الوزير الإسرائيلي إيتمار المدرج إرهابيًا يصعد مجددًا ضد الأسرى الفلسطينيين
في تطور جديد يعكس مدى تطرف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية، بسبب تطرفه وأراءه وتحركاته العدائية، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مساء أمس الأحد، قرارا جديدا يتعلق بزيارة الأسرى الفلسطينيين في السجون.
ووفق قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية، فإن بن غفير ألغى إجراء اتبعه سابقيه عومر بارليف وميكي ليفي يسمح لأي عضو في الكنيست (البرلمان) بزيارة السجناء الأمنيين (الأسرى الفلسطينيين).
لكن القرار الجديد لبن غفير سيسمح لعضو واحد فقط من كل كتلة برلمانية بزيارة الأسرى تحت إشراف.
وقال بن غفير في تغريدة بحسابه على تويتر: "لقد ألغيت إجراء عومر بارليف وميكي ليفي الذي سمح لأي عضو كنيست بلقاء إرهابيين في السجن، بعد أن خلصت إلى أن هذه الزيارات أدت إلى التحريض والترويج للأعمال الإرهابية"، على حد قوله.
وكثيرا ما زار أعضاء كنيست عرب أسرى فلسطينيين من بينهم مضربون عن الطعام في محبسهم والمستشفيات التي نقلوا إليها للوقوف على أوضاعهم وإبداء التضامن معهم.
مواقف عنصرية
وبن غفير هو رئيس حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) الشريك في الائتلاف الحكومي ومعروف بمواقفه العنصرية ضد العرب والفلسطينيين، وكان قد أثار ضجة واسعة الأسبوع الماضي بعد اقتحامه باحات المسجد الأقصى.
ويتكون الائتلاف الحكومي بقيادة بنيامين نتنياهو من "الليكود" برئاسة الأخير، و"شاس" و"يهدوت هتوراه" (يهودية التوراة) الدينيين، و"الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت" و"نوعم" القومية.
ومنذ أيام، بدأت أولى التداعيات السلبية لتولي حكومة المتطرفين التي شكلها اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو، تظهر على السطح بعد أقل من 5 أيام على حلفها اليمين الدستورية، حيث اقتحم إيتمار بن جفير وزير الشرطة المسجد الأقصى السبت الماضي.
بدورها أدانت الخارجية المصرية، عملية الاقتحام، وقالت في بيان لها: "أعربت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم الثلاثاء ٣ يناير الجاري، عن أسفها لاقتحام مسئول رسمي بالحكومة الإسرائيلية الجديدة المسجد الأقصى بصحبة عناصر متطرفة تحت حماية القوات الإسرائيلية، مؤكدةً على رفضها التام لأية إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.
وحذرت مصر من التبعات السلبية لمثل هذه الاجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة، وعلى مستقبل عملية السلام، داعيةً كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالمسئولية والامتناع عن أية إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع".
إيتمار على قوائم الإرهاب
إيتمار بن جفير مدرج على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية، لكونه متطرف في أفكاره وتصرفاته، وعلى الرغم من أنه قال إنه تراجع عن تلك الأفكار إلا أن لم يكد يمر الأسبوع الأول من توليه المنصب إلا وقام بعملية الاقتحام.
وأثار تعيين إيتمار بن جفير، وهو مستوطن في الضفة الغربية أدين في عام 2007 بالتحريض ضد العرب ودعم جماعة يهودية متشددة على قوائم الإرهاب الإسرائيلية والأمريكية، في منصب وزير الشرطة القلق في الداخل والخارج.
وبن غفير محام يقول إن مواقفه أصبحت أكثر اعتدالا.
حكومة من المتطرفين
وأدت حكومة نتنياهو اليمين الدستورية، الخميس الماضي. ووفق “رويترز” تضمنت الخطوط العريضة لسياسة الحكومة الجديدة، التي نُشرت خلال وقت سابق، أنها ستسعى جاهدة من أجل السلام مع جميع جيران إسرائيل.
غير أن المبدأ الاسترشادي الأول استشهد بتأكيدات على "الحقوق القومية اليهودية الحصرية وغير القابلة للنقاش في جميع أنحاء أرض إسرائيل"، وهو مصطلح يشمل على ما يبدو الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهما من بين الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها.
وبتأدية اليمين الدستورية، يكون نتنياهو عاد بذلك إلى السلطة، لكن بحكومة تلازمها انتقادات في الداخل والخارج، بسبب تشكيلتها المتطرفة.
واضطر نتنياهو الذي يوصف بلاشك بـ"الزعيم المخضرم"، (73 عاما)؛ إذ يعد أطول رئيس للوزراء في إسرائيل، وقد خرج من السلطة بتهم تتعلق بفساد مالي وإداري.
وتتوقع أوساط دولية وإقليمية أن تصاب عملية السلام بمزيد من الانتكاسة رغم ما يشوبها من جمود؛ إذ لم يحدث بشأنها اأي اختراق منذ أن تولى لابيد وشريكة السلطة خلفًا لنتنياهو.
يحاول نتنياهو تهدئة المخاوف بشأن مصير الحريات المدنية والدبلوماسية والحكم الرشيد منذ أن حصل تكتله المكون من أحزاب دينية قومية ويهودية على أغلبية برلمانية في انتخابات أول نوفمبر.