو.
إيقاف عمليات الشراء والبيع لحين استقرار الأسعار
وإزاء تلك الزيادة المتسارعة، أعلن عدد من أصحاب المحال التجارية فى عدد من محافظات الجمهورية إيقاف عمليات الشراء والبيع مؤقتًا لحين استقرار الأسعار، وذلك تضامنًا مع المواطنين فى مواجهة الغلاء.
بدوره، قال م.هـ صاحب محل دواجن، إن حل أزمة ارتفاع أسعار الدواجن ينبغى أن يضع فى الاعتبار تحقيق التوازن بين مصالح ثلاثة أطراف هم أصحاب المزارع والتجار والمواطنين، والتصدى لمحاولات بعض السماسرة والوسطاء لتحقيق مكاسب طائلة من وراء استغلال الأزمة.
وأوضح أن ارتفاع أسعار الأعلاف ساهم بشكل رئيسى فى تأجيج الأزمة والتى يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة، وبالتالى تأثيرها مباشر على أسعار الدواجن فى النهاية، مضيفًا أن عودة الاستقرار إلى السوق المحلى يتوقف على مدى قدرتنا على إنتاج الأعلاف بشكل كامل محليًا، وغيرها من لوازم الإنتاج، حتى لا نكون عرضه لتقلبات الأسعار وتوابع الأزمات الاقتصادية عالميًا.
تأثير توافر الأعلاف لن يظهر فى يوم وليلة
وأضاف أن اعدامات الكتاكيت فى فترة سابقة تسبب فى حدوث فجوة بين العرض والطلب، ولكن ارتفاع سعر الكتكوت مؤخرًا مؤشر جيد يعكس إقبال المربين على الشراء وعودة دورة التسكين والإنتاج لطبيعتها.
تعليقًا على ذلك، قال الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن الإجراءات الجمركية عن الأعلاف خلال الأسابيع الماضية نجحت فى تغطية إحتياجات السوق، إلى جانب ما يوفره الإنتاج المحلى من فول الصويا والذرة بكميات كبيرة.
وتابع "سليمان"، أن تأثير توافر الأعلاف لن يظهر فى يوم وليلة، وإنما ستطلب ما بين 30 – 35 يوم هى متوسط الدورة الإنتاجية لدجاج التسمين، وكذلك العوامل الموسمية الاجتماعية والدينية فترتفع الأسعار وتنخفض فى موجات سعرية بالنسبة للمربى والمستهلك.
وأضاف المنافذ التسويقية التابعة لوزارات الزراعة والتموين والداخلية تطرح الدواجن بأسعار مخفضة بنسبة 30%، وعلى المواطنين مقاطعة المحال التى تغالى فى الأسعار، مع الأخذ فى الاعتبار أن تكاليف النقل والشحن ومصروفات التشغيل والإنتاج زادت فى بعض عناصرها بما يزيد عن 200% إلا أن المنتج النهائى لم يزد بأكثر من 15% وتحملت الدولة كثيرًا من الأعباء لرفع الأعباء عن كاهل المواطن.
تدشين حملات مقاطعة
من جانبه، أشاد محمود العسقلانى رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، بتدشين حملات مقاطعة للسلع المغالى فى أسعارها وفى مقدمتها الدواجن، مؤكدًا أن المقاطعة إذا ما استمرت لمدة أسبوع فقط ستشكل ورقة ضغط على السماسرة وأباطرة الدواجن والبيض لمراجعة الأسعار وإعادتها لمستوياتها الطبيعية.
وأضاف العسقلانى، فى تصريحات خاصة، أن حملات المقاطعة يمكن أن تحقق نتائج جيدة فى ظل ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، الأمر الذى سيؤدى إلى تكدس الدواجن فى المزارع ونفوقها، وهو ما سيجبر المتاجرين بالأزمة على التراجع.