الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مصادر مختلفة تكشف تفاصيل لقاء وزراء دفاع واستخبارات سوريا وتركيا

الرئيس نيوز

نشرت العديد من المواقع الإخبارية تفاصيل اللقاء الثلاثي الذي جميع وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا، الأربعاء الماضي، في موسكو، وهو اللقاء الأول الذي يجمع مسؤولين رفيعين من البلدين، منذ اأحداث الحرب الأهلية التي دعمتها أنقرة بقوة مما تسبب في شرخ عميق في العلاقات بين الدولتين.

وفي أعقاب اللقاء سارع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى الإعلان عن عقد اجتماع وصفه بـ"البناء"، كما شدد على أن أنقرة تحترم وحدة أراضي سوريا وهدفها "محاربة الإرهاب فقط" على حد قوله، مبينًا في الوقت ذاته أنه "من خلال الجهود التي ستبذل في الأيام المقبلة يمكن تقديم إسهامات جادة لإحلال السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة".

لفت آكار في تصريح إلى وسائل إعلام تركية إلى ضرورة حل الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف، وفق القرار الأممي رقم 2254.

وساطة روسية

وتتوسط روسيا بين البلدين لحل الخلاف بينهما، وقد تم التوصل إلى اتفاق إلى عقد لقاء بين وزراء خارجيتي البلدين سوريا وتركيا، في بلد ثالث ربما تكون روسيا.

وتحتل تركيا مساحات شاسعة من أراضي الشمال السوري، وسعت خلال الفترة القليلة الماضية إلى توسيع احتلالها في الشمال السوري إلا أن روسيا وأمريكا وإيران سجلوا اعتراضهم على ذلك مما حال دون إتمام العملية التركية.      

موسكو التي استضافت اللقاء الذي جمع وزير الدفاع التركي ونظيره السوري ورئيسي استخبارات البلدين هاكان فيدان وعلي مملوك بمشاركة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، قالت وزارة دفاعها إن المحادثات ناقشت حل الأزمة السورية وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في سوريا.

بدورها أفادت وزارة الدفاع السورية بأن "الجانبين بحثا ملفات عدة وكان اللقاء إيجابيًا"، مشيرة إلى أن جميع الأطراف أكدوا ضرورة وأهمية استمرار الحوار المشترك من أجل استقرار الوضع في سوريا والمنطقة.

ووفق “إندبندنت عربية”، فقد سربت مصادر تركية معلومات مفادها بأن وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا اتفقوا في موسكو على تشكيل لجنة ثلاثية مشتركة وأن الاجتماع الثلاثي بحث فتح الطرق الدولية والسماح للبضائع التركية بالمرور عبر الأراضي السورية، إضافة إلى ذلك اتفق المتباحثون على آلية مشتركة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين بعد توفير أرضية مناسبة، كما أن الاجتماع في موسكو بحث أيضًا تصورًا يضع حدًا لوجود قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال سوريا.

انسحاب تركي

وفي الوقت ذاته أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو عن استعداد أنقرة لنقل سيطرة المناطق التي تحتلها في أعقاب عملياتها العسكرية في شمال سوريا وشمال شرقها إلى النظام السوري "في حال توافر الاستقرار السياسي في البلاد مع ضمان عودة اللاجئين".

بعد ذلك جاءت تسريبات من مصادر في دمشق لتوسع دائرة انقشاع الغموض عن الاجتماع الذي يمثل الاختراق الأبرز بين تركيا وسوريا منذ 11 عامًا ونقلت تلك المصادر أن "أجواء اللقاء الثلاثي الذي عقد في موسكو وبرعاية روسية كان ثمرة اجتماعات عدة عقدت من قبل بين أجهزة الاستخبارات في البلدين"، مضيفة أن "هذا اللقاء ما كان ليتم من دون أن تكون هناك نقاط عدة تم الاتفاق عليها بين الجانبين وبما يلبي مصلحة دمشق وشروطها، ومن أهمها انسحاب القوات التركية من كل الأراضي السورية".

المصدر أكد أن التقارب السوري- التركي تم التمهيد له بشكل كبير في الإعلام التركي، لا سيما المقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان، "فعلى مدى أشهر نشرت الأخبار والمقالات والتحليلات التي تؤكد أن مصلحة تركيا أتت نتيجة التغيرات السياسية والتحولات العالمية في التقارب والمصالحة مع دمشق ولا بد من وضع حد للخلافات والتوصل إلى حلول تخدم مصالح المنطقة".

مصير قسد

بينما كان التسريب الأبرز من قبل المصادر السورية الذي يعد موقفًا جديدًا لدمشق من حيث مصطلح تسمية قوات سوريا الديمقراطية مفاده بأن الأطراف المجتمعة أكدت أن مجموعة  PKK  حزب العمال الكردستاني في إشارة إلى "قسد" هي "ميليشيات عميلة لأميركا وإسرائيل وتشكل الخطر الأكبر على سوريا وتركيا"، وتصر أنقرة دائمًا على ربط "قسد" بالحزب الكردستاني، وأعلنت أنه سبب لجميع عملياتها العسكرية في سوريا منذ عام 2018.

إلى جانب ذلك، فإن ما اتفق عليه خلال اجتماع موسكو ستتم متابعته من خلال لجان مختصة شكلت من أجل ضمان حسن التنفيذ وأن اجتماعات لاحقة ستعقد بين الطرفين من أجل مزيد من التنسيق، بحسب تلك التسريبات.

من جهتها حذرت الإدارة الذاتية على لسان الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية بدران جيا كرد في تصريح سابق إلى "اندبندنت عربية" من انهيار الآليات المشتركة الحالية حول ضمان الاستقرار وخفض التصعيد في حال حدوث أي اتفاقات من شأنها أن تهدد مناطق شمال سوريا وشرقها، الأمر الذي يفتح المجال لمرحلة جديدة من الصراع في حال حدوث اتفاقات بين أنقرة ودمشق من دون مراعاة الأوضاع التي تعيشها مناطق الإدارة الذاتية.