الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

على خطى طالبان.. الحوثيون يشددون القيود على المرأة اليمنية

الرئيس نيوز

كانت الطالبة اليمنية عبير المقطري تحلم بالدراسة في الخارج، ولكن وسط تشديد القيود ضد النساء، على غرار ما تفعله الأنظمة الدينية في إيران وأفغانستان، منعتها قوات الحوثي من مغادرة اليمن.

وسلطت صحيفة آراب ويكلي الضوء على شكاوى السكان والنشطاء اليمنيين بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران، والذين سيطروا على أجزاء من أفقر دولة في العالم العربي منذ الاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء في 2014، إذ يفرضون بشكل متزايد قيودًا على سفر النساء خلال الأشهر الثمانية الماضية.

وكانت عبير المقطري، البالغة من العمر 21 عامًا، من مدينة تعز جنوب غرب اليمن، تستعد للدراسة في مصر ولكنها مُنعت من مغادرة مطار صنعاء دون ولي أمرها، أو محرم.

وقالت للصحيفة، التي تتخذ من لندن مقرًا لها: “حصلت على منحة دراسية في القاهرة لكن الحوثيين لم يسمحوا لي بالسفر عبر مطار صنعاء”.

وأضافت “اعتقدت بعد ذلك أنني سأحاول السفر عبر مطار عدن الذي تسيطر عليه الحكومة، لكن الحوثيين منعوني أيضًا من الوصول إليه”.

تجدر الإشارة إلى أن المجتمع اليمني، على الرغم من كونه محافظًا بشدة، فقد سمح تقليديًا بمساحة للحريات الفردية لا سيما فيما يتعلق بالدراسة وإتمام المرحلة الجامعية ولكن هذا كله يتغير في ظل حركة الحوثي، التي تأسست بهدف الضغط من أجل حكم ديني.

وفي الآونة الأخيرة، شدد الحوثيون على النساء اللواتي يسافرن دون "محرم" - أو قريب ذكر - حتى داخل اليمن وتُحرم النساء في معقل المتمردين الشمالي الغربي من صعدة من وسائل منع الحمل إذا لم يكن لديهن روشتة طبية وفي صعدة وبعض البلدات الصغيرة، لا تستطيع النساء الانتقال بمفردهن بعد حلول الظلام، حتى في حالات الطوارئ الطبية، بينما تقوم قوة شرطة نسائية بالكامل تسمى "الزينبيات" بفرض الانضباط ومع ذلك، هناك العديد من الأمثلة على النساء اللاتي يشتكين ويرفضن، خاصة في المدن الكبرى، وقالت المقطري "بصفتي امرأة يمنية، أشعر أن جميع حقوقي وحرياتي تُسرق مني".

سابقة "خطيرة"

ينتمي الحوثيون، من شمال اليمن الجبلي، إلى الأقلية الزيدية، وهي فرع من الإسلام الشيعي الذي يشكل أكثر من ثلث السكان الذين يشكلون الأغلبية السنية في البلاد وظهرت القوة المتشددة في التسعينيات، وانتشرت بسبب الإهمال المزعوم لمنطقتهم وهم يقاتلون تحالفا مؤيدا للحكومة تقوده السعودية منذ عام 2015، وهو الصراع الذي خلف مئات الآلاف من القتلى والملايين على شفا المجاعة.

والقيود المفروضة على حريات المرأة، وهي المراسيم الموازية الصادرة عن حركة طالبان الأصولية في أفغانستان، ليست جزءًا من القانون اليمني ويتم فرضها بشكل تعسفي من خلال توجيهات الميليشيات.

وقالت رضية المتوكل، المؤسسة المشاركة في منظمة مواطنة اليمنية الحقوقية، إن القيود المفروضة على السفر تشكل سابقة "خطيرة للغاية" وتؤثر بشكل غير متناسب على النساء اللائي لديهن وظائف.

وأشارت المتوكل "هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها قرار يقيد حرية حركة المرأة من جهة رسمية".

 وذكرت بلقيس اللاحبي، مستشارة النوع الاجتماعي في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، أن القيود تهدف إلى إرضاء أكثر الفروع تطرفًا في حركة الحوثيين وممارسة السيطرة السياسية.

وتابعت: "إنهم يستوحون من كل من النموذج الإيراني ونموذج طالبان لإسكات كل معارضة وإخضاع المجتمع"، ولكن رضية المتوكل ترجح أن السكان في المدن الكبرى يقاومون "محاولات إضفاء الطابع الطالباني على المجتمع في اليمن"، مما يسلط الضوء على سكان صنعاء الأصغر سنًا والأكثر تحديًا.

وأُجبرت الشابة اليمنية عائشة أحمد على إغلاق صالون التجميل الخاص بها وصالة الألعاب الرياضية في صنعاء لأشهر بعد أن أغلق الحوثيون حمامات السباحة ومرافق اللياقة البدنية وغيرها من الشركات التي تقدم خدماتها للنساء حصريًا خلال فصل الصيف وبعد تكرار الشكاوى والضغط على وسائل التواصل الاجتماعي، سُمح لها بإعادة فتح صالونها، لكن ليس الصالة الرياضية.

وذكرت أن "ثمانية موظفين فقدوا وظائفهم" وفي مدينة الحديدة الغربية، الخاضعة أيضًا لسيطرة الحوثيين، كان على صاحبة مقهى للنساء القتال من أجل البقاء في العمل.

وقالت السيدة البالغة من العمر 38 عاما، والتي طلبت عدم ذكر اسمها بسبب مخاوف أمنية، "قلنا لهم إننا مستعدون لاحترام جميع ظروفهم" وفي صنعاء، أدى الاحتجاج على حظر اختلاط الرجال والنساء في حفلات التخرج وفي المطاعم، وكذلك حظر الموسيقى خلال بعض الأحداث، إلى إجبار السلطات على التراجع، ويبدو على حد وصف رضية المتوكل أنها "معركة طويلة الأمد، ولا نعرف من سيفوز.. لأنه في النهاية، الشعب اليمني منهك للغاية".