البنك الدولى: تحول مصر لوسائل النقل الكهربائية يسهم فى تحسين جودة الهواء
أوضح تقرير صادر عن "البنك الدولى" أن الفوائد البيئية المرتبطة بالحد من تلوث الهواء المحلى أكثر أهمية، من تلك المرتبطة بالتخفيف من تغير المناخ العالمى فى بعض الاقتصادات الناشئة، حيث تتباين الأهمية النسبية للفوائد البيئية المحلية والعالمية للتحول إلى وسائل النقل الكهربائية بشكل كبير فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مشيرًا إلى أنه على سبيل المثال، فإن تحول مصر إلى وسائل النقل الكهربائية سيسهم فى المقام الأول فى تحسين جودة الهواء فى المناطق الحضرية بها.
جاء ذلك فى إطار اهتمام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، برصد وتحليل كل ما هو متعلق بالتقارير الاقتصادية العالمية، وسلط المركز الضوء على تقرير البنك الدولى الخاص "اقتصاديات المركبات الكهربائية لنقل الركاب" والصادر فى نوفمبر الماضى، والذى شمل دراسة 20 بلدًا من البلدان النامية فى إفريقيا وآسيا والبحر الكاريبى وأوقيانوسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، حيث يُقدِّم التقرير مُبرِّرات اقتصادية قوية للتوسُّع فى التحول إلى استخدام المركبات الكهربائية فى البلدان النامية.
وأشار إلى أن كهربة وسائل النقل تعد أحد الأدوات اللازمة لوضع العالم على مسار خالٍ من الكربون، ففى البلدان النامية ذات الانبعاثات المنخفضة، فإن الانتقال من المركبات التقليدية إلى المركبات الكهربائية يحقق مزايا إضافية مثل تحسين جودة الهواء، وتحسين جودة النقل العام، وتقليل الاعتماد على الوقود المستورد.
وأضاف التقرير أن على الرغم من هذه المزايا، فإنه لا تزال معظم مبيعات المركبات الكهربائية تتركز فى الأسواق العالمية الرئيسة مثل الصين وأوروبا والولايات المتحدة، حيث تستحوذ تلك الأسواق على أكثر من 90% من أسطول المركبات الكهربائية فى العالم.
ولفت التقرير إلى أن تكلفة شراء المركبات الكهربائية ترتفع بنسبة تتجاوز 70% مقارنة بالمركبات التقليدية، وهو ما يعد بمثابة عقبة مالية أمام العديد من المستهلكين فى البلدان النامية، وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف شراء المركبات الكهربائية، فإن الوفورات فى تكاليف الوقود والصيانة على مدى عمر المركبات الكهربائية فى العديد من الأسواق ستعوض الارتفاع النسبى لسعر الشراء.
وذكر التقرير أن المركبات الكهربائية تصدر جزءًا بسيطًا فقط من ملوثات الهواء المحلية، بالإضافة إلى ذلك، عادةً ما تنبعث هذه الملوثات من محطات توليد الطاقة والتى عادة ما تتواجد فى مواقع بعيدة نسبيًا، وبالتالى فإن الضرر الذى قد تلحقه بصحة الإنسان يكون أقل بكثير مما هو عليه عندما ينبعث التلوث من عوادم السيارات التى تسير فى الشوارع الحضرية المزدحمة.
يذكر أن المنتدى الاقتصادى العالمى فى تقرير سابق له، أشار إلى أن 99% من سكان العالم يتنفسون هواءً ملوثًا، وأن إتباع الإرشادات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتى تحمى صحة الإنسان والبيئة من شأنه أن يقلل الوفيات بنسبة 80%، إلى جانب توفير النفقات، حيث بلغت تكلفة الأضرار الصحية المرتبطة بتلوث الهواء نحو 8 تريليون دولار عام 2019، وهو ما يُمثل نحو 6.1% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى
ونوه التقرير إلى أن الدول منخفضة ومتوسطة الدخل تتحمل العبء الأكبر من الهواء الملوث، حيث تتركز نحو 91% من الوفيات المبكرة فى تلك الدول وترتبط بملوثات الهواء، ويرجع ذلك إلى اعتماد هذه الدول بشكل كبير على المركبات القديمة التى تعمل بالوقود الأحفورى.