الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

سوشيال ميديا لأغراض حربية.. "تويتر" شارك في جهود الدعاية للبنتاجون في الشرق الأوسط

الرئيس نيوز

كشف تحقيق صحفي نشره موقع صحيفة "إنترسبت" الأمريكية أن تويتر ساعد بشكل كبير وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، على تنفيذ حملة بروباجندا خفيَّة، تستهدف بأخبار زائفة المتلقي العربي من أجل تلميع صورة دور الجيش الأمريكي في المنطقة، عبر حسابات وهمية تُدار كلها بمعرفة الإدارة الأمريكية.

وفي شهر أغسطس 2022، شنّت شركة تويتر أول حملة تطهير واسعة ضد الحسابات المروجة لبروباجندا الحكومة الأمريكية خارج الولايات المتحدة، هذه الحملة التي دامت لقرابة شهرين، مكّنَت إدارة الموقع من حذف وتقييد عشرات حسابات الأخبار الزائفة، التي كانت تستهدف بشكل أساسي المستخدمين في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

ووفق الناطق باسم "مرصد ستانفورد للإنترنت"، المؤسسة التي شاركت في حملة تطهير تويتر، فإنه "ليس هناك المعلومات اللازمة لإسناد هذا النشاط إلى دولة أو منظمة واحدة، ما هو واضح أن النشاط يهدف إلى تعزيز المصالح الغربية، بما في ذلك مصالح الولايات المتحدة وحلفائها".

وتصوّر هذه الحملة إدارة تويتر في مظهر الحريص على محاربة المعلومات المظللة والمحتوى الزائف، فيما كانت نفس الإدارة وراء الكواليس تساعد هذه الحسابات المرتبطة بأجهزة حكومية أمريكية، على رأسها البنتاجون. وهو ما يكشفه تحقيق جديد للصحيفة، فاضحًا العلاقات الوطيدة التي ربطت موقع التواصل الاجتماعي بوزارة الدفاع الأمريكية.

حسابات البنتاجون على "اللائحة البيضاء"

بعد إتمام الملياردير الأمريكي إيلون ماسك صفقته لشراء عملاق التواصل الاجتماعي تويتر، عمد إلى فتح أرشيفات الموقع للعموم، في إطار حملة روّج أنها خطوة نحو رجوع المنصة أكثر شفافية، وهي الفرصة التي سمحت لصحفيي "Intercept" بالدخول إلى تلك الأرشيفات، والكشف عمَّا سعت إدارة تويتر لدفنه عن علاقاتها بالبنتاجون.

وبعد معاينة وثائق داخلية للمنصة ومراسلات سرية، خلص التحقيق إلى أن "تويتر كان يساعد البنتاجون طوال خمس سنوات على الأقلّ"، هذه المساعدة التي تمثّلَت في دعم وتوثيق حسابات تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، كانت تستخدمها في استهداف الجمهور العربي بحملة بروباجندا خفية، تهدف إلى تلميع أدوار الجيش الأمريكي في المنطقة ومهاجمة خصوم أمريكا هناك.

وكشفت مراسلات يعود تاريخها إلى عام 2017، بعث بها ناثانيال كاهلر، الذي كان وقتها موظفًا في القيادة العامة للجيش الأمريكي، لإدارة تويتر، طلب البنتاجون من المنصة إدراج مجموعة حسابات ناطقة بالعربية تابعة له تحت تصنيف "اللائحة البيضاء"، أي الحسابات التي تدعم تويتر محتواها وتُظهِره على نطاق واسع للمستخدمين في المناطق المستهدفة.

هذه الحسابات التي كانت في الأول تظهر ارتباطها بالوزارة الأمريكية، لكن سرعان ما غيّرَت برمجة تلك الحسابات لتُخفِي ذلك الارتباط. ومن بينها حساب كان يرصد أخبار اليمن، وحساب آخر يهتم بقضايا قانونية في الكويت، فيما انتقل حساب من رصد الضربات الجوية في اليمن إلى تمجيد المليشيات الحليفة للجيش الأمريكي في سوريا.