بعد قرارات الفيدرالي.. ما تأثير رفع أسعار الفائدة على الذهب؟
يتعرض سعر الذهب عالميًا في الآونة الأخيرة للضغط بسبب تراجع الطلب وقوة الدولار الأمريكي الذي ينافس الذهب على مكانته كمخزن للقيمة وملاذ استثماري آمن.
وعلى الرغم من احتفاظ الذهب بمكانته لدى المستثمرين الذين يفضلونه كملاذ آمن ومخزن للقيمة، يبدو أن الاقتصاد العالمي يمر بمنعطف مهم وقد يؤدي إصرار البنوك المركزية الرئيسية وعلى رأسها مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا على استمرار تشديد السياسات النقدية وسط التضخم المرتفع إلى إبطاء نمو الاقتصاد العالمي في عام 2023، وعلى هذه الخلفية عادة ما يكون ببطء النمو إيجابيًا بالنسبة للذهب وهذا هو قول التاريخ، وفقًا لموقع كيتكو المتخصص في أسعار الذهب.
ويتعرض سعر الذهب في الوقت الراهن للضغط، لذا فهو يتخذ خط اتجاه حاسم وقد أدى هذا إلى انحياز على الجانب السلبي بينما يقل سعر المعدن النفيس عن 1780 دولارًا أمريكيًا للأوقية، وإذا اقترب من مستوى 1702 دولارًا أمريكيًا فقد تنحدر عقود الذهب المستقبلية أكثر لتصل إلى خطر التراجع إلى منطقة 1670 دولار للأوقية.
ويتماسك سعر الذهب باتجاه أدنى مستويات نطاق له خلال جلسة تداول أمريكا الشمالية، أمس الخميس، بالقرب من 1777.00 دولار للأوقية، وقد انخفض مؤشر الذهب من أعلى مستوى عند 1808 دولارًا أمريكيًا إلى 1.774 دولارًا أمريكيًا بسبب قوة الدولار المستمدة من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس يوم الأربعاء وانخفض الذهب وسط تراجع في طلب المستثمرين كما أثر ارتفاع أسعار الفائدة، من قبل العديد من البنوك المركزية الكبرى، على الذهب في عام 2022.
وتتوقع الأسواق أن يصل سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية الأمريكية إلى ذروته عند 5%، إلا أن التوقف المؤقت في رفع أسعار الفائدة قد يحول معنويات السوق لصالح المعدن النفيس وعلى مستوى التحليل الفني، يقع سعر الذهب في دورة هبوطية ويتقدم من خلال مختلف المقاومات للأعلى في إطار ضغط قصير، وإذا كان بإمكانه التقدم مرة أخرى أعلى من 1800 دولار للأوقية، فستكون هناك احتمالات للاستمرار نحو 1850 دولارًا و1880 دولارًا للأوقية خلال الفترة المقبلة.
على الصعيد الأوروبي؛ شرع البنك المركزي الأوروبي في لعبة طويلة جديدة حيث يتطلع إلى رفع أسعار الفائدة بشكل كبير لخفض التضخم إلى هدف 2%، في حين أن موقف البنك المركزي الذي يتبنى تشديد السياسة النقدية يكون سلبيًا بشكل عام بالنسبة لأسعار الذهب، فإن المعدن الثمين يتمكن من الاحتفاظ بدعم مهم على مسافة تصل إلى 1800 دولار للأوقية حيث أن موقف البنك المركزي الأوروبي يدعم اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد إن البنك المركزي سيواصل رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في المستقبل المنظور وفي الوقت نفسه، سيبدأ البنك المركزي في تقليص ميزانيته العمومية في مارس.
وأضافت في مؤتمر صحفي أمس الخميس “إنها ليست خطوة واحدة 50 نقطة أساس ولدينا الكثير مما ينبغي عمله، ونحن مصممون على خفض التضخم إلى هدفنا البالغ 2%”.