الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الميليشيات الإرهابية تشعل الغرب الليبي وسط صمت من حكومة الدبيبة منتهية الولاية

الرئيس نيوز

مشهد أمني مضطرب يضرب الغرب الليبي، وتحديدًا في مدينة العجيلات غربي ليبيا، حيث حاولت ميليشيا "بالكور" اقتحام عدة منازل واقعة في منطقة المطمر خلال الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، وهددت الميليشيا سكان المنطقة باقتحام البيوت عنوة، في حال عدم دفع “إتاوات”.

من جانبهم، رد الأهالي على المجموعة المسلحة، بإطلاق النار عليهم، مما أسفر عن مقتل أحد عناصر الميليشيا ويدعى عبد الله الشريف وهو مطلوب في قضايا قديمة لدى المباحث الجنائية بالمدينة، وفق مصادر أهلية متعددة.

وتحشد ميليشيا "بالكور" المزيد من أفرادها من أجل مهاجمة المنطقة مجددا، واستعادة جثة عنصرها المقتول، الذي تركته المجموعة التي انسحبت سريعا بعد مقاومة الأهالي، حسب المصادر ذاتها.

وتشهد العجيلات اضطرابات مستمرة منذ شهور، آخرها المواجهات، التي دارت الثلاثاء الماضي بين المجموعات المسلحة، واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، في صراع على النفوذ بالمدينة.

وعلّقت الدراسة في العجيلات منذ ذلك الحين، حسب إعلان سابق للمجلس البلدي في المدينة، الذي ناشد الميليشيات بوقف الاشتباكات والرجوع لثكناتهم.

كذلك دعا الهلال الأحمر الليبي الأهالي في منطقة المطمر بالعجيلات إلى البقاء في منازلهم، قائلا في بيان: "في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها منطقة المطمر بالمدينة من اشتباكات، نتمنى من أهالينا الابتعاد قدر الإمكان عن النوافذ والأبواب أثناء الاشتباكات، وتجنب الخروج".

حكم الميليشيات

ويشهد الغرب الليبي، انتشار مكثف للميليشيات والجماعات المسلحة، وسط غياب تام لحكومة الدبيبة منتهية الصلاحية، وقد دعت القاهرة مرارًا إلى ضرورة إنهاء الوضع الأمني المضطرب في الغرب الليبي، وتفكيك الميليشيات والجماعات المسلحة، وحصر السلاح في يد الدولة، لكن الرغبة في النفوذ واستثمار الأوضاع لتحقيق مصالح شخصية من جماعات في الغرب الليبي، إلى جانب تنفيذ أجندات دولية، تحول دون ذلك.

وتدعم تركيا الميليشيات والجماعات المسلحة في الغرب الليبي، وترفض سحب قواتها من ليبيا، وسحب المرتزقة الذين جلبتهم للقتال لصالح الحكومة التي تسيطر على العاصمة طرابلس. 

ووفق “سكاي نيوز” لا يرى الخبير العسكري الليبي محمد الصادق، جديدا في هذه المواجهات، مشيرا إلى أن هذا هو "الواقع والمعتاد في الغرب الليبي الذي تسيطر عليه الميليشيات المتصارعة على السلطة والنفوذ وسرقة المال العام، مع غياب رادع لها".

وأضاف الصادق: "لا حلّ لمثل هذا الوضع سوى إنهاء فوضى السلاح وقيام مؤسسة عسكرية موحدة للبلاد".

فرصة أخيرة

وأخيرًا، نقلت قناة “ليبيا الحدث”، عن قائد قوات الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر إعلانه عن "فرصة أخيرة" لرسم خارطة طريق وإجراء انتخابات، وذلك بعد مرور عام على موافقة الفصائل المتناحرة على إجراء الاقتراع. 

ويعتقد الكثيرون في ليبيا أن قادتهم السياسيين غير راغبين في إيجاد مخرج من المأزق السياسي المستمر لأن الانتخابات قد تبعدهم جميعا عن السلطة.‏

ونقلت القناة عن حفتر قوله "القيادة العامة (للجيش الوطني الليبي) تعلن عن فرصة أخيرة ترسم من خلالها خارطة طريق تشمل إجراء الانتخابات".

كان حفتر يخاطب الليبيين في بنغازي، ثاني أكبر مدينة في البلاد ومقر قواته، في الذكرى الحادية والسبعين للاستقلال. 

بعد وقف إطلاق النار في عام 2020، اتفق الطرفان المتنافسان في الشرق والغرب على إجراء انتخابات في 24 ديسمبر 2021، وشكلوا حكومة وحدة وطنية جديدة كان من المفترض أن تعيد
توحيد المؤسسات الوطنية المنقسمة. لكن العملية انهارت.

ولم يحدد المشير حفتر شكل الإجراء الذي ينتوي اتخاذه إذا فشلت دعوته بشأن الفرصة الاخيرة.

وشن المشير حفتر حربا على فصائل في الغرب بعد 2014، بما في ذلك هجوم استمر 14 شهرا للسيطرة على طرابلس والذي صدته القوات التابعة للحكومة فائز السراج بدعم تركي.