الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رحلة مكارثي.. من متجر لبيع السندوتشات لخلافة نانسي بيلوسي كرئيس لمجلس النواب الأمريكي

الرئيس نيوز

على مدار أربعة أيام و15 جولة تصويت فاشلة، حبس أعضاء مجلس النواب الأمريكي أنفاسهم لاختيار رئيس للمجلس خلفًا لنانسي بيلوسي، قبل أن يختار كيفن مكارثي فيما يبدو أنه تصويت جاء على مضض.

أعاد مكارثي، البالغ من العمر 57 عاما، إلى أذهان الأمريكيين مشهدا لم يمر به النواب منذ نحو 100 عام، وهو الارتباك السياسي والإخفاق في اختيار رئيس للمجلس من المحاولة الأولى، واحتاج زعيم الجمهوريين 14 تصويتًا لحسم فوزه بالمنصب البرلماني الرفيع.

ويبدو أنه خلال الساعات العصيبة استعان مكارثي بسياسة النفس الطويل والكثير من الصبر لكي يصل في نهاية المطاف إلى عدد من أصوات الجمهوريين يضمن له خلافة نانسي بيلوسي بعد مفاوضات شاقة، فقد استجابت مجموعة من النواب المؤيدين للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي كانت تحول دون انتخابه، لتنتهي أيام من الفوضى في تاريخ الكونجرس والحزب الجمهوري.

وبادر الرئيس الأمريكي جو بايدن بتهنئة مكارثي بفوزه برئاسة مجلس النواب، في محاولة لتفادي مطبات أغلبية الجمهوريين داخل المجلس على مدار العامين المقبلين، وبصفة خاصة حاجة بايدن لتمرير الموافقةو على زيادة سقف الدين الفيدرالي لتجنب إغلاق المصالح الحكومية أبوابها بسبب نقص الأموال.

نشأ كيفن مكارثي في كاليفورنيا وسط عائلة تعمل بالزراعة وإدارة مزرعة للماشية، وتميل عائلته للتصويت لصالح الحزب الديمقراطي، ولم يغير والده هذا الميل إلا إبان ترشح رونالد ريجان لرئاسة الولايات المتحدة، فمنح صوته لصالح الحزب الجمهوري، بدأ مكارثي مشواره السياسي بكفاح طويل بعد أن اشتغل لسنوات بمتجر لبيع السندوتشات، ودخل عالم السياسة بعد أن فاز بمبلغ 5000 دولار في يانصيب كاليفورنيا فالتحق بصفوف الجمهوريين المحافظين وبدأت تتشكل وجهات نظره في كيفية إدارة عمله بطريقة الجمهوريين.

خطا مكارثي أولى خطواته في السياسة حين خدم بين مجموعات الشباب الجمهوريين في كاليفورنيا، وعمل في طاقم النائب بيل توماس الذي حظي بشهرة كنائب معتدل وأحد أكثر أعضاء الكونجرس ذكاءً وفي 2002، انتخب مكارثي لعضوية مجلس ولاية كاليفورنيا، وبعد فوزه في انتخابات 2006 لشغل مقعد توماس الذي قرر التقاعد، سرعان ما ترقى في قيادة مجلس النواب الجمهوري ليكون نائب رئيس جماعة الأقلية في فترة ولايته الثانية فقط ويتمتع كيفين مكارثي بقدرة ملحوظة على بناء العلاقات القوية غير أنه على عكس الرؤساء الأخيرين في مجلس النواب، فقد أمضى القليل من الوقت في اللجان البرلمانية، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.

خلافات ترامب

بداية صدام مكارثي مع ترامب، بدأت مع مقابلة أجراها على شاشة قناة فوكس نيوز، حين تحدث بصراحة عن تحقيق مجلس النواب في هجوم بنغازي الليبية عام 2012، والذي قتل فيه أربعة أمريكيين، وأوضح أن الهدف من التحقيق هو تدمير فرصة هيلاري كلينتون في سباق الوصول للبيت الأبيض.

وأثارت تصريحاته غضب ترامب وسارع مكارثي للاعتذار عن التصريحات، ومن ثم تنازل عن مساعيه لقيادة الأغلبية في النواب ولكن بعد علاقة متوترة مع ترامب، لم يسع إلى إعادة انتخابه رئيسا للكونجرس في عام 2018 وفقد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب في ذلك العام، وأصبح مكارثي زعيمًا للأقلية، مما جعله في موقف يدعم محاولة أخرى لعودة حزبه وعودته للصدارة وبعد أن خسر ترامب انتخابات عام 2020، أصبح مكارثي من منكري نتائج الانتخابات الأبرز للحزب بخلاف ترامب نفسه وبعد أن اقتحم مثيرو الشغب مبنى الكابيتول.

وصوت مكارثي ضد التصديق على فوز الرئيس جو بايدن في بنسلفانيا وأريزونا ولكن في الأيام التالية، قال مكارثي للجمهوريين في مجلس النواب بعيدًا عن العلن ووسائل الإعلام إن تصرفات ترامب كانت "فظيعة" وحرضت على الهجوم.

وعندما صوت مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون لعزل ترامب بتهمة التحريض على أعمال الشغب، عارض مكارثي الإجراء لكنه أيضًا وبخ الرئيس السابق في قاعة مجلس النواب، قائلًا إن "الرئيس يتحمل المسؤولية عن هجوم الأربعاء على الكونجرس من قبل مثيري الشغب الغوغاء" وصوت 21 جمهوريا ضد مكارثي في الجولات السابعة والثامنة والتاسعة، الخميس، نفس عدد جولات يوم الأربعاء، بالرغم من حديث حلفاء الزعيم الجمهوري عن إحرازهم تقدما وبفوزه أمس السبت، أصبح عضو الكونجرس عن كاليفورنيا كيفن مكارثي رئيسا لأعلى هيئة تشريعية في واشنطن وثالث أهم شخصية في المشهد السياسي الأمريكي بعد الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس.

وفي شبابه، فتح مكارثي متجره الخاص به وبنى مطعم السندوتشات في جراج يمتلكه والده وعمل به لمدة عامين وكان ناجحًا للغاية، بالنسبة إلى مكارثي، وهو بذلك يأتي من خلفية متجذرة في ريادة الأعمال، مستخدمًا أرباح اليانصيب لبدء مطعم قام ببيعه بعد ذلك لتمويل تعليمه الجامعي.

وأثناء وجوده في الكلية، بدأ مكارثي العمل لدى عضو في الكونجرس فاز بمقعده في النهاية وبعد سبع سنوات، أصبح زعيم الأغلبية في مجلس النواب وأضافت واشنطن بوست: "هذه مسيرة ناجحة بشكل ملحوظ في السياسة، لكن مكارثي يحب أن يشير غالبًا إلى أيامه التي كان يدير فيها مشروعًا لبيع الأطعمة اللذيذة".