اجتماع لخارجية سوريا وتركيا منتصف يناير الجاري يمهد لقمة "أردوغان والأسد"
في تطور جديد بشأن إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا التي تحتل مساحات شاسعة في الشمال السوري، يعقد لقاء بين وزراء خارجية تركيا وروسيا والنظام السوري في النصف الثاني من يناير الجاري، كما أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في خطوة جديدة للتقارب الذي بدأ بين أنقرة ونظام الأسد.
أوغلو قال لصحافيين وفق ما نقلت محطة "أن تي في" التلفزيونية التركية "قررنا عقد اجتماع ثلاثي في النصف الثاني من يناير، وقد يعقد الاجتماع في بلد آخر".
وكان اجتماع ثلاثي عقد الأربعاء في موسكو بين وزراء الدفاع التركي والسوري والروسي، هو الأول منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، التي تسببت بتوتر كبير في العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار منتصف ديسمبر إلى أنه قد يلتقي الأسد بعد اجتماعات على مستوى وزيري الدفاع ثم الخارجية.
وتركيا البلد المجاور لسوريا تعد أبرز داعمي المعارضة السياسية والعسكرية منذ اندلاع النزاع.
وبحسب المحللين تسعى موسكو لتحقيق تقارب بين هذين البلدين الحليفين لها، اللذين يوحدهما "عدو" مشترك هو القوات الكردية الموجودة في شمال سوريا، التي تصنفها أنقرة بـ"الإرهابية" وتحظى بدعم واشنطن.
وشنت أنقرة سلسلة من الغارات الجوية نهاية نوفمبر الماضي على مواقع للمقاتلين الأكراد في شمال سوريا، مهددة بعملية برية جديدة بعد العمليات الثلاث التي شنت منذ عام 2016.
وشهدت سوريا مطلع عام 2011 تظاهرات ضد الحكومة سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح وتر بشكل كبير العلاقات بين النظام السوري وأنقرة.
مع بدء النزاع عارضت تركيا بشدة النظام السوري ودعمت فصائل سورية معارضة واستقبلت نحو أربعة ملايين لاجئ سوري.
وتسبب الصراع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارًا هائلًا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
لكن تركيا التي تنشر قوات في سوريا حاليًا، غيرت في الآونة الأخيرة موقفها حيال النظام السياسي الراهن في خضم مساع تبذلها أنقرة لتعزيز علاقاتها مع البلدان العربية.
وفي الأعوام الأخيرة وصف أردوغان مرارًا الأسد بأنه "قاتل"، لكنه أشار الشهر الماضي إلى "إمكان" عقد لقاء معه.