تصاعد الغضب في إيران بعد إعدام متظاهرين واحتجاجات بطهران
تصاعد الغضب في إيران بعد تنفيذ السلطات أحكام إعدام بحق متظاهرين، وانطلقت مسيرات احتجاجية ليلية في العاصمة طهران، مساء السبت، في حين قالت شخصيات ومنظمات إيرانية إن سقوط النظام "أمر مؤكد" إذا حدث تضامن عالمي.
وشهدت 14 منطقة على الأقل في العاصمة طهران، احتجاجات مناهضة للنظام، ورافضة لإعدام المتظاهرين محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني، في اتهامهما بقتل أحد أفراد قوات الباسيج، ورددوا شعارات مثل: "إذا قتل شخص سيقف خلفه ألف شخص".
وذكر موقع تابع للسلطة القضائية، أن تنفيذ الحكم جاء بعد "إقرار المتهمين بقتل أحد أفراد قوات التعبئة، بالإضافة إلى أدلة ومقاطع فيديو أكدت ارتكابهما للجريمة"، فيما ندد مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بالمحاكمات قائلًا إنها "غير عادلة تستند إلى اعترافات انتزعت بالقوة".
ومن بين المناطق التي شهدت مسيرات احتجاجية، أمير أباد، وولي عصر، ومرزداران، وبونك، وشارع فردوس، وستارخان، وولنجك، ودربند، وسعادت آباد، وشارع دولت، وباسداران، وجردن، وظفر، ونارمك، ومنطقتا جوهردشت، وحسين آباد كرج، حسبما نقلت "إيران إنترناشيونال".
وفي محافظة مركزي، احتج عدد من أهالي "أراك" على إعدام محمد حسيني، ومحمد مهدي كرمي، مساء السبت، ورددوا هتاف "الموت لخامنئي (المرشد الإيراني) قاتل الأطفال"، و"الموت للنظام قاتل الأطفال".
وتشهد إيران احتجاجات واسعة منذ سبتمبر 2022، وأصدرت سلطاتها القضائية مؤخرًا عدة أحكام بالإعدام على أشخاص بتهم مختلفة على خلفية مشاركتهم في المظاهرات. وأسفرت الاحتجاجات في إيران عن سقوط وإصابة المئات.
في سياق متصل، اعتبرت شخصيات ومنظمات إيرانية مختلفة، أن تنفيذ الإعدامات "مؤشر على ضرورة إسقاط النظام الإيراني دون رجعة".
وردًا على إعدام الشابين، قالت جمعية صناع الأفلام المستقلين الإيرانية، في بيان صحافي، إن "جرائم القتل هذه (الإعدامات) جزء من تكتيك النظام الإيراني لنشر الخوف بهدف استمرار وجوده. لا مجال للعودة، لا لهذا النظام ولا للشعب. إن سقوط هذه الفئة القاتلة أمر مؤكد إذا حدث تضامن عالمي".
ومنذ بداية الاحتجاجات، حكم القضاء بالإعدام على 14 شخصًا لارتباطهم بالتظاهرات، بحسب إحصاء مبني على معلومات رسمية لوكالة "فرانس برس"، ونُفّذت الأحكام بحق 4 أشخاص، وثبتت المحكمة العليا حكمين في حق اثنين، فيما ينتظر 6 أشخاص محاكمات جديدة، ويمكن لاثنين آخرين الاستئناف.
كما كتب نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، ردًا على إعدام محمد حسيني، ومحمد مهدي كرمي: "لم يُعدما، بل قتلا على يد نظام إرهابي".
وأضاف: "بجهود الشعب الإيراني المستيقظ والمُوَّحد، ستتم معاقبة الإرهابيين المعادين لإيران وزعيمهم الإجرامي على أفعالهم".
وأيدت الصحفية مسيح علي نجاد، الدعوة إلى احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، الأحد. وكتبت: "الآن، مع إعدام شابين من المواطنين الأبرياء، اندلعت نيران غضب الشعب للاحتجاج على النظام القاتل. سنمسك أيدي بعضنا البعض بإحكام، وسنظل متعاطفين، وسننهي معًا 44 عامًا من الظلام والدمار في أرضنا".
وكتبت غزال رنجكش، الشابة المتظاهرة التي فقدت إحدى عينيها برصاص رجال الأمن في بندر عباس، تغريدتين ردًا على إعدام محمد مهدي كرمي، ومحمد حسيني: "أعيش بعين واحدة من الدموع وعين أخرى من الدم".