أرضية مشتركة بين الروس والأتراك والسوريين ضد دور الأكراد وواشنطن في سوريا
توقعت صحيفة آراب ويكلي، التي تصدر في لندن، أن تؤتي اجتماعات وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا ثمارها في الأسابيع القليلة المقبلة، في أعقاب اجتماع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان بكل من وزير الدفاع السوري علي محمود عباس ورئيس المخابرات السورية علي مملوك في موسكو إلى جانب وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو.
وأعلنت وزارتا الدفاع التركية والروسية إن وزراء دفاع تركيا وسوريا وروسيا أجروا محادثات لم يعلن عنها من قبل في موسكو وكان هذا أول اجتماع من نوعه على المستوى الوزاري بين الخصمين تركيا وسوريا منذ اندلاع الصراع السوري قبل 11 عاما وجرت المباحثات في "جو إيجابي".
ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين قولهم إن محادثات موسكو التي عقدت برعاية روسية، كانت خطوة نحو إيجاد أرضية مشتركة في سوريا، وهو ما قد يعني المزيد من محاصرة الجماعات الكردية واحتواء الوجود الأمريكي في شمال سوريا، وخلال محادثاتهما في موسكو، تطرقت المباحثات لكافة أبعاد "الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين وجهود الكفاح المشترك ضد التنظيمات الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية"، واتفق وزراء الدفاع على مواصلة عقد هذه الاجتماعات الثلاثية.
وأشار البيان القصير إلى أن الأطراف أشارت إلى "الطبيعة البناءة للحوار وضرورة مواصلته من أجل زيادة استقرار الوضع" في سوريا والمنطقة ككل ولم يذكر أي تفاصيل أخرى.
تأتي المحادثات في موسكو في أعقاب تحذيرات متكررة من تركيا من توغل بري جديد في سوريا بعد تفجير مميت في إسطنبول الشهر الماضي.
وألقت السلطات التركية باللوم في الهجوم على حزب العمال الكردستاني المحظور، وعلى وحدات حماية الشعب التي تتخذ من سوريا مقرًا لها، أو وحدات حماية الشعب.
كلا المجموعتين نفت تورطها كما تأتي الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة التركية السورية أيضًا في الوقت الذي يتعرض فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - الذي يواجه انتخابات رئاسية وبرلمانية في يونيو المقبل - لضغوط شديدة في الداخل لإعادة اللاجئين السوريين وتتصاعد المشاعر المعادية للاجئين في تركيا وسط أزمة اقتصادية طاحنة وانخفاض الليرة لمستويات قياسية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال أردوغان إنه اقترح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد سلسلة من الاجتماعات الثلاثية بين وزراء روس وسوريين وأتراك يمكن أن تتوج باجتماع قمة يجمع قادة الدول الثلاث كما قال إنه يريد لقاء الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول محللون إن تركيا تسعى من خلال التقارب مع دمشق إلى تهدئة التوترات الإقليمية وتحسين حظوظها الانتخابية إذا تم تحقيق بعض التقدم في التعامل مع قضية اللاجئين السوريين وبعض أحزاب المعارضة التركية تلقي باللوم على اللاجئين السوريين في تركيا في تدهور الأوضاع الاقتصادية في بلادهم كما يخشى أردوغان، الذي سيخوض انتخابات رئاسية العام المقبل، من تقلص قاعدة دعمه في الداخل وسط ارتفاع معدلات التضخم وتصاعد التوترات الإقليمية.
كما تريد أنقرة إنشاء منطقة عازلة حيث يمكنها إعادة توطين حوالي مليون لاجئ سوري داخل الأراضي السورية، وكذلك التعامل مع تحدي حزب العمال الكردستاني والذي يمثل أيضًا قضية انتخابية حساسة ويعتقد خبراء إقليميون أن الحكومة التركية، المحبطة من استمرار الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردي في مناطق شرق الفرات، قررت المضي قدمًا في الاقتراح الروسي للمناقشات بين أنقرة والنظام السوري.
وتأمل أنقرة في التوصل إلى تفاهم مع دمشق بشأن بعض القضايا التي تهمها بعد أن فشلت في الفوز بالموافقة الروسية على عملية عسكرية تركية أحادية الجانب في شمال سوريا.
من ناحية أخرى، تأمل روسيا في الاستفادة من حاجة أردوغان لنتائج ملموسة قبل الانتخابات، من أجل الدفع باتجاه تحول ملموس في السياسات التركية في سوريا من شأنه تهميش فصائل المعارضة السورية التي كانت تحاول الإطاحة بالأسد ولطالما نددت دمشق من جانبها بسيطرة تركيا على مساحات من الأراضي في شمال سوريا تم الاستيلاء عليها في توغلات عسكرية تركية شنتها منذ 2016 لطرد الجماعات الكردية من الحدود.