التنافس الصيني الأمريكي.. محلل استراتيجي يوضح دلالات القمة الأفريقية الأمريكية
أكد الدكتور بشير عبد الفتاح؛ الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية، أن هناك رابط مهم بين القمة العربية – الصينية والقمة الأمريكية – الإفريقية، مشيرا إلى أن الرابط هو التنافس الأمريكي الصيني على القارة الأفريقية.
وقال عبد الفتاح في مداخلة هاتفية مع برنامج "المصري أفندي" المذاع على قناة "المحور": "نحن بصدد نظام عالمي ثنائي القطبية؛ النظام الدولي يتشكل إثر حرب عالمية عظمة أو أزمة كبرى؛ الحرب الروسية الأوكرانية هي مواجهة بين روسيا والغرب؛ وعلى اثر هذه الحرب تراجعت روسيا إلى الوراء مفسحة المجال للصين وبتنا أمام نظام عالمي ثنائي القطبية بين الولايات المتحدة والصين".
وأضاف: "القطب العالمي معناه أن يستطيع أن يوجد مصالح على مستوى الكرة الأرضية وفي الفضاء الخارجي وأن يكون لديه القدرة العسكرية على حماية المصالح في الأرض وفي الفضاء والأن أفريقيا جزء مهم من الأرض؛ أفريقيا تعني مواد خام ومواد أولية بالغة الأهمية وهي مواد تستخدم في الصناعات الالكترونية الدقيقة".
وتابع: "أفريقيا غنية بالمياه والأراضي الخصبة للزراعة كما أنها سوق كبير؛ وفي أفريقيا احتاج إلى من يتعامل مع الأزمات والتحديات وأبرزها أزمة الديون؛ القارة الافريقية أكثر بقاع الأرض معناه من الديون سواء لحكومات غربية أو للمنظمات المانحة".
وأكمل: "أفريقيا بحاجة لجدولة الديون أو إسقاط وتجميد الديون بشكل نهائي والأمر الثاني مسألة الفقر والذي يجبر الافارقة على الهجرة سواء إلى أوروبا أو إلى العالم الجديد".".
وعن أسباب مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة قال عبد الفتاح: "مصر صانعة لمبادئ وأسس العلاقات الدولية؛ مصر كانت من الدول التي وضعت ميثاق الأمم المتحدة والدبلوماسية المصرية لديها مدرسة عريقة؛ الرئيس السيسي ذهب إلى واشنطن حاملا هموم مصرية عربية أفريقية وكان لابد من طرح هذه الهموم ومشاركتها مع الجانب الأمريكي".
وأوضح: "الرئيس السيسي طرح مسألة السد الإثيوبي وأيضا مسألة التغيرات المناخية وقضايا التنمية ومحاربة الإرهاب؛ معروف أن التنظيمات الإرهابية التي تلقت ضربات موجعة في سوريا والعراق انتقلت إلى الساحل الافريقي واستطاعت أن تتمركز في هذه البلدان وتستقطب عناصر جديدة وهذا يتطلب دعم ومساعدة أمنية من الولايات المتحدة الامريكية".
واختتم: "هناك 55 مليار دولار سوف تضخها الولايات المتحدة في أفريقيا وهو مبلغ زهيد؛ ونتحدث عن 55 دولة في القارة الأفريقية والقمة لن تكون مجرد دردشة دبلوماسية".
