تهديد خطير.. غضب عربي واسع بعد اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى
أدانت مصر والسعودية والإمارات زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد اليميني المتطرف يوم الثلاثاء إلى مجمع المسجد الأقصى في القدس.
وأثارت خطوة المثير للجدل إيتمار بن غفير غضب الفلسطينيين والعرب، بينما حذرت الولايات المتحدة من أن تلك الخطوة قد تضر بالوضع الراهن.
وكان بن غفير قد تعهد في بيان نشره المتحدث باسمه "حكومتنا لن تستسلم لتهديدات حماس" بعد أن حذرت حماس من أن هذه الخطوة "خط أحمر".
وتأتي زيارة بن غفير بعد أيام من توليه منصب وزير الأمن القومي، الذي يتمتع بصلاحيات على الشرطة، مما يعطي قراره بدخول الموقع شديد الحساسية وزنًا كبيرًا.
في ظل الوضع الراهن طويل الأمد، يمكن لغير المسلمين زيارة مجمع الأقصى في أوقات محددة ولكن لا يُسمح لهم بالصلاة فيه، وفي السنوات الأخيرة، قام عدد متزايد من اليهود، ومعظمهم من القوميين الإسرائيليين، بالصلاة سرًا في المجمع، وهو تطور شجبه الفلسطينيون.
وذكر موقع صوت أمريكا أن الإمارات العربية المتحدة، التي أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020، "تدين بشدة اقتحام وزير إسرائيلي ساحة المسجد الأقصى".
وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، توم نيدز، إن واشنطن "أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة".
يقع المجمع في البلدة القديمة المسورة في القدس الشرقية المحتلة ويديره مجلس الأوقاف للشؤون الإسلامية الأردني، حيث تعمل القوات الإسرائيلية هناك وتتحكم في الوصول إليه وبعد زيارته، تعهد بن غفير "بالحفاظ على حرية الحركة للمسلمين والمسيحيين، لكن اليهود سيصعدون أيضًا إلى الجبل، ويجب التعامل مع أولئك الذين يوجهون التهديدات - بيد من حديد".
تهديد خطير
وضغط السياسي الإسرائيلي اليميني للسماح لليهود بالصلاة في المجمع، وهي خطوة عارضتها السلطات الحاخامية وكتب اسحق يوسف كبير الحاخامات الشرقيين في إسرائيل الى بن غفير يوم الثلاثاء وقال في رسالته “ماذا سيقول الناس عندما يرون وزيرا يهوديا ملتزما يستهزئ بموقف الحاخامية”.
وقال حراس الوقف لوكالة فرانس برس أن بن غفير كان برفقة وحدات من قوات الأمن الإسرائيلية.
وذكر المتحدث باسم الخارجية الأردنية سنان المجالي أن عمان استدعت السفير الإسرائيلي "لنقل رسالة احتجاج على تهور وزير الأمن القومي الإسرائيلي في اقتحام المسجد الأقصى المبارك"، وفقًا لصحيفة جوردون تايمز.
وأدانت المملكة العربية السعودية، موطن الحرمين الشريفين، "الممارسات الاستفزازية" لبن غفير كما انتقدت الزيارة من قبل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
في حين زار بن غفير مجمع الأقصى مرات عديدة منذ دخوله البرلمان في أبريل 2021، فإن وجوده كوزير له أهمية كبيرة وكانت الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها في عام 2000 زعيم المعارضة آنذاك أرييل شارون أحد المحفزات الرئيسية للانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي استمرت حتى عام 2005.
ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية زيارة بن غفير بأنها "تهديد خطير" وحذر باسم نعيم، مسؤول كبير في حماس، الأسبوع الماضي من أن مثل هذه الخطوة ستكون "خطا أحمر كبير وستؤدي إلى انفجار".
واعتبر الناطق باسم حماس، حازم قاسم، الثلاثاء، أن هذه "جريمة"، وتعهد بأن يظل الحرم "فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا".
تهديد الاستقرار
تحكم حماس قطاع غزة وفي مايو 2021 اندلعت حرب استمرت 11 يومًا بين مسلحين فلسطينيين متمركزين في القطاع وإسرائيل، بعد أعمال عنف في المسجد الأقصى، وأصيب المئات من الفلسطينيين وعشرات من رجال الشرطة الإسرائيلية في الاشتباكات السابقة في أنحاء القدس الشرقية، والتي اندلعت في البداية بسبب القيود المفروضة على تجمع الفلسطينيين وتهديدات الإخلاء ضد السكان وخلال هذه الفترة، حشد بن غفير أنصاره في منازل المستوطنين الإسرائيليين في القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل منذ حرب الأيام الستة عام 1967.
وحذرت وزارة الخارجية المصرية - التي تلعب دور الوسيط الرئيسي في غزة - من "العواقب السلبية لمثل هذه الأعمال على الأمن والاستقرار" في الأراضي الفلسطينية والمنطقة ككل.
وعلى مدار سنوات يُنظر إلى بن غفير على أنه شخصية هامشية، ودخل زعيم القوة اليهودية بن غفير السياسة الرئيسية بدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقال مكتب رئيس الوزراء يوم الثلاثاء إن نتنياهو "ملتزم بالحفاظ على الوضع الراهن بصرامة، دون تغييرات" في الموقع المقدس ودعا بن غفير إلى طرد العرب الإسرائيليين الذين يعتبرون غير موالين للدولة وضم الضفة الغربية المحتلة، وقبل بضع سنوات، كانت لديه صورة في غرفة معيشته لباروخ جولدشتاين، الذي قتل 29 مصليًا فلسطينيًا في مسجد في الخليل عام 1994، وبدأ مسيرته الوزارية في 29 ديسمبر، كجزء من حكومة إسرائيل الأكثر يمينية في التاريخ.
واستعرض الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وأيمن الصفدي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في المملكة الأردنية الهاشمية تطورات الموقف في الأقصى.
وشددا على ضرورة تعزيز الجهود الهادفة إلى تحقيق سلام عادل وشامل ودائم على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدين على الحاجة إلى ذلك لوقف كل الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية التي تقوض حل الدولتين وشدد الجانبان على إدانة الإمارات والأردن لاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ساحة المسجد الأقصى باعتباره انتهاكا للقانون الدولي وتصعيدا خطيرا.
كما شددا على ضرورة وقف كافة الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، داعين إسرائيل إلى احترام الوضع الراهن التاريخي والقانوني القائم، وعدم المساس بسلطة إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى.
ومن جهته، أكد الصفدي أن الأردن سيواصل تكريس كل إمكانياته لحماية المقدسات وضمان احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، محذرا من خطورة الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
ودعت النائبة الأمريكية عن ولاية ماساتشوستس جايمي بيلسيتو الولايات المتحدة إلى الاعتراف بأن إسرائيل هي "نظام إرهابي يعتمد سياسة البلطجة ويدير ممارسات الفصل العنصري".
في تغريدة على تويتر، وكتبت: "يجب على الولايات المتحدة أن تعترف بأن الإدارة الإسرائيلية هي نظام إرهابي بلطجي يدير ممارسات الفصل العنصري في مهمة لقتل الفلسطينيين".
وتابعت: "القتل والاستيلاء على الأرض لا علاقة لهما بمعاداة السامية. إنه إبادة جماعية."