الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تحليل| السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط: "لم ينجح أحد"

الرئيس نيوز

أكد تحليل نشرته صحيفة "ألجمينر جورنال" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتخلف عن تحقيق أهدافها، خاصة ‏في الشرق الأوسط، وقد تغلب ضجيج زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج الأخيرة إلى المملكة العربية ‏السعودية، وقارنه المحللون بالاستقبال الفاتر للرئيس الأمريكي عندما ذهب في رحلته الأخيرة ‏إلى جدة في يوليو لإصلاح العلاقات المتوترة مع المملكة، ويبدو أن مواقفه تخلق الفرصة تلو ‏الأخرى لبكين.

وذكرت الصحيفة: “يبدو أن الصين تقوم بمهمة طويلة المدى، من أجل مصلحتها الخاصة، ولإحباط ‏وتشويش الأهداف الأمريكية في أوراسيا وتضفي مبيعات الأسلحة الصينية في الشرق الأوسط والقواعد ‏العسكرية المطروحة والعقود الآجلة والمشتريات المقومة باليوان أبعادًا عسكرية ومالية للمنافسة الصينية ‏الأمريكية في الخليج”.

وفقًا للباحث لوسيل جرير في كتاب نشر للتو بعنوان "الولايات المتحدة ليست ‏مستعدة لمواجهة هذا التحدي": من المؤكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لن يغفر لبايدن العديد من المواقف السابقة، ومع ذلك، فإن ‏زيارة شي، على الرغم من الطموحات الصينية طويلة الأجل، كانت تهدف إلى حد كبير إلى تعزيز يد ‏الخليج في المطالبة بتوضيح التزام الولايات المتحدة المستقبلي بأمن الخليج وبالنظر إلى العداء الشخصي ‏بين محمد بن سلمان وبايدن، فقد تركت السعودية للإمارات العربية المتحدة في المقام الأول توضيح ما يريده ‏الخليج من الولايات المتحدة.

في حديثه قبل ثلاثة أسابيع من زيارة الزعيم الصيني، قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس ‏الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد، إن “علاقتنا الأمنية الاستراتيجية الأساسية لا تزال بلا لبس ‏مع الولايات المتحدة ومع ذلك فمن الأهمية بمكان أن نجد طريقة لضمان أنه يمكننا الاعتماد على هذه ‏العلاقة لعقود قادمة من خلال التزامات واضحة ومقننة وغير قابلة للنقاش”. ومن أجل معالجة أزمة الثقة ‏الماثلة، سيتعين على الولايات المتحدة أن تستجيب بشروط إيجابية وملهمة لمطلب الدكتور أنور قرقاش.‏

وكشف شي فهمه لفعالية الانتباه لمخاوف الخليج عندما وافق خلال زيارته على بيان مشترك شدد على ‏الحاجة إلى "تعزيز التعاون المشترك لضمان الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي" وضرورة احترام ‏إيران "مبادئ حسن الجوار "، وكان الاعتراف متماشيًا مع السياسة الصينية، لكنه كان بمثابة طمأنة ‏للمملكة العربية السعودية بالنظر إلى علاقات الصين الوثيقة مع إيران ومن ناحية أخرى، لطالما واجهت ‏الولايات المتحدة الطموحات الإيرانية.‏

ومنذ ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، أثارت الولايات المتحدة الشكوك في الشرق الأوسط من خلال ‏حديثها عن التحول إلى آسيا وتركيز بايدن على المحيطين الهندي والهادئ ومع وجود جميع الأطراف - ‏الخليج والولايات المتحدة والصين - في اتفاق أساسي بشأن الحفاظ على البنية الأمنية الحالية للشرق ‏الأوسط، من المحتمل أن تكون المبيعات العسكرية الصينية والتعاون النووي والتكنولوجيا، ولا سيما ‏التطبيقات النووية والعسكرية وذات الغرض المزدوج على خطوط المواجهة الرئيسية في المنافسة ‏الإقليمية بين الولايات المتحدة والصين.‏

في حين أن الولايات المتحدة تهيمن عسكريًا على المنافسة مع الصين، إلا أنها لم تجد طريقة فعالة ‏للاستفادة من مكانتها تلك، وإلى حد ما، تتعثر الولايات المتحدة بسبب شروطها المبررة بشأن مبيعات ‏الأسلحة التي منعتها من بيع طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية متطورة إلى المملكة العربية ‏السعودية؛ هذه هي المناطق التي غزت فيها الأسلحة الصينية المملكة ومع ذلك، فإن أمريكا لديها ‏أوراق رابحة يمكنها لعبها.‏

إلى جانب الاتفاق على أن للولايات المتحدة دورًا أساسيًا تلعبه ومبيعات الأسلحة، فإنها وليس الصين هي التي تساعد المملكة العربية السعودية في استكمال إصلاح هيكلها الدفاعي والأمن ‏القومي، وهو الإصلاح العسكري الأكثر جذرية منذ تأسست المملكة عام 1932 وتهدف هذه الإصلاحات ‏إلى تمكين المملكة من الدفاع عن نفسها، واستيعاب واستخدام أنظمة الأسلحة الأمريكية، وتقديم إسهامات ‏عسكرية ودفاعية ذات مغزى للأمن الإقليمي، وفقًا للمحلل السياسي والعسكري والمسؤول السابق في ‏البنتاجون، بلال صعب الذي أكد: "من خلال الإصلاح الدفاعي، لدى إدارة بايدن فرصة لإشراك ‏السعوديين في مسائل الأمن القومي الحساسة مع حماية المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة والسعودية ‏فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي الحساسة مع الحفاظ على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة واحترام ‏القيم الأمريكية"، مشيرًا إلى أنه من الحكمة تعزيز المساعدة الأمريكية التي لا تثير الجدل السياسي، ولا ‏تكلف أموال دافعي الضرائب الأمريكيين الكثير، ولا تتطلب وجودًا أمريكيًا كبيرًا على الأرض"، وحتى ‏الآن، استمرت المساعدة الأمريكية دون انقطاع على الرغم من التوترات في العلاقات الأمريكية السعودية.‏