بعد تنفيذ غارات عنيفة على كامل أوكرانيا.. بوتين يبادر للتفاوض لحلول مقبولة
تطورات متلاحقة تشهدها الحرب الروسية على أوكرانيا، فبينما أعلنت السلطات الفي كييف زوال الخطر بعد سلسلة غارات عنيفة على أنحاء البلاد كافة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه مستعد للتفاوض بشأن أوكرانيا مع جميع أطراف النزاع، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة تحد إن الأوكرانيين سيصنعون بأنفسهم معجزة عيد الميلاد هذا العام بإظهار عدم خضوعهم على الرغم من الهجمات الروسية التي أغرقت الملايين في الظلام.
مقترح روسي
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده مستعدة للتفاوض مع كل أطراف الصراع الأوكراني بيد أن كييف وداعميها الغربيين رفضوا الانخراط في محادثات.
ووفق وكالة “رويترز” تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير في أشد الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962.
ولا تلوح في الأفق حتى الآن أي بادرة أمل على نهاية الحرب بين الطرفين.
ويقول الكرملين إنه سيقاتل حتى تتحقق جميع أهدافه بينما تقول كييف إنه لن يهدأ لها بال حتى ينسحب آخر جندي روسي من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
وقال بوتين في مقابلة مع قناة روسيا 1 الرسمية اليوم الأحد: "نحن مستعدون للتفاوض مع كل الأطراف المعنية بشأن حلول مقبولة، لكن الأمر يعود لهم، لسنا من يرفض التفاوض لكن هم من يرفضونه".
وقال إن بلاده تتحرك "في الاتجاه الصحيح" في أوكرانيا نظرا لأن الغرب بقيادة الولايات المتحدة يحاول تقسيم روسيا.
وأردف "أعتقد أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح، ندافع عن مصالحنا الوطنية ومصالح مواطنينا وشعبنا. وليس لدينا خيار آخر غير حماية مواطنينا".
ثمن الحرية الباهظ
بدوره، قال الرئيس زيلينسكي، في حديث جاء مع مرور عشرة أشهر على بدء الروس حربا أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، أنه في حين تأتي الحرية بثمن باهظ، فإن العبودية تكلف أكثر.
أضاف "لقد تحملنا في بداية الحرب، صمدنا أمام الهجمات والتهديدات والابتزاز النووي والترهيب والضربات الصاروخية. سوف نتحمل هذا الشتاء لأننا نعرف ما الذي نقاتل من أجله".
ووفق وكالة الأنباء الدولة فقد ألحقت هجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ أكتوبر أضرارا جسيمة بنظام توليد الطاقة، مما يتسبب من وقت لآخر في ترك مدن رئيسية بدون مياه أو تدفئة.
وأدلى زيلينسكي بتصريحاته في خطاب مصور وجهه إلى الأوكرانيين الذين يحتفلون بعيد الميلاد في ديسمبر. ومعظم
الأوكرانيين مسيحيون أرثوذكس ويحتفلون بهذه المناسبة في أوائل يناير.
وقال زيلينسكي "حتى في الظلام الدامس، سنجد بعضنا البعض ونعانق بعضنا البعض بقوة. وإذا لم تكن هناك تدفئة، فسوف نحتضن بعضنا البعض لفترة طويلة".
تابع "سنبتسم ونكون سعداء، كما هو الحال دائما. هناك فرق واحد هو أننا لن ننتظر حدوث معجزة، لأننا سنصنعها بأنفسنا".
تم تصوير المقطع، الذي استمر أقل بقليل من تسع دقائق، في الخارج ليلا مع القليل من الأضواء البيضاء وشجرة عيد الميلاد في الخلفية.
وقال زيلينسكي إن القوات الأوكرانية تخوض معارك في منطقة دونباس بشرق البلاد بينما يعيش آخرون في المنفى في الداخل والخارج، بعد أن فروا من الروس.
أضاف، مشيرا إلى احتلال روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، "إننا نحاربهم منذ أكثر من 300 يوم وثماني سنوات. هل سنسمح لهم بتحقيق ما يريدون؟".