لماذا رفضت أوكرانيا والناتو الهدنة الروسية؟ محلل سياسي يوضح
أكد الدكتور بشير عبد الفتاح؛ الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية؛ أن الهدنة التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا أحادية الجانب.
وقال عبد الفتاح في مداخلة هاتفية مع برنامج "المصري أفندي" المذاع علة قناة "أم بي سي مصر": "الهدنة تحرك منفرد وسلوك أحادي من الرئيس الروسي وهي مؤقته بشكل مستفز لأنها محددة بساعات وتعد أشبه بوقفه تعبوية لمعاودة القتال بأدوات واستراتيجيات جديدة أكثر فتكا".
وأضاف: "الهدنة الروسية لا تستجيب لأي من المطالب الأوكرانية أو الغربية من أجل انهاء الحرب ومن هنا اعتبرت أوكرانيا هذا الامر كنوع من السخرية خصوصا أنه حدث فصل بين الكنيسة الروسية والأوكرانية خاصة وأنهما نفس المذهب؛ هذا الفصل يبرر الرفض الأوكراني على اعتبار أن احتفال الكنيسة الأوكرانية بعيد الميلاد سيختلف عن احتفال الكنيسة الروسية".
وتابع: "الكنيسة الأوكرانية ارتبطت بكنيسة إسطنبول وحصلت على ما يشبه الاستقلال وهو ما أدى إلى توتر في العلاقات بين روسيا وتركيا على اعتبار أن كنيسة إسطنبول أعطت ترخيصا لكنيسة أوكرانيا بالانفصال عن الكنيسة الروسية".
وأكمل: "الحرب لابد أن تتوقف؛ من المستحيل أن تدوم الحرب إلى الأبد؛ خاصة أن الحرب كلفتها باهظة على المجتمع الغربي؛ المؤشرات الحالية لا تنبئ بذلك وتنامي المساعدات الغربية لأوكرانيا تشير إلى أن الجانب الأوكراني سيكون لديه فرصة للقيام بعمليات مضادة وهو ما سوف يستفز الجانب الروسي ويدفعه لتوسيع نطاق العمليات وهو ما يؤدي إلى إطالة أمد الحرب".
وواصل: "الحرب لو انتهت بانتصار أحد الطرفين على الأخر سوف يجعل أمدها قصيرا ولكن إصرار طرف على الانتصار ووجود طرف يصر على المقاومة سوف يطيل من أمد الحرب؛ السياسة هي فن الممكن؛ ربما تكون هناك وساطة دولية أو تدخل من جهات دولية وربما الانهاك الذي لا يحتمل؛ الدعم العسكري والاقتصادي الغربي لأوكرانيا له كلفة باهظة على الشعوب الغربية".
وأوضح: "عسكريا مستودعات الأسلحة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة أصبحت تئن من وطأة كثافة المساعدات خاصة وأنه حدث تحول إلى صناعات مدنية على حساب مساعدات عسكرية ولم يكن هناك ذخائر مخزنة بالشكل الكافي".
واختتم: "الرئيس الروسي حصل على معلومات غير دقيقة أن العملية العسكرية سوف تنتهي خلال أيام معدودات أو أسابيع على اعتبار أن الجيش الاوكراني ربما يستسلم وأن النظام قد يترك البلاد ويرحل والمفاجأة أن هناك مقاومة أوكرانية شرسة والنظام متماسك وأن هناك دعم غربي غير محدود".