بشار الأسد: ترشحى للرئاسة يتوقف على إرادة الشعب
أكد الرئيس السورى بشار الأسد، فى مقابلة أجرتها معه صحيفة “ميل أون صنداى” البريطانية، أن ترشحه للرئاسة السورية متوقف على أمرين هما إرادته الشخصية وإرادة الشعب السورى، وذلك حسب ما نقلته شبكة “روسيا اليوم” الإخبارية، اليوم الأحد، عن وكالة “سانا” السورية.
وقال الأسد مجيبًا على سؤال الصحيفة حول نيته الترشح للرئاسة مرة أخرى بعد انتهاء ولايته عام 2021، “سيتوقف ترشحى للرئاسة على أمرين، أولا، الإرادة الشخصية بأن أضطلع بتلك المسؤولية، والأمر الثانى، وهو الأهم، هو إرادة الشعب السوري، هل يقبلون بذلك الشخص؟ هل لا يزال المزاج العام فيما يتعلق بى كرئيس هو نفسه، أم سيغير الشعب السورى موقفه؟“.
وأضاف الأسد، أنه موجود إلى الآن بسبب الدعم الشعبى له، وتابع “نحن نحاربهم (الإرهابيين) ونحظى بالدعم الشعبى فى سوريا لمحاربة أولئك الإرهابيين، ولهذا السبب فإننا نتقدم، لا نستطيع تحقيق هذا التقدم لمجرد أننا نتلقى الدعم الروسى والإيرانى، فالروس والإيرانيون لا يمكن لهم الحلول مكان الدعم الشعبى”.
من جهة أخرى اعتبر الأسد، أن الحرب شئ سئ وتخلف بطبيعة الحال أعدادا من القتلى محملًا الغرب مسؤولية ذلك، وأضاف “ليست هناك حرب جيدة أو حرب سلمية، ولهذا السبب فالحرب سيئة، النتيجة الطبيعية والبديهية هى أن يكون هناك موت ودماء فى كل مكان، لكن السؤال هو، من بدأ هذه الحرب ومن دعمها؟ إنه الغرب“.
وفى سياق المقابلة، لفت الأسد، إلى أنه يأمل أن التاريخ سيذكره “بوصفه شخصا حارب الإرهابيين لإنقاذ بلاده”، وأضاف “أثبتت السنوات الخمس الماضية أنى كنت محقا، انظرى إلى التداعيات فى سائر أنحاء العالم، انظرى إلى الإرهاب الذى ينتشر فى سائر أنحاء العالم بسبب الفوضى المدعومة من الغرب فى سورية، انظرى إلى الهجمات المختلفة فى أوروبا، فى بريطانيا، فى فرنسا وفى بلدان أخرى، انظرى إلى أزمة اللاجئين فى أوروبا، كل ذلك بسبب وجود سوريا على الفالق الزلزالى الذى تحدثت عنه قبل خمس سنوات“.
ورد الأسد على سؤال حول الدور الروسى القيادى فى سوريا الذى بات “يتخذ القرارات نيابة عنكم”، قائلا، “روسيا تحارب من أجل القانون الدولى، وجزء من هذا القانون الدولى يتعلق بسيادة مختلف الدول ذات السيادة، سياستهم وسلوكهم وقيمهم لا تقضى بالتدخل أو الإملاء، إنهم لا يفعلون ذلك، وفى كل علاقاتنا لم يحدث أن تدخلوا أو حاولوا أن يملوا علينا شيئا، حتى لو كانت هناك اختلافات، من الطبيعى أن تكون هناك اختلافات بين مختلف الأطراف، سواء داخل حكومتنا أو بين الحكومات الأخرى، بين روسيا وسوريا، أو سوريا وإيران، أو إيران وروسيا، وداخل هذه الحكومات، هذا طبيعى جدا، لكن فى المحصلة، فإن القرار الوحيد حول ما يحدث فى سوريا وما سيحدث هو قرار سورى”.
وفيما يخص توريد “إس 300” إلى دمشق، أوضح الأسد، أن هذا شأن يخص المسؤولين الروس، “هذا إعلان سياسى، ولديهم تكتيكاتهم، أما ما إذا كانوا سيرسلونها أم لا، فهذه مسألة عسكرية، ونحن لا نتحدث عنها”، كما اتهم الرئيس السورى، بريطانيا بشكل خاص بفبركة الهجمات الكيميائية المزعومة “بريطانيا وفرنسا تابعتان سياسيا للولايات المتحدة، هذا ما نعتقده، وقد قدمت بريطانيا دعما علنيا لمنظمة الخوذ البيضاء التى تشكل فرعا للقاعدة-النصرة فى مختلف المناطق السورية، لقد أنفقوا عليهم الكثير من المال، ونحن نعتبر الخوذ البيضاء أداة تستخدمها بريطانيا فى العلاقات العامة وبالتالى من المؤكد أن هذه الدول الثلاث فبركت ذلك الهجوم وبريطانيا ضالعة فى ذلك“.
ولفت الأسد، إلى أن سوريا تلقت العديد من الاتصالات من مختلف أجهزة المخابرات الأوروبية، لكنها أوقفت ذلك مؤخرا بسبب عدم جدية الأوروبيين، كما شدد على أن الوجود الأمريكى والبريطانى فى سوريا غير شرعى وغير قانونى، بل “هو غزو لأنهم ينتهكون سيادة بلد، مضيفًا “فالروس أتوا بدعوة من الحكومة السورية، ووجودهم فى سوريا وجود شرعى، والأمر نفسه ينطبق على الإيرانيين“.