نيويورك تايمز: المغاربة يمنحون العالم العربي شيئًا يُفرح به مرة أخرى
أداء المغرب المذهل في المونديال، وتقدمه إلى مباراة نصف النهائي مع فرنسا والبهجة العالمية التي أحدثها، كل ذلك كان يمثل لحظة خاصة للمغاربة وغيرهم من أبناء العالم العربي وخارجه.
هذه ليست مجرد قصة كلاسيكية، قصة انتقام الجنوب العالمي ضد القوى الاستعمارية السابقة والأعداء التاريخيين، أو موجة من الفخر العربي والإفريقي والإسلامي، وبعيدًا عن الشعارات القومية، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، يشير أداء المغرب في كأس العالم لهذا العام إلى لحظة خاصة من الوعي الذاتي والتفاؤل غير المحترس التي لم يرها العالم في هذه المنطقة منذ عشر سنوات ويزيد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين من العقلاء يتجنبون الحديث عن مشاعر القومية بناءً على حدث رياضي، ولكن اللحظة التي عاشها العرب والمسلمون أمس الأربعاء تاريخية من التأييد والدعم وتشجيع المنتخب المغربي لكرة القدم.
ورصدت الصحيفة تلك المشاعر الثرية والثمينة التي عاشها المغاربة والعرب على مدار الأسابيع القلية الماضية، فمن المعتاد رؤية مغربي وشك البكاء في بيروت، بين ذراعي نادل في فندق بعد أن تغلب المغرب على إسبانيا بركلات الترجيح بعد مباراة طويلة ومتوترة وبلغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ البطولة، ومن الطبيعي رؤية العشرات بينما يصدرون الصيحات الحماسية والتصفيق لأسود الأطلسي في جميع أنحاء العالم العربي ومعظم أوروبا، وأنطلق عشاق المغرب من جميع الأطياف في سياراتهم واحتفلوا حتى وقت متأخر من الليل مع الأصدقاء والزملاء والأقارب وكتبت ملايين الرسائل النصية وصدرت ملايين المكالمات الهاتفية للتهنئة بما أحرزه المنتخب المغربي.
ورصدت الصحيفة مشاهد احتفال من أماكن دمرتها الحرب مثل غزة وتصريحات لعدد لا يحصى من المسؤولين من الحكومات والمنظمات الدولية يقدمون التهنئة وفي عمان، العاصمة الأردنية، قامت الشركات بتغيير إعلاناتها محاولة جني الأموال من الهوس بالمغرب وطرحت المحلات "خصم المغرب" على عدد كبير من المنتجات، وبالنسبة للمغاربة، هذه ليست مجرد شوفينية عادية. لقد عملت البلاد بجد من أجل ذلك، حيث أصلحت اتحاد كرة القدم منذ أكثر من عقد واستثمرت أكثر في لاعبيها ويمكن لوليد الركراكي، المدرب العاقل، أن يشرح ببلاغة كل قرار من قراراته مع تحليل دقيق لنقاط القوة والضعف لدى الفريقين المنافسين.
واختتمت الصحيفة تقريرها مؤكدة أن المغرب لم يكن محظوظًا فقط بإدارة قوية لاتحاد الكرة، بل كان محظوظًا كذلك بهذه الروح العربية الدافعة للأمام، واتسم بأنه منتخبه واثق، وذكي، وصارم، ومجتهد، ومرح ومنفتح وكلها صفات يتمنى كل عربي أن يتسم بها شخصيًا.