موسكو تغري أوروبا بـ“خط أنابيب ياما” وتحويل تركيا لمركز إقليمي للغاز الروسي
على الرغم من اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارًا بتحديد سقف لسعر النفط والغاز الروسي، مما أثار غضب موسكو، وهددت بخفض انتاجها إلا أن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أكد استعداد بلاده استئناف إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز يامال – أوروبا، الذي توقف عمله في وقت سابق لأسباب سياسية.
كان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان قد أوعزا، في وقت سابق، بالعمل بسرعة على قضية إنشاء مركز للغاز الروسي في تركيا.
فكرة المشروع
وتكمن فكرة إنشاء مركز للغاز الروسي في تركيا، حول تحويل مسار الغاز الطبيعي الروسي من خطوط أنابيب "السيل الشمالي" إلى منطقة البحر الأسود وتركيا، إذ يعتبر أردوغان أن بإمكان أوروبا أن تحصل على الغاز الروسي عبر تركيا.
نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أشار أيضا إلى أن موسكو مستعدة أيضا للتفاوض على زيادة الإمدادات عبر تركيا بعد إنشاء "مركز الغاز" في هذا البلد.
ووفق "روسيا اليوم" أضاف نوفاك في مقابلة مع وكالة "تاس": "تظل السوق الأوروبية ذات أهمية مع استمرار نقص الغاز، ولدينا كل الفرص لاستئناف عمليات التوريد. على سبيل المثال، لا يزال خط أنابيب يامال - أوروبا، الذي تم إيقافه لأسباب سياسية، غير مستخدم."
ولفت نائب رئيس الوزراء إلى أن "السيل التركي" يعمل حاليا بكامل طاقته، ويقوم عبر أوكرانيا بمد أوروبا بـ 42 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، أي حوالي ثلث كميات الضخ المنصوص عليها في العقد.
وأردف قائلا: "نحن الآن نناقش أيضا تنفيذ كميات إضافية من إمدادات الغاز عبر تركيا بعد إنشاء مركز هناك، كما أن العمل النشط جار مع الدول التي ستشارك في تنفيذ هذا المشروع، وكذلك مع المستهلكين المحتاجين إلى الغاز الروسي ".
مركز الغاز الروسي بتركيا
وخلال وقت سابق، صرح وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونمز، بأن تركيا تتوقع بدء العمل في تنفيذ مشروع "مركز الغاز"، الذي اقترحته روسيا اعتبارا من بداية العام 2023.
قال دونمز في مقابلة مع قناة "إن تي في": "بحلول نهاية العام، نعتزم اتخاذ قرار بشأن خارطة الطريق. ومن بداية عام 2023 البدء في تنفيذ العمل بالمشروع".
ووفقا للوزير التركي فإن أنقرة تجري سلسلة من المفاوضات مع موردي الغاز المحتملين لضمان أمن الطاقة في أوروبا وتوازن السوق من خلال هذا المشروع.
وكان الوزير التركي دونمز قد أفاد سابقا أن مركز توزيع الغاز في إطار مشروع مركز الغاز المقترح من روسيا سيكون في تراقيا، الجزء الأوروبي من البلاد.
تحديات أمام أوروبا
وعلى الرغم من أن أوروبا تحاول التخلي التدريجي عن النفط والغاز الروسي، بعدما بدأت روسيا تستغله بشكل كبير كسلاح استراتيجي لها، تبتز من خلاله أوروبا وأمريكا، إلا أن خطة التخلي ليست بالسهولة؛ لكون الخطة تواجهها الكثير من المعوقات، بينها أن البديل الذي من المرجح أن يسد الفجوة التي كانت تملأها روسيا ليس جاهزًا بشكل كامل في الوقت الحالي.
كما أن البنية التحتية في أوروبا مجهزة فقط لاستقبال الغاز الروسي في حالته الأصلية (الغازية)، أما البديل فهو غاز مسال، ربما من قطرأو إيران إذا ما تم رفع العقوبات عنها، أو من الاكتشافات الواعدة في شرق المتوسط، والبنية التحتية في أوروبا ليست مهيئة لاستقبال الغاز المسال.
إن تصريحات روسيا حول إمكانية إعادة تفعيل خط أنابيب الغاز "يامال – أوروبا" محاولة لتحقيق مكسب إضافي عبر زيادة احتياج أوروبا من الغاز مع دخول فصل الشتاء بقوة.
وكما أن رفض العديد من دول أوروبا التماهي مع دعوات مقاطعة النفط والغاز الروسي ربما يشجع موسكو على خططها التوسعية فيما يخص الغا، وربما تكون تركيا هي من بين أكثر الرابحين إزاء ذلك السيناريو، لكونها ستحصل على الغاز الروسي بأسعار تفضيلية كما أنها ستتمتع بهامش ربح لكونها دولة ترانزيت للغاز الروسي.