هل تستطيع الصين مزاحمة أمريكا في الشرق الأوسط؟
بينما تنطلق فعاليات القمة الأمريكية الأفريقية، اليوم الثلاثاء في واشنطن، إلا أن الهيمنة الصينية على القارة السمراء؛ ربما تقوض أي محاولات اختراق لهذا التكتل الصيني، القائم في المقام الأول على المشاركة في التنمية المستدامة والمشاريع الاستراتيجية.
وقبل أيام اختتم الرئيس الصيني شي جين، فعاليات قمم متتاليات في العاصمة السعودية الرياض، "قمة صينية سعودية" وأخرى "صينية خليجية" وثالثة "صينية عربية"، توجت باتفاقيات بمليارات الدولارات، وقد أعرب البيت الأبيض عن قلقله من تزايد النفوذ الصيني في منطقة الخليج، وأكد عازمه على لجم التوسعات في الصينية في مناطق النفوذ الأمريكي التاريخية.
وقبل أشهر كانت الرياض تستضيف قمة أمريكية عربية، لكن أجواء انعقادها كانت مشحونة للغاية، على عكس ما جرى مع الرئيس الصيني، وقالت تقارير وقتها إن القمة لم تنجح في تحقيق أهدافها فيما يتعلق بإقناع دول الخليج زيادة إنتاجها من النفط.
وقالت تقارير صادرة عن "رويترز" إن أمريكا سجلت رفضها القاطع للتاخل الصيني الخليجي، خاصة فيما يتعلق بمساعي الخليج إدخال تكنولوجيا الجيل الخامس في إدارة الموانئ، وزعمت تلك التقارير أن الإمارات استجابت لأمريكا وأوقفت إدخال تلك التكنولوجيا في احد الموانئ.
كما اعترضت أمريكا على التوسع في الشراكة العسكرية بين الصين والمملكة السعودية، وقالت التقارير إن الصين افتتاحت مصنعًا اتصنيع الطائرات المسيرة في السعودية.
شريك استراتيجي
الباحثة في العلاقات الدولية، أميرة الشريف، تقول لـ"الرئيس نيوز": "إن الصين أصبحت شريكًا استراتيجيًا للعديد من دول الشرق الأوسط، منذ أعلن الرئيس الصيني شي جين العام 2013 عن مبادرة الحزام والطريق التي تعتبر شبكة من الشراكات والمشاريع حيث يُعتبر الشرق الأوسط المصدر الرئيسي للنفط الخام للصين".
أشارت الشريف إلى أن الرئيس الصيني، استكمل سعيه في تحسين شبكة علاقاته بالمحيط العربي إذ شكلت الحكومة الصينية لجنة رفيعة المستوى في يناير 2016 لتوجيه وتنسيق التعاون الثنائي مع المملكة العربية السعودية، وزيارة الإمارات العربية عام 2018.
لفت إلى أن الفارق بين الصين وأمريكا في التعامل مع دول الشرق الأوسط، أن الأولى لا تتدخل في شؤون الدول، كما تفعل أمريكا، وعلى الرغم من أن واشنطن بدأت تصرف انتباهها عن الكثير من ملفات الشرق الأوسط، إلا أنها من المؤكد أنها ستتمسك بنفوذها التاريخي، وستمارس أقصى ضغوطها على دول تلك المنطقة لمنع انخراطها في أي تحالفات مع الصين، وتابعت: "نجاح تلك السياسة من عدمها سيتوقف على مدى قدرة تلك الدول المنطقة على مقاومة تلك الضغوط".
عملاق القرن الـ21
ووفق كتاب "العلاقات الدولية مفاهيم وموضوعات"، للدكتور سيد أبو ضيف أحمد، فإن النظام الدولي الجديد، مقسم إلى مناطق حسب الجغرفيا الاقتصادية، وأخرى وفق توازن القوى، وثالثة على نموذج صدام الحضارات، ورابع يقوم على دراسة نظرية الفوضى في النظام العالمي الجديد، وخامس يقوم على مدى تحقيق نموذج القرية العالمية، وأخيرًا فريق سادس يركز على تطور النظام العالمي الجديد لتحقيق الأقطاب المتضامنة.
وفيما يتعلق بنموذج توازن القوى The Reinvigorated Balance Of Power Mode، فيقول الكتاب إن أنصار هذا النموذج ينطلقون مما ذهب إليه بول كنديا Pull Kenedi من أن الدول تتحرك صعودًا أو هبوطًا في ضوء نوعية قدراتها مقارنة مع قدرات غيرها... وهذا النمو يؤكد على وجود قوى رئيسية أربع هي: الولابات المتحدة وروسيا الاتحادية والصين وأوربا.
فيما يذهب كل من المفكرين الاقتصاديين باردر وليمبتون، إلى ترشيح الصين للقيادة الدولية في القرن الحادي والعشرين، ويتحدثان عما يمكن أن يسمياه "الهيمنة الصينية" باعتبارها أقل الدول الأربع في معوقات الوصول إلى القمة مع اقتصاد سريع النمو، والذي يمكن أن يترجم بسهولة إلى قوة عسكرية فعالة.
يشير الكتاب إلى أن هذا النموذج يتجاهل دولة مثل الهند كقوة صاعدة في مواجهة الصين، كذلك فإنه يتجاهل دور الأمم المتحدة التي رغم تراجع دورها في التسعينات خاصة في المسائل الأمنية.إلا أنه لا يزال لها القدرة على التشريع.